حالة من القلق المشحون بالغضب تسود بين أولياء الأمور، الذين التحقى أبنائهم بالمدرسة التطبيقية التكنولوجية المتخصصة في الذهب والمجوهرات، حيث تحول خريجها بحسب أولياء الامور إلى عمالة حاصلة على دبلوم فني، مقارنة بأقرانهم ممن التحقوا بالثانوية العامة، واستكمالوا الدراسة الجامعية، حيث لا يسمح لهم باستكمال الدراسة في أي كلية متخصصة، بل إن البعض لديه تصور أنهم أضاعوا مستقبل أولادهم.
قال رأفت نصار عضو مجلس إدارة شركة إيجيبت جولد، إن مدرسة «إيجيبت جولد» خطوة إلى الأمام فى مستقبل التعليم المهني فى مصر، ولا يتطلب للالتحاق بها دفع مصروفات دراسية، حيث إنها بالمجان ، بل تخصص مكافأت اعتمادًا على آلية تقييم الأداء، حيث تعمل الشركة جاهدة لاقتحام الأسواق العالمية في أوروبا وأفريقيا، وعقد إتفاقيات تمثل تعاون دولي بين مصر والأسواق العالمية ، مستخدمة العمالة المتدربة على أعلى مستوى داخل المدرسة.
وأضاف، نصار، أن المدرسة تشجع الطلاب وتوفر لهم بيئة تعليمية متميزة تدمج بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي، ويتم اختيار الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات بالشهادة الإعدادية ، وتعمل المدرسة على تأهيلهم على أيدي متخصصين مصريين وأجانب، لمواكبة متطلبات العصر من العمالة الفنية المتخصصة في صناعة الذهب في مصر، مشيرًا إلى أن المدرسة تشمل 10 تخصصات منها الجودة والتركيب والرسم اليدوي والإلكتروني بإستخدام برامج متطورة.
وظهرت المدارس المهنية فى مصر كبديل لنظام التعليم الثانوي العام، والذي واجه العديد من المشكلات التقنية والفنية مؤخرًا، حيث أعلنت وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني فى عام 2019 موافقتها على اعتماد مايقرب من 37 مدرسة، تشمل مدارس تطبيقية، وتكنولوجية ، والتربية الثقافية، والاجتماعية وغيرها.
وفي سياق مختلف، قالت دعاء أحمد، إحدى أولياء الأمور أن المدرسة تعتبر طفرة فى مستوى التعليم الفني حيث أنها تضع ضوابطًا وقيودًا تنظم العملية التعليمية داخلها ، وتلزم الطلاب بزي موحد ، كما أنها تعلم الطلاب النظام وتقدير قيمة الوقت، والاهتمام بالجانب الرياضي والثقافي، وتوفيرالتدريب العملي على كافة أنواع المشغولات والحلي بداية من النحاس والإنتقال الى المعادن الثمينة.
وعبرت “دعاء” عن حالة القلق التي تنتاب أولياء الأمور بشأن مستقبل أبنائهم ،قائلة :« مدارس الذهب في مصر تحتاج الى وضع خطط واعية تؤمن مستقبل الطالب في مرحلة ما بعد الدبلوم، حيث أن هناك العديد من العقبات التي تواجه خريجي مدرسة الذهب ، منها تأخر التنسيق ومحدودية الكليات المتاحة ، وعدم وجود ضمانات لتعيين الطلبة خريجي المدرسة الحاصلين على أعلى مجموع ، وأشارت أن تعيين الطالب يكون بعد المقابلة الشخصية واختبار القدرات، والتأكد من التفرغ التام للعمل، مما يؤثر على استكمال تعليمه الأكاديمي، والالتحاق بإحدى الكليات أو المعاهد المتاحة ، الأمر الذي يجعل الطالب حاصل على شهادة دبلوم فني “مؤهل متوسط “، مقارنة بأقرانه من أبناء الثانوية العامة .
وطالبت الجهات المختصة بالتوسع في توفير أقسام للحلي والذهب داخل تنسيق الكليات للوصول الى مستوى التعليم العالي، وتقليل التنسيق لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الطلاب ، وتوفير فرص عمل على مستوى العالم في مجال الذهب ، باعتبار أن صناعة الذهب حاليًا تشهد نهوضًا ملحوظًا على مستوى العالم .
وقال “أ.ع” أحد خريجي مدرسة إيجيبت جولد أن المدرسة تعمل بنظام قياسي ، وتحظر على المعلمين الدروس الخصوصية، مما يقدم مناخ تعليمي متميز وتوفر للطالب فرصة التواصل “أون لاين ” لمتابعة كل جديد مع المعلمين، إلى جانب التزام المدرسة بالمعايير التربوية والأخلاقية ، والاهتمام بالمادة العلمية .
وأضاف “أ.ع” أن تأخر التنسيق ، واكتفاء الكليات المتاحة بالعدد المطلوب يعد عقبة أمام الطلبة المتفوقين ، كما أن الدفعة الحالية من خريجي المدرسة قدمت العديد من الشكاوى تطالب بسرعة تحديد موعد للمقابلة الشخصية، وبيان موقف الطلاب من التعيين ، وبالرغم من إنتشار شائعات بتعيين البعض من خريجي دفعة 2023-2024، إلا أن المدرسة نفت ذلك عبر منصات التواصل الخاصة بها .
من جانبه قال “م.أ”: أحد طلاب مدرسة الذهب ، إننا بحاجة إلى إدراج أقسام لصناعة الحلي والزينة داخل تنسيق كليات فنون جميلة، وفنون تطبيقية، يعادل تنسيق الثانوية العامة، حتى نحصل على مؤهل عالي ، مشيرًا إلى أن أغلبية الطلاب من أوائل الشهادة الإعدادية ، وحاصلين على مجموع يتجاوز ٩٠% في الشهادة الثانوية ، فمن الأحرى استكمال التعليم العالي والحصول على مؤهل عالي، بجانب تعيين الطالب في إحدى مصانع أو شركات الذهب لزيادة خبرته العملية.
كما طالبت أحدى أولياء الأمور بضرورة التوسع في إنشاء فروع للمدرسة على مستوى الجمهورية ، وتقليل نسبة التنسيق ، مشيرة الى أن تنسيق مدارس الذهب يرتفع عن تنسيق الثانويه العامة.
قال الدكتور محمود أحمد، رئيس قسم المعادن والحلي بكلية الفنون التطبيقية، إن المدارس الفنية التكنولوجية هي مدارس معدة بالأساس لتأهيل عمالة فنية مدربة، ومؤهلة لسوق العمل، ويحص الطالب على شهادة دبلوم فني، وهي شهادة نهائية.
وأوضح، أن كليات الفنون التطبيقية تقبل من خريجي المدارس المتخصصة بنظام الخمس سنوات، ولا يقبل من التخصص الواحد سوى طالبين فقط عن كل سنة.
وأضاف، ضرورة توعية أولياء الأمور بحقيقة مستقبل أولادهم في إطار العمل الفني في صناعة الذهب والمجوهرات، حتى لا يحدث مشاكل لهم، بجانب توجه الدولة والاهتمام بالصناعات المختلفة حتى يتسن لسوق العمل استيعاب الأعداد الكبيرة سنويًا من الخريجين.