عثر المؤرخ الهولندي” لورنزو رويتر” على مجموعة من المجوهرات والعملات من العصور الوسطى، وذلك خلال استكشافه لمدينة “هوجود” وهي مدين صغيرة في شمال هولندا، كما عثر “رويتر” على كنز دفين من مجوهرات وعملات يعود تاريخها إلى ما يتجاوز الألف عام.
وأبلغ المؤرخ الهولندي عن اكتشافه لعلماء الأثار “فريز لاند ويست”، ويعرض اكتشافه حاليًا في المتحف الوطني الهولندي للآثار.
وقال المتحف الوطني الهولندي: “تعتبر المجوهرات الذهبية من العصور الوسطى نادرة للغاية”.
واشتمل الكنز على أربعة أقراط ذهبية على شكل هلال، وقطعتين من ورق الذهب تتناسبان معًا، و 39 قطعة نقدية فضية صغيرة.
وساعدت القطع النقدية المتحف في تجميع عمر الكنز وتشكيل قصة حوله، ربما تم العثور عليه مدفونًا في الأرض. فالعملات المعدنية، التي يُعتقد أنها تعود إلى الفترة من 1200 إلى 1250، كانت من أبرشية أوترخت، التي تضمنت عدة مقاطعات من الإمبراطورية الألمانية، وكانت النسخ الأصغر سنًا تم صنعها حوالي عام 1248 عندما حكم الملك ويليام الثاني الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وتشير القطع الصغيرة من المنسوجات إلى أنها كانت ملفوفة في قطعة قماش أو كيس.
وقال المتحف إن هذا يعني أن المجوهرات كانت بالفعل منذ ما يقرب من قرنين من الزمان و من المحتمل أن تكون مخبأة في الأرض.
وتعتبر هذه الفترة التي يعود إليها القطع مرحلة مهمة ومضطربة في تاريخ البلاد، عندما كانت هناك حروب بين غرب فريزلاند ومقاطعة هولندا. وتوفي الكونت ويليم الثاني خلال هذه الحروب، بالقرب من مكان العثور على المجوهرات.
ويرى المتحف أن هذه المجوهرات والعملات من المحتمل أن تكون ضمن ممتلكات شخص ما عزيزة عليه، ودُفنت بعيدًا عن الأنظار خلال الحروب.
وقال المتحف: “هذا يجعل اكتشاف الكنز ذا أهمية كبيرة لعلم الآثار وتاريخ شمال هولندا وغرب فريزلاند، كما أن له أهمية وطنية ودولية”.
وتأتي من أهم القطع، بحسب ما ذكر المتحف ، الأقراط، حيث يتميز الزوج الأول بمشاهد منقوشة، بما في ذلك مشهد يصور رجلاً يحيط برأسه أشعة، ويُعتقد أنه صورة ليسوع المسيح، والمعروف أيضًا باسم “الشمس التي لا تقهر”.
ويشمل الزوج الآخر زخارف معقدة، لكنه تعرض لأضرار بالغة، ويرجع ذلك إلى كونه مخفيًا تحت التربة المحروثة لعدة قرون.
وذكر المتحف : ” وتظهر المجوهرات مزينة على جانب واحد ولها دعامات تعليق هشة. وهذا يشير إلى أنه ربما لم تكن مثقبة للأذنين، ولكن تم ارتداؤها على غطاء الرأس أو عصابة الرأس، مشيرًا إلى أن الصور الألمانية من نفس الفترة الزمنية تظهر أسلوبًا مماثلًا.”
وتتلاءم القطعتان المصممتان على شكل ورقة ذهبية معًا، ويُعتقد أنهما تم ارتداؤهما مرتبطين بالملابس بسبب ألياف النسيج الصغيرة التي تم العثور عليها.
وتنتمي المجوهرات والعملات المعدنية للمكتشف ” رويتر”، ولكنها معارة مؤقتًا إلى المتحف. وسيتم عرضها في قاعة المعبد التابعة للمتحف حتى منتصف يونيو المقبل. واعتبارًا من 13 أكتوبر2023، سيكون الاكتشاف جزءًا من معرض مؤقت جديد بعنوان “العام 1000”.