يرى متعاملون بقطاع الذهب والمجوهرات أن تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال الفترة الحالية يرجع إلى، تراجع الأسعار بالبورصة العالمية، نتيجة ارتفاع مؤشر الدولار وعادات السندات الأمريكية، بجانب تزايد التوقعات باستمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسته المتشددة ورفع أسعار الفائدة خلال العام المقبل للتغلب على التضخم والوصو له إلى مستوى 2 %.
قال محمد خير الدين الخبير المالي والمستشار الاقتصادي، إن أسعار الذهب تسجل نقطة تحول حاليًا، حيث أن الأسعار في البورصة العالمية سجلت انخفاضًا ملحوظًا، مع ارتفاع طفيف في السوق المحلي، وذلك على خلفية بيانات جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن إنهاء سياسة التشدد النقدي، والذي أعلن في اجتماعه الأخير احتمالية رفع أسعار الفائدة مرة أخرى نتيجة ارتفاع معدلات التضخم الأمريكي.
وأشار إلى اتجاه بعض المستثمرين لسحب استثماراتهم في الذهب، وشراء السندات الأمريكية ، بفعل ارتفاع مؤشر الدولار، مما أدى إلى ارتفاع الودائع الأمريكية، وانخفاض المعادن الثمينة، على أثر تصريحات البنوك الأوروبية.
وأضاف، أن ميشيل بومان إحدى أعضاء الفيدرالي الأمريكي، قالت إنها على استعداد لدعم زيادة الفائدة في أي اجتماع مستقبلي.
وأوضح، خير الدين، أن انخفاض سعر الأوقية عالميًا يرجع إلى اتجاه المستثمرين نحو الدولار نتيجة ارتفاع قيمته، بشكل ملحوظ، مما ترتب عليه انخفاضات جديدة في أسعار الذهب بالبورصة العالمية.
وأضاف أن الاستثمار في الذهب على المدى البعيد يقلل حجم الخسائر التي قد يتعرض لها المستثمرون، حيث لا يسير الذهب في خطوط مستقيمة، ومن المتوقع أن يصل سعر الاوقية إلى 2100 دولار وفقا لبيانات بنك” تي دي اس” الكندي والذي توقع أن يتعافى الذهب مرة أخرى خلال النصف الأول من عام 2024.
وأضاف خير الدين أن الذهب سجل ارتفاعًا ملحوظاً بعد انخفاضه في مارس بنحو 250 نقطة ، حيث استطاع كسر حاجز 1825 دولارًا للأوقية ، مشيراً إلى أن وجود تشبعات بيعية ، وزيادة مبيعات الدولار ، تؤدي إلى زيادة مرتقبة في أسعار الذهب.
كما توقع هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية ، استمرار انخفاض أسعار الذهب المحلية حتى نهاية العام الجاري ، نتيجة انخفاض أسعار البورصة العالمية ، وتسجيل الأوقية لأسعار متدنية لم تصل إليها منذ مارس الماضي.
من جانبه قال طاهر مرسي الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق الذهب، إن هناك اتجاهين للذهب خلال الأسابيع المقبلة، حيث يشير الاتجاه الأول إلى احتمالية هبوط حاد في الأسعار ، في حالة ضبط مؤشرات التضخم الأمريكي ، ووصول سعر الأوقية بين مستوى 1900 و 1884دولارًا، بينما يتوقع البعض الآخر اتجاه صعودي ، واختراق الاسعار لمنطقة المقاومة الممتدة لتسجل الأوقية نحو 1947و 1970دولار.
وأكد مرسي على أن وصول الأوقية إلى أسعار مرتفعة، يعني وصول الذهب إلى منطقة قوية، يمكن من خلالها رد السعر لأسفل كما حدث في فترات سابقة ، إلى جانب احتمالية تجاوز أو ارتفاع منطقة 1970دولار للأوقية ، مما يشير إلى الاتجاه الصعودى ، بينما إذا كسر السعر حاجز 1900دولار للأوقية ، فيؤدي إلى ترجيح السيناريو الأول وتراجع الأسعار ،خلال الفترة المقبلة.