شهد الذهب، الذي طالما تم اعتباره كأصل وملاذ آمن، ارتفاعًا في الأسعار يوم الجمعة، مدفوعًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية والشكوك الاقتصادية، حيث ارتفعت سعر الأوقية بالبورصة العالمية لمستوى 2,391 دولارًا، مما يعكس جاذبية المعدن في أوقات الاضطرابات.
كان أحد المحفزات الأساسية لارتفاع أسعار الذهب هو القلق المتزايد بشأن التصعيد المحتمل بين إسرائيل وإيران، وظهرت تقارير تفيد بأن إسرائيل شنت ضربات صاروخية على إيران أمس الجمعة، مما أثار على الفور المخاوف من نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط، وقد أرسل هذا التطور موجات صادمة عبر الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملجأ في خصائص الملاذ الآمن للذهب.
واليوم، أوضحن تقارير صحية بمحدودية الهجوم الإسرائيلي، حيث استهدف منشآت إيرانية، ولم تتضرر المنشآت النووية في البلاد، بالإضافة إلى ذلك، ذكر المسؤولون الإيرانيون أنه لا توجد خطط للانتقام من إسرائيل بسبب الحادث، مما خفف بعض التوترات الأولية.
على الرغم من تراجع تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، إلا أن المسار الصعودي للذهب ظل مستمرًا، مدعومًا بمجموعة من العوامل الأخرى، من بينها ضعف الدولار الأمريكي، حيث أغلق مؤشر الدولار منخفضًا بنسبة 0.02%، مما يجعل الذهب في متناول حائزي العملات الأخرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، واجه المستثمرون مجموعة متباينة من البيانات والإشارات، تشير المؤشرات الاقتصادية القوية، بما في ذلك مبيعات التجزئة القوية، ومؤشر مديري المشتريات التصنيعي المشجع في فيلادلفيا، والتصريحات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إلى اقتصاد أمريكي مرن، وقد أدى هذا بدوره إلى تعزيز التكهنات بأن البنك المركزي قد يحافظ على سياسته النقدية التقييدية الحالية، مع إبقاء أسعار الفائدة القياسية بين 5.25% و5.5% لمكافحة التضخم المستمر.
ساهم مزيج عدم اليقين الجيوسياسي والغموض الاقتصادي في عمليات بيع في الأسهم الأمريكية، مع انخفاض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2٪، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9٪، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.6٪.
في تترقب الأسواق صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة المقبل، والتي ستوفر رؤى حاسمة حول أحدث اتجاهات معدل التضخم الأمريكي، وربما تؤثر على قرارات السياسة المستقبلية للفيدرالي الأمريكي.
مع استمرار تطور المشهد الاقتصادي العالمي وانحسار وتدفق التوترات الجيوسياسية، تظل جاذبية الذهب كملاذ آمن ثابتة، مما يجذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار وسط حالة من عدم اليقين.