ارتفعت أسعار الذهب المحلية في ختام تعاملات الأسبوع، على الرغم من موجة الهبوط التي تعرضت لها البورصة العالمية خلال التفرة الأخيرة، ليبهط الذهب إلى أدنى مستوى في نحو سبعة أشهر في ظل استمرار ارتفاع الدولار وتقييم المتعاملين، وتزايد مخاوف المستثمرين بشأن قرار رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، خاصة بعد بيانات التوظيف الأمريكية، والتى أثبتت قوة سوق العمل، ما يعزز من استمرار الفيدرالي الأمرييك في سياسته المتشددة.
قال ناجي فرج مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية، إن السوق المحلي شهد حالة من التماسك أمام التراجع الملحوظ في الأسعار بالبورصة العالمية، ويرجع ذلك إلى أن السوق المحلي يرتبط بشكل وثيق بثلاثة عوامل، من بينها السعر بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار بالسوق المحلي، والعرض والطلب، ويعد الأخير العامل المؤثر الرئيسي لحركة الأسعار حاليًا، حيث يتمثل العرض في الكميات المنتجة، ويتمثل الطلب في رغبات الأفراد والمؤسسات في الشراء.
وأوضح، أن انتعاش حركة المبيعات وارتفاع الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية، أدى إلى تماسك الأسعار بل وارتفاعها مؤخرًا، وسط موجة التراجع التي تعرضت لها البورصة العالمية، متوقعًً ترجع وهدوء الأسعار في حالة التوازن بين العرض والطلب.
وأضاف، فرج أن السوق يشهد حالة من التوازن في المبيعات بين السبائك والمشغولات، تأكيدًا على وعي المواطنين بقيمة الذهب واعتباره الملاذ الآمن ووسيلة التحوط الأكثر نجاحًا.
ولفت، إلى أن مبادرة زيرو جمارك حققت مزيدًا من الاستقرار في أسعار الذهب، وأدت الى زيادة المعروض بالأسواق، متوقعًا مد الحكومة للعمل بالمبادرة لنحو 6 أشهر جديدة، بعد إنتهاء مدتها الحالية في الحادي عشر من أكتوبر الجاري، ومن ثم قد تتراجع أسعار الذهب مرة أخرى مع نهاية هذا العام.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب ارتفعت بالأسواق المحلية بنسبة 0.9 % وبقيمة 20 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء أمس السبت، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 2165 جنيهًا، وتراجع إلى 2140 جنيهًا، وارتفع لمستوى 2200 جنيه، واختتم التعاملات عند مستوى 2185 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 0.9 % وبقيمة 16 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة الماضية، حيث بدأت الأوقية التعاملات عند مستوى 1848 دولارًا، وتراجع إلى 1813 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 1832 دولارًا.
وأضاف، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 2497 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 1873 جنيهًا، فيما سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 1457 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 17480 جنيهًا.
قال فادى كامل المدير التنفيذي لشركة «ذهب مصر» لتجارة وتسويق الذهب والفضة، إن ارتفاع الطلب بالسوق المحلي على السبائك والجنيهات، أدى إلى ارتفاع الأسعار على الرغم من تراجع سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية، وذلك بفعل رغبة المواطنين في التحوط والحفاظ على قيمة أموالهم، مع تزايد التوقعات بخفض قيمة الجنيه خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد تصريحات المديرة التنفيذية لصندوق النقد، والتي أشارت لضرورة توجه الحكومة المصرية لخفض قيمة الجنيه مرة أخرى في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي.
وتوقع كامل، ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الاحتدام بين الفلسطيني وقوات الكيان المحتل، حيث تتوجه الأسواق للذهب كملاذ آمن وقت الأزمات والاضطرابات، بغرض التحوط وحفظ قيمة الأموال، ما يعزز من مكاسب الذهب وقوته خلال الفترة المقبلة، وهو ما حدث من قبل مع الأزمة الروسية الأوكرانية حينما سجلت الأوقية مستوى 2068 دولارًا، وسجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال جائحة كورونا بلغت مستوى 2074 دولارًا.