تتداول بعض المصطلحات داخل صناعة الذهب، والتي عادة ما تعبر عن مضمون أو مرحلة من مراحل التصنيع، وقد تؤثر هذه المرحلة على قيمة تكلفة التصنيع، أو تستخدم في فحص الذهب وفصله عن المعادن الأخرى، أو تمنح الذهب صلابة تسمح بتشكيله في مشغولات مختلفة، وينتج عنها الفرق بين العيارات.
قال عادل نصيف رئيس مجلس إدارة شركة ” جلو جولد” لتنصيع الذهب، إنّ إحدى مراحل صناعة الذهب هي مرحلة “التحييف” والتى تستخدم لتحديد عيارات الذهب المختلفة، ويقوم مصنعو الذهب من خلالها بتحويل الذهب البندقي ” درجة نقاؤه 999.9 “، إلى عيارات مختلفة بين عيار 21 و عيار 18، مما يؤدي الى تغيير لون الذهب، بمقدار نسبة الفضة أو النحاس.
وأشار نصيف، إلى أن “التحييف” يؤثر على سعر مصنعية القطعة الذهبية، حيث تبلغ نحو 9 جنيهات في الجرام، أو ما يعرف بـ ” فرق عيار السبيكة”، وتتمثل في ضبط عيار سبائك الذهب.
وأضاف، أن الذهب عيار 24 أعلى عيار مقارنةً بالذّهب عيار 18؛ لأنّ نسبة التحييف أو إضافة المعادن السبيكة الذهب في عيار ١٨ تكون أكبر، ولهذا يكون سعر جرام ذهب 24 أغلى من ذهب عيار18 ، بجانب نسبة الخسية والتى من شأنها رفع قيمة مصنعية الجرام للمشغولات الذهبية .
ولفت، نصيف، إلى أن عملية تصنيع المشغولات الذهبية ينتج عنها ” خسية ” وهى مقدار الفاقد أثناء التصنيع، وتختلف من شركة الى أخرى حسب المصنع والأدوات المستخدمة، ونوع المشغول مما يؤثر على مصنعية القطعة الذهبية، وخاصة المشغولة يدويًا، حيث تزداد نسبة الفاقد في العمل اليدوي نظرًا لكثرة التفاصيل الدقيقة التى يسعى العامل في الوصول إليها، بينما تقل الخسيه في التصنيع الآلي، والذى يهدف إلى تنفيذ مشغولات مميزة بأقل خسائر.
قال هاني باقي، رئيس شركة مارجير جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات، إن الذهب الصافي لين كالمعجون، ولتصنيعه في مشغولات يجب إكسابه قدرًا من الصلابة، ومن ثم يضاف، إليه مواد كالفصة والنحاس، وبقدر نسبة الإضافات يحدد العيار ومقدار صلابته، وهو ما يعرف بـ” التحييف”.
أضاف، أن الذهب الصافي من عيار 24، نسبة الذهب فيه تمثل نحو 999.9 وهو أكثر ليونة، ومن ثم يضاف إلى السبيكة التي تزن ألف جرام أو ألف سهمًا، نحو 875 جرامًا من الذهب وباقية الجرامات من الفضة والنحاس، لينتج الذهب عيار 21، وهو أكثر صلابة من الذهب عيار 24، بينما يضاف نحو 750 جرامًا من الذهب لعمل الذهب عيار 18، وباقية الجرامات من الفضة، وكلما قل العيار زادات صلابة الذهب.
لفت، إلى أن ألوان الذهب تختلف وفقًا لاختلاف التحييفة، فبعض القطع تكون لونها أصفر إيطالي أو أصفر نحاسي، أو ذهب محمر.
وأوضح باقي، أن خلال مرحلة التشغيل “التصنيع ” والتى من خلالها تدخل السبيكة التي تزن كيلو جرامًا في مشغولات عديدة، يختلف كل منها في صناعته، فصناعة الأقراط تختلف عن صناعة الخواتم على سبيل المثال ، وبالتالي تختلف نسبة الهدر ” الخسية ” الناتجة عن كل قطعة ذهبية.
وأضاف، باقي، أن تأثير الخسية على سعر مصنعية الجرام الواحد يزداد وفقًا لمعايير خاصة ، منها التفاصيل الدقيقة للقطعة الذهبية ، والتي تزيد من نسبة الفاقد ، فلا تتساوى المشغولات البسيطة في مصنعيتها مع المشغولات ذات التفاصيل الكثيرة ، كما يؤثر نوع الحلي فهناك فرق بين فاقد الأقراط ، وفاقد الأساور ، كما أن ارتفاع سعر الذهب يؤدي أيضًا إلى إرتفاع نسبة المصنعية على العميل.
قال صبحي سعيد، أحد مصنعي الذهب، أن نسبة الفاقد أو الخسية تزدادا خلال تصنيع المشغولات الإيطالية نظرًا لتصميماته التي تتتميز بأشكالها الهندسية، كما تضاف خلال عملية التحييف الذهب بعض المواد التي تكسبه لونه المميز.
أضاف، أن المشغولات المصرية أصبح ينافس الإيطالي مؤخرًا، بفضل العديد من الشركات التى تسعى لتطوير المنتجات المحلية، من خلال استخدام التكنولوجية الحديثة، والتي توفر الكثير على مصنعي الذهب.
وتابع، ” يمر الذهب بالعديد من المراحل يكون التحييف بدايتها، والخسية نهايتها إلى أن يصل بالعيار المناسب والشكل المميز والسعر المقبول ليد العملاء”.
قال حسام الحادي تاجر ذهب، إن هناك العديد من الطرق يتبعها التجار للتأكد من سلامة العيار ، تتمثل في وضع الذهب على حجر المحك وإضافة بعض المواد الكيميائية التى تكشف الذهب المزيف.
وأضاف الحادي، إلى أن بعض التجار لتحديد عيار الذهب وتحديد نسبته بعد فصل النحاس والفضة عنه، من خلال “الشيشن”، بتكلفة بسيطة يتحملها الفرد أو الشركة .
وأشار الحادي، إلى أن مهنة الششنجي مهنة قديمة تعود إلى عام ١٨٧٠م ، وتشتهر حارة اليهود بكثرة محلات الشيشنجية، مؤكداً أن هذا المصطلح تركي الأصل، ولم يستبدل حتى الآن، بل أصبح دارجًا في سوق الصاغة المصرية .
من جانبه قال رامي مدحت، شيشنجي، إن مهنة الشيشنجي، تقوم على تحليل المعادن الثمينه سواء ذهب أو فضة أو بلاتين، من خلال الكشف وفصل الذهب عن العادن الأخرى، ويسمى بالماء الملكي أو الماء الاذب، وهو في الأساس ” حمض النيرتيك وحمض الهيدرويوليك”، ولكن مع التطور التكنولوجي ظهرت أجهزة توفر الكثير من الجهد والوقت ، بوضع القطعة على الجهاز وتظهر نتائج التحاليل مباشرة بنسب معينة .
وأوضح، مدحت، أن الشيشن، عملية تتم لفحص السبائك الذهب التي تعد من مستلزمات اإنتاج للمصانع والورش، لتحديد عيار الذهب المستخدم في تصنيع المشغولات، لاسيما الذي الكسر الذي تجميعه من الأسواق بعيارات مختلفة ليصهر ويتم فصله ليصل إلى أعلى درجة للنقاء وهو عيار 24.