قال رئيس قسم أبحاث السوق بشركة “بيليون إيجيبت“، طاهر مرسي، إن أسعار الفائدة فقدت فاعليتها وتأثيرها على الأسواق المالية مع تجاوزها للذروة وتعرضها لخفض الوتيرة خلال الاجتماعات الأخيرة، مع التثبيت خلال الاجتماع السابق في يونيو، الأمر الذي عزز التوقعات بقرب خفض المعدلات، وعكس السياسة النقدية الأمريكية، مع انتعاش الآمال بقرب استئناف المسار المتساهل، والذي لاحت في الأفق الكثير من محفزاته، وعلى رأسها الركود الذي يلوح في الأفق، وتأزم الائتمان بسبب ارتفاع معدلات الفائدة، وانكشاف الكثير من البنوك مع احتمال تعرض الكثير منها مستقبلا لأزمات قد تطيح بطموحات وتوقعات الفيدرالي المتحفظة بشأن قدرته على خفض التضخم، والوصول به للمستوى المستهدف عند 2%.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«عيار 24»، أنه يجب أن نتوقع تحركات سعرية غير منضبطة لما للذهب من خصوصية بشأن علاقته بالدولار كعملة احتياط دولية تعاني من تضخم فاق كل التوقعات على مدار عقود، ووصلت إلى أدنى مستويات قوتها الشرائية منذ إطلاقها في 1913، واعتمادها كبديل للذهب في 1971 عقب قرار الرئيس نيكسون الشهير الذي أنقذ أمريكا من التخلف عن سداد ديونها بالذهب.
الذهب يواجه للتحييد
وتابع أن القوة العظمى والقطب الأوحد تحرص في الوقت الحالي على تحييد الذهب في الصراع الاقتصادي والجيوسياسي الدولي الحالي قدر المستطاع، خاصة مع بروز الذهب مرة أخرى كبديل، وقاعدة عادلة جديدة يحاول منافسو الولايات المتحدة التأسيس عليها لنظام مالي ونقدي دولي بديل لنظام الدولار الورقي الذي يمنح الولايات المتحدة امتيازات غير محدودة مقابل منافسيها.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الضغوط التي تمارس على أسعار الذهب من خلال أسواق المشتقات التي تستطيع من خلالها القوى المالية الكبرى احتواء أسعار الذهب ضمن نطاق سعري مستهدف، موضحا أن هذا هو السر في عدم قدرة الذهب على الإفلات من مستوى 2000 دولارا للأونصة منذ أكثر من 10 سنوات، تحديدا 2011.
وأوضح أنه يرى أن الذهب يواجه تحديات أكبر من التضخم، وأكبر من المشاكل الاقتصادية الأمريكية والعالمية، حيث هو في الحقيقة في قلب معركة وجود مع الدولار والمستقبل الأمريكي، وهذا ما يعرقل محاولات صعوده فوق 2000 دولارا للأوقية حتى الآن!