كتبت- شيماء مرسي
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 5.5% خلال الأسبوع الماضي، بفعل اشتعال الصراع بين الجانب الفلسطيني والكيان المحال، ويتوقع بعض متعاملون بقطاع الذهب أن استمرار الحرب سيدفع الأسعار لمستويات قياسية، ويعد الذهب الوعاء الادخاري الأنسب وقت الأزمات والحروب.
قال أسامة ذرعي، مدير الأبحاث والتطوير ومدير فروع شركة “جولد إيرا”، إن أسعار الذهب شهدت أفضل مكاسبها الأسبوعية منذ منتصف مارس حيث ارتفعت بما يزيد عن 90 دولارًا عن سعر إغلاق الأسبوع الماضي، حيث تم تداول الذهب في شهر ديسمبر عند 1942 دولارًا للأوقية مرتفعًا بأكثر من 6% عن أدنى مستويات الأسبوع الماضي في ظل
وتوقع زرعي، ارتفاع الأسعار إلى مستويات 1950 دولارًا، مدعومًا بالطلب المتزايد على الملاذات الآمنة، نتيجة الفوضى المستمرة في منطقة الشرق الأوسط.
قال طاهر مرسي، رئيس أبحاث السوق بشركة بيبلون إيجيبت، إن استمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، دون الوصول لأي اتفاق، قد يدفع أسعار الذهب لمستويات قياسية خلال الفترة المقبلة.
أضاف، أن الفيدرالي الأمريكي يمر بمرحلة صعبة في عملية رفع أسعار الفائدة التي تجاوزت حدود كبيرة جدا لم تحدث منذ عقدين من الزمن، ما يحفز الركود ويؤدي إلى ارتفاع التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار النفط العالمية، لذا من الضروري تخفيض قوة الدولار لمحاولة تجنب الركود، ومن ثم سترتفع أسعار الذهب”.
وأوضح، أن مصر دولة كبيرة ولديها موارد ورصيد ومخزون ضخم، واقتصاد جيد، وتستطيع مواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية، ولكن هذا لا يعني أنها لن تتأثر ولكن الاقتصاد ما زال في منطقة آمنة، حيث لم تتجاوز الديون إجمالي الناتج المحلي.
وأضاف، أن خفض الحكومة لقيمة الجنيه سيؤثر على أسعار الذهب محليًا، حيث يعد سعر صرف الدولار، أحد محددات تسعير الذهب بالسوق المحلي.
وأشار، إلى أن الذهب تاريخيًا يعد الملاذ الآمن، والوسيلة لحفظ قيمة الأموال، بينما تعد النقود الورقية عملة قابلة للتضخم، ومنذ بداية الاعتماد عليها أصبحت الأسعار في ارتفاع، لذا يعد الذهب الضمان الوحيد لمواجة ارتفاع الأسعار”.
وأضاف، أن طبيعة نظام الدولار الورقي القائم على أسعار الصرف الحرة الحالي يحاول تجنب الانهيار التام للعملات، لأن هذا يسبب أزمة أيضا لدى صندوق النقد الدولي، لذا لن تختفي العملة من الأسواق أو تفقد قيمتها.
وأوضح، مرسي، أن الفيدرالي الأمريكي لن يستمر في رفع سعر الفائدة لمواجهة التضخم المتزايد، لأن بوادر الركود في الاقتصاد الأمريكي بدأت في الظهور مع بيئة التضخم المستمر، لاسيما بعد فشل مزاد سوق السندات الأمريكية الأسبوع الماضي، لذا لا يمكن الاستمرار في رفع الفائدة”.
وأضاف، أن الذهب مازال الوعاء الادخاري، الأمثل لحفظ قيمة مدخرات المواطنين مقارنة بالشهادات والعقارات لاسيما وقت اقتصاد الحروب، كما أنه يعد أفضل من الأصول التقليدية المتاحة للحماية من التضخم والخطر المحيط بالعملات المحلية.