قال خالد أبو شادي – المحلل الاقتصادي، إن انهيار بنك “واس في بي فاينانشال، سيعزز من فرص الذهب كأحد الملاذات الآمنة، في ظل تزايد الاحتمالات بتوجه الفيدرالي الأمريكي لتقليل وتيرة رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع الاسبوع المقبل، للحد من تداعيات الأزمة على الأسواق.
أضاف، أو ربما تعليق مصير أسعار الفائدة وفقًا لتداعيات الأزمة وضخامتها، وتوسعها، على الرغم من بيانات تقرير الوظائف الجيدة الصادرة مؤخرًا.
أشار، إلى أن لا يمكن التكهن بوجود نظرية مؤامرة مسبقة، من قبل الفيدرالي الأمريكي للوصول إلى هذا الوضع، في إطار عدم تحمله للأوضاع التي يمر بها أكبر اقتصاد في العالم.
وشهد القطاع المصرفي العالمي بداية سيئة، أمس الجمعة، مع هبوط أسهمه في البورصات نتيجة القلق بشأن الصعوبات التي تواجهها مجموعة “إس في بي فاينانشال ” الأميريكية وهي شريك مفضل للعديد من شركات التكنولوجيا.
حيث أعلنت “إس في بي” الشركة الأم لمصرف سيليكون فالي (اس في بي) الأربعاء عن تدابير لزيادة رأس المال بقيمة 2.25 مليار دولار إثر انسحاب عملاء منها، كما تراجعت أسهم البنك الأمريكي بنسبة بلغت 60 %، في تداولات الخميس، كما تراجع بنحو 45 % الجمعة في تعاملات ما قبل فتح السوق.
وفي بورصة باريس خسر سهم بنك “سوسيتيه جنرال” 4.96 % ليصل إلى 25.40 يورو و”بي إن بي باريبا” 3.38 % ليصل الى 60.52 يورو و”كريدي أغريكول” 2.94 % إلى 10.97 يورو.
في أماكن أخرى في أوروبا، خسر سهم مصرف دويتشه بنك الألماني 9.85 % من قيمته فيما تراجعت أسهم كومرتسبنك، ثاني أكبر مصارف ألمانيا، بنسبة 6.12 %، كما تراجع سهم باركليز البريطاني بنسبة 3.83 %، والإيطالي انتيسا سان باولو بنسبة 3.06 %، والسويسري “يو بي اس” بنسبة 4.45 %.
في هونج كونج خسر مصرفا “اتش اس بي سي” و”ستاندرد تشارترد” الجمعة أكثر من 3 %، وهانغ سينغ بانك أكثر من 4 %، نفس الاتجاه سجل في اليابان حيث تراجعت أسهم أبرز المصارف اليابانية.
أوضح أبو شادي، إن حالة من التدافع الرهيب بين المودعين لسحب الودائع من البنك سارعت بسقوطه، وحسن ادارة الازمة سيكون له تأثير في الحد من تداعياتها على الاقتصاد الأمريكي، ومن ثم تأثيرها على الاقتصاديات الناشئة.
أضاف، أن ظاهرة افلاس البنوك موجود باستمرار، وبنك واس في بي فاينانشال، ليس بنكًا كبيرًا، وترتيبه السادس عشر بين كبرى البنوك الامريكية.
تابع، وتكمن الأزمة في تزامن الانهيار مع عمليات تسريح الوظائف، وبالأخص قطاع التكنولجيا، واستمرار رفع أسعار الفائدة، كشف جنون تحرك رأس المال المغامر، في ظل ارتباط هذه البنك بوادي السيلكون والشركات الناشئة
لفت، إلى أن اختلاف ظروف ومعطيات الأزمة الحالية عن أزمة 2008، لكنه لا يعكس حالة من الطمأنينة، لأن نقاط الضعف دائما موجودة، حتى مع تجاوز الأزمة الحالية يبقى هناك الأثر السلبي الممتد لتريليونات الدولارات التي ضخت من خلال التيسير الكمي،مما بنهاية النظام النقدي الحالي تمامًا تمهيدا لدخول عصر النقود الرقمية.