ألقت الشرطة الكندية القبض على عدة أشخاص متهمين بسرقة نحو 6.6 ألف سبيكة من الذهب، تزن 419 كيلو جرام، ويبلغ قمتها نحو 14 مليون دولار، فيما تقول السلطات إنها أكبر عملية سرقة ذهب في تاريخ البلاد.
وقال رئيس شرطة بيل الإقليمية نيشان دوراياباه للصحفيين، إن “السرقة التي وقعت العام الماضي في منشأة بمطار تورونتو بيرسون الدولي تم تدبيرها من قِبل مجموعة منظمة تنظيمًا جيدا من المجرمين، هذه القصة مثيرة، ونقول مازحين إنها تنتمي إلى سلسلة أفلام نتيفلكس أو شيء أكبر من ذلك”.
وأضاف “لقد أصبحت هذه السرقة بالتحديد أكبر سرقة ذهب في التاريخ الكندي، وهي واحدة من كبريات عمليات سرقة الذهب في أميركا الشمالية، وسادس أكبر جريمة في تاريخ الجريمة العالمية”.
وفي منشور على منصة “إكس” قال دوراياباه، “تم توجيه التهم إلى 6 مشتبهين بهم، وإصدار 3 أوامر اعتقال، مع توجيه أكثر من 19 تهمة”.
وأعلنت الشرطة، أسماء 9 مشتبهين بهم في عملية السرقة، وقدمت تفاصيل التهم التي يواجهونها.
وقال المحقق الإقليمي في بيل الرقيب مايك مافيتي “نعتقد أنهم أذابوا الذهب، وبقيمته اشتروا أسلحة نارية غير قانونية”.
وأطلقت الشرطة على العملية اسم “24 قيراط”، وقامت بتمشيط 225 شركة ومسكنًا في المنطقة، للحصول على لقطات فيديو، وأجرت مقابلات مع 50 شخصًا.
وقالت الشرطة إن 5 من المشتبه بهم اعتقلوا في كندا، وأُفرج عنهم بكفالة في انتظار المحاكمة، كما تم القبض على مشتبه به إضافي في ولاية بنسلفانيا، وبحوزته 65 سلاحًا ناريًا غير قانوني، ولا يزال هذا الشخص محتجزًا في الولايات المتحدة.
وتم إصدار أوامر اعتقال على مستوى كندا بحق المشتبه بهم الثلاثة المتبقين، ومن بين المتهمين اثنان من موظفي طيران كندا وصاحب محل مجوهرات، بالإضافة إلى السائق المزعوم.
وعقب القبض على المتهمين، قالت شركة طيران كندا إنها أوقفت عن العمل أحد موظفي قسم الشحن المتهم بالسرقة، أما الآخر، الذي كان يعمل في القسم نفسه وقت السرقة، فقد ترك شركة الطيران قبل الإعلان عن التهم.
وأضافت الشركة في بيان “نظرا لأن هذا الأمر معروض الآن أمام القضاء، فلن نتمكن من التعليق بشكل أوسع”.
وقالت السلطات إنها تعتقد أن بعض المشتبه بهم متورطون أيضا في الاتجار غير المشروع بالأسلحة النارية.
وأضافت الشرطة أنها صادرت 430 ألف دولار كندي (312 ألف دولار) يعتقد أنها أرباح من بيع الذهب، و6 أساور ذهبية “خامة الصنع” تقدر قيمتها بنحو 89 ألف دولار كندي (65 ألف دولار)، وما زالوا يبحثون عن بقية الذهب.
مساء 17 أبريل 2023، وصلت شركة برينكس، شركة أميركية للتعامل النقدي، إلى منشأة الشحن بالمطار لاستلام الذهب، لكن تم إخبارها بأن الذهب والعملة مفقودان بعد البحث.
ووفقا للسلطات، تم تفريغ الذهب المسروق في البداية من طائرة ثم تخزينه بشكل آمن في منشأة لاحتجاز البضائع.
وبعد ساعتين ونصف، وصل رجل يقود شاحنة إلى رصيف التحميل بمستودع البضائع التابع لشركة الطيران ومعه بوليصة شحن جوي مزورة للمطالبة بالشحنة، وبالفعل استلمها وهرب بعد تقديم مستند مزيف.
وتضمنت الشحنة 6600 سبيكة ذهبية تزن 419 كيلو جراما، وجاءت من مصفاة في سويسرا، إلى جانب 2.5 مليون دولار كندي (1.8 مليون دولار) من الأوراق النقدية الأجنبية، من منشأة تابعة لشركة طيران كندا.
وقال مافيتي إنه في المجمل، تمت سرقة 6600 سبيكة ذهبية مختلفة أحجامها، وكانت كل سبيكة ذهبية “نقية بنسبة 99.9% وتحتوي على أرقام تسلسلية فردية”.
وأمام المحكمة الفدرالية، تدعي برينكس خرق العقد وتطالب بتعويضات بملايين الدولارات، مستندة إلى أن “شخصا مجهول الهوية تمكّن من الوصول إلى مستودع الشحن الخاص بشركة الطيران، وقدم بوليصة شحن احتيالية بعد وقت قصير من هبوط رحلة طيران كندا من زيوريخ في بيرسون”.
يشار إلى أنه كثيرا ما يتم الاحتفاظ بالذهب المستخرج من البلاد في مطار بيرسون قبل نقله جوا إلى الخارج، حيث إن ما يقرب من نصف الشحن الجوي الكندي يمر عبر هذا المطار.
وتعد هذه السرقة واحدة من أكبر السرقات في تاريخ كندا، بما في ذلك سرقة شراب القيقب المصنوع من عصارة أشجار القيقب في عامي 2011 و2012.
وسرق اللصوص 9600 برميل من شراب القيقب من مستودع قرب مقاطعة كيبيك، التي تعد أكبر منتج له بقيمة تتراوح بين 15 و20 مليون دولار.