106 عامًا على ابتكار تولكوفسكي لقطع الألماس” المستدير”

في 27 مايو 2025، احتفلت مدينة أنتويرب البلجيكية، المعروفة بلقب “عاصمة الألماس في العالم”، بمرور 106 أعوام على ابتكار المهندس البلجيكي مارسيل تولكوفسكي للقطع المستدير البراق المثالي (Ideal Cut) للألماس، في عام 1919، نشر تولكوفسكي كتابه الشهير Diamond Design، الذي قدم فيه لأول مرة الحسابات الرياضية الدقيقة التي تحدد الأبعاد والزوايا المثالية لتقطيع الألماس المستدير بشكل يعظم من بريقه ولمعانه.

تولكوفسكي هو اسم يشتهر به قطع الألماس المستدير اللامع، وهو الشكل الأكثر طلبًا في العالم، يعد تولكوفسكي، أحد الرواد في تصميم قطع الألماس، حيث وضع النسب المثالية للألماس المستدير اللامع في عام 1919 لتحقيق أقصى قدر من البريق واللمعان. 

ما هو الألماس المستدير اللامع؟

هو شكل الألماس الأكثر شعبية، يتألف من 57-58 جانبًا ويعطي بريقًا وتألقًا مميزًا، يُعد هذا التصميم، الذي يتألف من 57 وجهًا، المعيار الذهبي في صناعة الألماس، حيث يضمن أقصى انعكاس للضوء داخل الحجر، مما يمنحه لمعانًا استثنائيًا، وقد اعتمدت عليه العديد من معاهد الأحجار الكريمة، مثل معهد الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA)، كأساس لتقييم جودة القطع.

 مارسيل تولكوفسكي؟

وُلد مارسيل تولكوفسكي في 25 ديسمبر 1899 في مدينة أنتويرب البلجيكية، لعائلة يهودية من أصول بولندية معروفة في مجال تقطيع الألماس، درس الهندسة في جامعة لندن، حيث أتم دراساته العليا في مجال الضوء والانعكاس، وفي عام 1919، نشر كتابه الشهير Diamond Design، الذي قدم فيه لأول مرة نموذجًا رياضيًا لتقطيع الألماس بشكل مثالي.

أهمية اختراعه: القطع البراق المثالي

يُعد تولكوفسكي مؤسس “القطع المستدير البراق المثالي” (Ideal Cut)، الذي يُعرف أيضًا بالقطع الأمريكي أو قطع تولكوفسكي، اعتمد تصميمه على حسابات رياضية دقيقة لأبعاد وزوايا الألماس، بهدف تعظيم انعكاس الضوء داخل الحجر لتحقيق أقصى درجات التألق والتوهج.

تشمل المواصفات الأساسية لقطعه المثالي:

• العمق الكلي: 59.3%

• زاوية التاج (القمة): 34.5 درجة

• زاوية الجناح (القاع): 40.75 درجة

• قطر الطاولة: 53%

• الحد الحزامي: صفر (في التصميم الأصلي، رغم أن هذا غير عملي في الواقع).

في 2019 نظمت بورصة أنتويرب ل لألماس (AWDC) احتفالًا خاصًا في شوارع المدينة، بمرور 100 عام على الاختراع، حيث دُعي 57 من سكان أنتويرب، من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، للمشاركة في تلميع حجر ألماس واحد، بحيث يلمع كل فرد وجهًا واحدًا. وقد تم تسمية هذا المشروع بـ”100 عام من البريق”، في إشارة إلى مرور قرن من الزمن على ابتكار تولكوفسكي.

تم عرض الحجر المُلمّع في متحف “ديفا” للألماس في أنتويرب، ليكون شاهدًا على إرث تولكوفسكي وتأثيره المستمر في صناعة الألماس، وقد شارك في الاحتفال جابي تولكوفسكي، أحد أشهر قاطعي الألماس في العالم، الذي قام بتلميع الوجه الأول من الحجر، يُذكر أن جابي تولكوفسكي وافته المنية في مايو 2023، عن عمر يناهز 84 عامًا.

تُعد هذه الاحتفالات تأكيدًا على استمرار مدينة أنتويرب في ريادتها لصناعة الألماس العالمية، وعلى أهمية الابتكار والتنوع في الحفاظ على هذا الإرث الثمين.

توفي مارسيل تولكوفسكي في 10 فبراير 1991 عن عمر يناهز 91 عامًا، ظل تصميمه للقطع البراق المثالي معيارًا معتمدًا في صناعة الألماس، حيث يُستخدم كأساس لتقييم جودة القطع في المختبرات والمصانع حول العالم.