معانا ريال ..معانا ريال دة مبلغ عال ومش بطال.
يجلب الخلف ويضمن الحقوق ويزين العرايس.
كان ياما كان يا سادة يا كرام فى أيام ليست بعيدة من الزمان، إمبراطورة حكمت النمسا وكان لها شأن، أول امرأة حكمت الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أم الستة عشر أبنا، والدة ماري انطوانيت، ملكة فرنسا التي طالبت الشعب بأكل الجاتو عوضًا عن الخبز، الأهم إنها صاحبة “تالر ماريا تريزا”، أو الريال النمساوي الفضي الذى كان علامة في التجارة العالمية منذ صكه في العام ١٧٤٠ وحتى الحرب العالمية الثانية في أوروبا وأفريقيا وبلاد العرب والعجم وبلاد تركب الأفيال، وأثناء الاحتلال الياباني لأندونيسيا في الأربعينيات فضله المواطنون عن عملة الاحتلال،وقد زيف الأمريكان منه كميات هائلة، وفي اثيوبيا ظن البعض أن الصورة المنقوشة عليه هى العذراء مريم وتبركوا به، وفي الجزيرة العربية ظنوا أنه عملة من آلاف السنين.
حكمت ماريا تريزا في الفترة من ١٧٤١ وحتى ١٧٨٠ م، لكن ريالها الفضي حكم الاقتصاد العالمي لما بعد ذلك بأكثر من 200 عام.
في مصر كان له شنة ورنة لارتباطه بتجارة البن والتبادل التجاري بين مصر والدول المجاورة، وكان أول انتقاله للجزيرة العربية عندما استخدمه ابراهيم باشا كوسيلة للدفع للموالين له في حملته على نجد، بعدها استخدمه الأوربيون لشراء البن المولعين به من اليمن، لأنه كان يصنع من الفضة الخالصة، ومظبوط الوزن محدد الأحرف، وبلا شبهة تلاعب.
كما تعددت أشكاله لأنه ضرب بأكثر من صورة للأمبراطورة مع تطور مراحلها العمرية، وفي الخلف كان النسر ذو الرأسين علامة “آل هابسبورج”، أطلق عليه أبو شوشة بسبب تسريحة شعر الإمبراطورة وسمى أيضًا أبو طاقة وأبو نقطة، والريال الفرنسي ثم الفرنصة وظن البعض أن فرنسا أو فرنصة هو أسم المرأة التي على العملة، والعملة الواحدة منه كانت تزن حوالى ٢٧ جرامًا، وقد استمر صكها على نفس المنوال بعد وفاة الإمبراطورة بتاريخ السنة التى توفيت بها م.
١٧٨٠ كان يصك فى بيرمنجهام ومومباي واوتريخت فى هولندا، وهو أول عملة استعملت في الولايات المتحدة بعد الاستقلال قبل الدولار الأمريكى، وانتشر استعماله في اليمن والجزيرة العربية وزنزبار، ومصر فى المعاملات التجارية خاصة فى تجارة البن والنسيج والعبيد، حيث كانت له الأفضلية، لأن قيمته السوقية، لا تتأثر بالغطاء النقدي، وكان معروفًا ومقبولًا من الهند حتى الساحل الأفريقي.
ومن هنا كان استعماله في الحلي فهو عملة وزينة، فقد زينت به مقابض الخناجر والأسلحة أيضًا، ووضع في حلي مهر وشبكة العروس، وكانت الفضة لها دور كبير في حياة البدو، فهى أبقى من الذهب، وليست عرضة للثنى وفقدان الوزن مثله، حيث كانت تثبت في البراقع، وعصائب الرأس بعد ثقبها، فيسهل الحركة بها،كان أيضًا تميمة سحرية أمنت النساء على الأخص في مصر، أنه جالب للولد والخصوبة، والثراء والعمر الطويل ولما لا ؟ صاحبته فقد عمرت طويلًا وحكمت لأربعين عامًا، وأنجبت 16 طفلًا ،وصورتها كامرأة ممتلئة ذات فتوة وصحة، تتناسب مع المقاييس الجمالية للعصر، وآمن البعض أن الطاقة السحرية له تكمن في صورة التنين ذي الرأسين، كونه مخلوق خرافي له طاقة كأسياد الزار، لبس الفرنصة كحلي للنساء، كان يدل على النزاهة والرفعة وعلو الشأن أيضًا، استمر هذا حتى بعد أن أبطلت النمسا العمل بالريال فقيمته من الفضة النقية، ما زالت ثابتة ،وقد استمر صواغ الفضة في خان الخليلي في استعماله واستيراده حتى أواخر الخمسينات، لإقبال الجمهور على اقتناء الحلي التى تضمه.
وسلامات سلامات وسنين تتقضى
سلامات سلامات وسلاسل فضة.