تشهد أسواق الذهب المحلية، استمرار لحالة الإغلاق ووقف التعاملات منذ الأسبوع الماضي، والتي تعد واحدة من أقوى الأزمات التي مر بها السوق في تاريخه.
قال هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية إن أسواق الذهب شهدت حالة من عدم الاستقرار خلال الأيام الماضية ، بفعل المداهمات الأمنية على بعض التجار ولم تعلن الجهات حتى الآن عن مسؤولية هؤلاء التجار الذين ألقي القبض عليهم.
وأوضح أن التدخلات الأمنية تعطي انطباعات سلبية عن الأسواق، ولدينا تقريبا أربع محال تجارية لتجار مختلفين وليس تاجر واحد.. نحن نتعرض لشائعات كثيرة على السوشيال ميديا بين المستهلكين وده كله خطئ وغير حقيقي”.
ولفت إلى أن هناك أنباء عن تداول “ذهب مغشوش بالنحاس”، وحتى الآن لم يثبت أي شيء.
وأشار إلى أن “هناك حالة من الانزعاج لأسباب غير واضحة بسبب قلق غير مفهوم، ونحن لا ندافع ولا ندين لكن المداهمات في حد ذاتها تسبب قلق واضطراب وسط المجتمع .”
وأفاد بأن التاجر لا يتمكن من البيع والشراء بسبب التغير المستمر في الأسعار، ولا يعرف بأي ثمن يبيع.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن بعض كبار تجار الذهب الخام استغلوا آلية العرض والطلب، للتلاعب في الأسعار.
أوضح، أن تراكم المشاكل دون وضع حلول جذرية لها، والتي تم التحذير منها، حيث علقت منصات التسعير للأسعار أكثر من مرة نتيجة التلاعب.
أوضح، أن تأثير تداعيات أزمة غلق السوق، كبيرة على قطاع يضم آلاف من العمالة غير المنتظمة، والتي تتقاضى رواتبها بصورة أسبوعية، ما يعمل على الإضرار بآلاف الأسر في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.
أضاف، أن وقف سوق الذهب يمثل أيضًا إهدارًا لقطاع اقتصادي كبير، يسهم في تعظيم المشروعات الاقتصادية، ويعظم موارد الدولة، في ظل السعي لجذب الاستثمارات الخارجية، وتعزيز حجم صادرات مصر من المشغولات الذهبية.
قال أسامة رزعي، المدير الإقليمي لشركة “جولد إيرا” لتجارة الذهب، إن وقف الاستيراد منذ مارس 2022، نتيجة أزمة شح الدولار، وتوجه الدولة لتوفير الدولار للسلع الأساسية، حد من التدفقات الخارجية، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع العملة، دفع المواطنين للاحتفاظ بما في حيازتهم نتيجة التوقعات باستمرار موجة الارتفاعات، ما أدى إلى نقص المخزون المحلي أو المعروض من الذهب الخام.
أشار، إلى أن وقف الاستيراد أدى إلى انغلاق السوق، وأصبح مالك السلعة، هو من يمتلك القدرة في تحديد الأسعار، لاسيما مع نقص العرض وارتفاع الطلب.
أضاف، أن حجم المكاسب التي حققها الذهب على مدار السنوات الأخيرة، عززت من ثقة المواطنين فيه بمثابة أداة استثمارية للحفاظ على المدخرات، ودفعهم لتحويل جزءًا كبيرًا من أموال الشهادات في الذهب، ومن ثم حدث ضغط على السوق.
أوضح، أن السوق تعرض خلال الأسبوع الأخير إلى وقف المنصات للتسعير، وكذلك وقف الشركات للبيع والشراء.
أضاف، أن السوق يشهد حالة من عدم اليقين، متوقعًا تراجع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، حتى وإن وصلت الأسعار إلى مستوى 4200 جنيه، وذلك بفعل هدوء الطلب.
ولفت، إلى أن السوق في الفترات الأخيرة شهد تقلبات حادة على مدار اليوم الواحد وتغير الأسعار بنحو يتراوح بين 100 و 200 جنيه بين الارتفاع والانخفاض، ما يعرض التجار إلى خسائر نتيجة التغيرات اللحظية.