شهدت أسواق المعادن النفيسة خلال الأسبوع المنقضي أداءً متباينًا، حيث كان البلاتين هو الأفضل أداءً، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 4.15%، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 2014. في المقابل، تراجع الذهب بنسبة 2.01%، في أداء خالف التوقعات وسط تحولات في المزاج العام للمستثمرين.
جاء صعود البلاتين مدفوعًا بقفزة كبيرة في واردات الصين خلال مايو بنسبة 8.8%، لتبلغ 12.6 طن، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2023، ما يعكس طلبًا قويًا في السوق الأكبر عالميًا، وأفاد متعاملون بوجود عمليات شراء ضخمة في السوق الفوري، وسط توقعات بجني أرباح بالقرب من مستوى 1300 دولار للأوقية.
واصل البنك المركزي الصيني دعمه للذهب، حيث أضاف 60 ألف أوقية إلى احتياطاته في مايو، في سابع شهر على التوالي من الشراء، ليرتفع إجمالي حيازته إلى 73.83 مليون أوقية، ويمثل الذهب الآن 7% من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية للصين، مقارنة بنسبة أقل بكثير قبل الجائحة وحرب أوكرانيا.
تراجع الذهب كان أبرز نقاط الضعف، حيث فقد ما يقرب من 2% من قيمته خلال الأسبوع، مع تراجع المخاوف الجيوسياسية بعد هدوء نسبي في الشرق الأوسط، وتحذيرات الفيدرالي الأمريكي بشأن التضخم، ما خفّض من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
قضت محكمة في مالي بوضع مجمع “لولو-جونكوتو” التابع لشركة Barrick Gold تحت إدارة مؤقتة لمدة 6 أشهر، ما يعني فقدان الشركة الكندية السيطرة على أحد أكبر مناجمها لصالح إدارة معينة من قبل الحكومة المالية.
وجّه كريس برايتمن، الرئيس التنفيذي لشركة Research Affiliates، انتقادات للذهب بوصفه “أصلًا مضاربيًا وليس مخزنًا للقيمة”، رغم أن البيانات تُظهر أن تقلباته أقل من تقلبات مؤشر S&P 500 وسندات الخزانة الأمريكية.
أشار تقرير لبنك أوف أمريكا إلى أن البنوك المركزية رفعت حيازتها من الدين الأمريكي إلى نحو 18% من إجمالي السندات القائمة، مقارنة بـ13% قبل 10 سنوات، ويُتوقع أن تؤدي المخاوف المستمرة بشأن العجز التجاري والمالي الأمريكي إلى تعزيز التحول نحو شراء الذهب بدلًا من السندات.
منذ تولي ترامب منصبه، فقد الدولار الأمريكي أكثر من 10% من قيمته أمام اليورو والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري، في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن سياسات التقشف والحمائية التجارية، ما يجعل الذهب خيارًا جذابًا كأصل تحوطي في ظل تباطؤ اقتصادي محتمل.
بحسب المحلل جيم بولسن، فإن ارتفاع الذهب في السنوات الأخيرة كان مدفوعًا بموجة “تشاؤم متزايد”، لكنه يحذّر من أن الوصول إلى ذروة التشاؤم غالبًا ما يُشير إلى قرب قمة سعرية للذهب.
توقعت Citigroup أن يتراجع الذهب إلى ما دون 3000 دولار للأوقية خلال الفصول المقبلة، مع تراجع الزخم الصعودي، مشيرة إلى إمكانية هبوطه إلى 2500–2700 دولار بحلول النصف الثاني من 2026.
وأخيرًا، لاحظ محللو Julius Baer أن الذهب لم يتفاعل بقوة مع التوترات بين إيران وإسرائيل، معتبرين أن رد فعل السوق “محدود ومتماشٍ مع النمط التاريخي”، حيث لا تؤدي الصدمات الجيوسياسية غالبًا إلى ارتفاعات طويلة الأجل في الأسعار.