نشأت “أمامة عاطف” في عائلة فنية تحب الفنون والثقافة، قضيت طفولتها محاطة بأجواء مليئة بالفن والإبداع، والداها مهندس معماري وجدها أيضًا فنان معاصر.
درست إدارة الأعمال في جامعة القاهرة، ولكن بعد التخرج، أدركت أن هذا لم يكن شغفها، لذلك قررت أن تتجه لدراسة تصميم المجوهرات، وتلقت دراستها في تصميم المجوهرات في “ISTITUTO DI MODA BURGO” بميلانو، وحصلت على درجة الماجستير في الأعمال الدولية في الاستشارات المهنية للمجوهرات، كما درست بالمعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة GIA.
بعد إنتهاء دراستها في تصميم المجوهرات، عملت كمصممة مجوهرات بإحدى الشركات، وبعد خمس سنوات أصبحت مدير للتصميم في واحدة من أكبر شركات الألماس في مصر.
أشارت، إلى أنه على الرغم من أنها بدأت التصميم منذ أكثر من 16 عامًا، إلا أن طرح مجموعة من المجوهرات بقطع عالية الجودة يستغرق وقتًا طويلاً لدخول سوق المجوهرات بثقة.
أضافت، ليس من السهل أن يكون المصمم محترفًا كما يريد ولكن يجب أن يتمتع بالقدرة على تحسين مهارته من خلال العمل الجاد.
وقالت” وأود أن أشكر جميع المديرين الذين آمنوا بموهبتي، حيث قدموا لي الكثير من الدعم خلال مسيرتي المهنية.”
أوضحت، أن انتقالها للعيش والدراسة بإيطاليا، يعد مرحلة مهمة في مسيرتها المهنية، واغتنام الفرص الجديدة التي تعزز هذه المسيرة، من خلال امتلاك استوديو للتصميم خاص بها في مدينة البندقية، بجانب الفرصة للتعاوون مع كبرى العلامات التجارية الهامة في قطاع المجوهرات الراقية وأيضًا للتعامل مع أهم جامعي الأعمال الفنية في أوروبا.
وحول توجهها لعمل لوحات فنية تتضمن رسومات عن الألماس، قالت” الألماس والأحجار الكريمة هي شغفي دائمًا، إنها تأتي من الطبيعة ثم يتم قطعها وصقلها بأيدي البشر، وأحاول التعبير عن هذه العلاقة بين الإنسان والطبيعة من خلال عمل فني معاصر”.
أوضحت أنها لوحاتها عبارة عن أوجه مكبرة من الألماس الحقيقي والأحجار الكريمة، مستوحاة من الأنماط المجردة والأنماط المتماثلة للألماس.
قالت، “التقدير الكامل لعائلتي التي آمنت بموهبتي، لقد شجعوني منذ صغري على تطوير قدراتي الإبداعية من خلال تقديم كل الدعم لي لدراستي في تصميم المجوهرات،منذ تلك اللحظة، عرفت أن التصميم سيكون مستقبلي، وهي أعظم منحة دراسية”!
شاركت، عاطف، في العديد من المعارض الكبيرة في مجال المجوهرات والفنون الراقية، من بينها معرض فيتشنزا للمجوهرات في إيطاليا، ومعرض بازل للساعات والمجوهرات بسويسرا.
أوضحت، أن أسلوبها في تصميم المجوهرات يعتمد على مفهوم “الانطلاق والحرية في الإبداع” مع الأخذ في الاعتبار أن تكون التصاميم تكون جذابة بدرجة كافية وتحقق انطباعات العملاء من خلال استخدام المعدن أو الأحجار الكريمة، كما يجب أن تتوافق مع التكلفة المستهدفة.
ترى، أن الدقة الفنية هي الجزء الأكثر أهمية الذي يجعل المجوهرات فريدة من نوعها.
في عام 2007، حصلت أمامة عاطف على جائزة التميز عن فيلم “The Mask of Gold” من HRD Antwerp.
وعن مصادر الاستلهام لديها، قالت” أنا شخص بصري للغاية، لذا فإن ما أراه يلهمني، يمكن أن يكون أي شيء أو نمط أو بناء أو عمل فني، ومجموعتي الأخيرة “كرنفال البندقية” مستوحاة من العمارة القوطية لمدينة البندقية”.
نفذت عاطف، العديد من قطع المجوهرات من أبرزها تصميم مجموعة حصرية من مجوهرات الزفاف لإحدى أميرات العائلة المالكة الإماراتية، وكانت عبارة عن قلادة مستوحاة من ثعبان الصحراء تتدلى من أحجار الياقوت البورمي والألماس!
كما أنها نفذت قطع من المجوهرات التاريخية المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، لأحد جامعي الأعمال الفنية الأوربيين.
تذكر، عاطف، أن الاتجاه الناشئ لمجوهرات الزفاف يكتسب زخمًا في الأسوق، حيث أنها وظائف تؤثر بشكل إيجابي على نمو السوق، وتركز النساء في مجوهراتهن على أحدث اتجاهات القلائد ودبابيس الشعر والأساور، ويعد توفر المجوهرات المرتبطة بالأحداث أو الوظيف مثل الزواج عاملاً مهمًا من المرجح أن يحفز نمو مبيعات السوق.
وتشير، إلى أن تغير نمط الحياة واتجاهات المجوهرات، من المتوقع أن يعزز نمو هذا السوق، إذ لم يعد استخدام السلاسل والقلائد الذهبية مقتصرًا على الرجال والنساء الذين يرتدون الخواتم والسلاسل الذهبية البسيطة والخلاخيل كتعبير عن الموضة، بالإضافة إلى ذلك، يعد القبول المتزايد للمجوهرات بين الرجال عاملاً آخر يدفع نمو السوق.
أوضحت أن هناك هناك اختلافات بين احتياجات المرأة العربية والأوربية، في ارتداء الحلي، حيث تحب المرأة العربية اقتناء المجوهرات الفاخرة ذات الطابع الغني لثقافتها الجمالية القوية، لذا، فإن معظم العلامات التجارية الفاخرة يتجهون نحو أسواق المجوهرات العربية، وهم على دراية جيدة بثقافتهم وتقاليدهم.
فيما يتعلق بالمرأة الأوروبية فهي أكثر عصرية وأنيقة. تبحث عن البساطة في المجوهرات المختلفة والتي لها قصة تروى. إنهم يحبون أن يعرفوا من أين أتت الحجارة وما الذي ألهمها.
تتوقع، عاطف، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نموًا كبيرًا، لاسيما الأسواق الخليجية، من المتوقع أن تسهم هذه المنطقة بشكل كبير في نمو السوق خلال الفترة المقبلة، بسبب وجود مناجم الذهب وظهور دولة الإمارات العربية المتحدة كأكبر مركز لتجارة الماس.
وتوضح، أن صناعة المجوهرات المصرية تضررت بشدة بعد أحداث الربيع العربي، وأدت الاضطرابات السياسية التي أعقبت ذلك إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، وانخفضت الاحتياطيات الأجنبية إلى مستويات قياسية.
وترى، أن المصنعين بحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على ابتكار منتجاتهم من خلال الاستفادة من الطلب على تصميمات المجوهرات العابرة للثقافات، بالإضافة إلى ذلك، تجديد رؤيتهم في جودة المنتج، وزيادة الاستثمار في قوة الحرفية وتحديث تقنيات التصنيع.