أعلنت شركة لازوردي للمجوهرات عن نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2025، والتي كشفت عن أداء متباين بين نمو قوي في الإيرادات وتوسع ملحوظ في الأسواق، مقابل ضغوط استثنائية على الربحية أدت إلى تسجيل خسائر صافية.
فقد ارتفع إجمالي إيرادات المجموعة (بما يشمل قيمة الذهب) بنسبة لافتة بلغت 32.4%، ليصل إلى نحو 1.38 مليار ريال سعودي، مقارنة بـ 1.04 مليار ريال خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، أما الإيرادات التشغيلية، بعد استبعاد قيمة الذهب، فقد حققت نموًا بنسبة 11.4% لتسجل 278.2 مليون ريال.
توسع في مصر والسعودية
وعلى صعيد النشاط التشغيلي، واصلت الشركة استراتيجيتها القائمة على تعزيز الحضور الإقليمي، إذ افتتحت خلال الاثني عشر شهرًا الماضية 13 معرضًا جديدًا، بينها 7 في السعودية و6 في مصر، وأسهم ذلك في رفع مبيعات التجزئة بنسبة 17.3%، بينما سجلت المبيعات في السوق المصرية نموًا متفاوتًا، إذ ارتفعت مبيعات التجزئة بنحو 5%، مدعومة بفتح فروع جديدة في مواقع استراتيجية، في حين قفزت مبيعات الجملة بنسبة 24.8%، لتؤكد استمرار جاذبية السوق المصرية.
تراجع الربحية بسبب عوامل استثنائية
ورغم تحسن الإيرادات، فقد واجهت الشركة ضغوطًا على مستوى الأرباح. إذ ارتفع إجمالي الربح التشغيلي إلى 169.5 مليون ريال بزيادة 8%، غير أن تسجيل مخصص خسائر ائتمانية استثنائي بقيمة 13.6 مليون ريال، إلى جانب خسارة غير متكررة بقيمة 8.5 مليون ريال مرتبطة بتقصي عهدة بعض مندوبي المبيعات، انعكس سلبًا على النتائج النهائية.
وبحسب البيانات الرسمية، تكبدت الشركة خسارة صافية قدرها 12.5 مليون ريال سعودي في النصف الأول، مقارنة بربح بلغ 32 مليون ريال في الفترة المماثلة من 2024، كما أظهرت نتائج الربع الثاني وحده خسارة قدرها 25.8 مليون ريال، رغم نمو الإيرادات الفصلية إلى 659.6 مليون ريال بزيادة تقارب 29%.
خسائر على الورق وأرباح تشغيلية
وأوضحت الشركة أن هذه الخسائر تعود في جزء كبير منها إلى غياب مكاسب غير متكررة حققتها في العام الماضي من فروق العملة (21.2 مليون ريال)، إضافة إلى البنود الاستثنائية المرتبطة بالمخصصات والخسائر التشغيلية الطارئة، وأكدت أنه لولا هذه البنود غير المتكررة، لحققت الشركة ربحًا صافيًا يقدر بـ 9.6 مليون ريال سعودي خلال النصف الأول.
تكشف نتائج لازوردي عن معادلة مزدوجة: من ناحية، هناك زخم قوي في المبيعات والتوسع الإقليمي، ولا سيما في السوق المصرية التي شهدت ارتفاع المبيعات بنسبة 13.2% لتسجل 133.3 مليون ريال سعودي مقابل 117.7 مليون ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي، ومن ناحية أخرى، تظل التكاليف الاستثنائية والظروف الائتمانية عوامل ضغط واضحة على صافي الربحية.
تعكس هذه الأرقام واقعًا متباينًا لشركة لازوردي، إذ تؤكد قدرتها على تعزيز الإيرادات وتوسيع قاعدة عملائها في أسواق رئيسية مثل مصر والسعودية، في وقت تواجه فيه تحديات مرتبطة بإدارة التكاليف والمخصصات، ورغم الخسائر المسجلة، فإن العمليات التشغيلية الأساسية تواصل تحقيق هوامش ربحية مستقرة، وهو ما يعزز ثقة الشركة في استراتيجيتها التوسعية وقدرتها على استعادة الربحية مع تحسن البيئة التشغيلية.