ترى مجموعة من استراتيجيي السلع في بنك جولدمان ساكس أن الذهب يمثل أفضل رهان استثماري داخل مجمع السلع بالكامل خلال العام المقبل، مشيرين إلى أنه في حال انضم المستثمرون الأفراد إلى البنوك المركزية في موجة تنويع الأصول، فقد يتجاوز سعر الذهب بسهولة سيناريو الأساس البالغ 4900 دولار للأوقية.
وقال الاستراتيجيون في تقريرهم حول آفاق السلع لعام 2026: «سباق الهيمنة بين الولايات المتحدة والصين في مجالي الذكاء الاصطناعي والقوة الجيوسياسية، إلى جانب تحولات إمدادات الطاقة العالمية، يشكلان محور قناعاتنا الأساسية».
وأضافوا: «حققت مؤشرات السلع عوائد إجمالية قوية في 2025 (على سبيل المثال مؤشر BCOM بنحو 15%)، مدفوعة بعوائد مرتفعة للغاية في المعادن الصناعية، ولا سيما المعادن النفيسة، التي تميل إلى الاستفادة من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما عوض العوائد السلبية المحدودة في قطاع الطاقة».
وبالنظر إلى المستقبل، أوضح جولدمان ساكس أن سيناريوه الاقتصادي الأساسي يفترض «نموًا قويًا للناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخفضًا للفائدة الأمريكية بنحو 50 نقطة أساس خلال 2026»، وهو ما من شأنه دعم عوائد قوية للسلع مجددًا.
آفاق 2026
وسلط المحللون الضوء على اتجاهين رئيسيين يتوقعون أن يقودا أداء السلع خلال العام المقبل:
«أولًا، على الصعيد الكلي، ستظل السلع في قلب سباق القوة الجيوسياسية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، بما في ذلك التفوق في الذكاء الاصطناعي، ثانيًا، على الصعيد الجزئي، تقود موجتان كبيرتان في إمدادات الطاقة – بدأتا في 2025 – توقعاتنا لأسواق الطاقة».
ومن بين جميع السلع التي شملها التقرير، يبدي غولدمان ساكس أكبر قدر من التفاؤل تجاه الذهب، ويُعد الطلب القوي من البنوك المركزية أحد الأسباب الرئيسية لذلك.
وقال التقرير: «نتوقع أن يظل شراء البنوك المركزية للذهب قويًا في 2026، بمتوسط 70 طنًا شهريًا (مقارنة بمتوسط 66 طنًا خلال آخر 12 شهرًا، لكنه يعادل أربعة أضعاف متوسط ما قبل 2022 البالغ 17 طنًا شهريًا)، وأن يساهم بنحو 14 نقطة مئوية في الزيادة المتوقعة للأسعار بحلول ديسمبر 2026، وذلك لثلاثة أسباب رئيسية».
وأوضح المحللون هذه الأسباب قائلين: «أولًا، تجميد احتياطيات روسيا في 2022 شكّل نقطة تحول جوهرية في نظرة مديري الاحتياطيات بالأسواق الناشئة للمخاطر الجيوسياسية. ثانيًا، لا تزال حصة الذهب من احتياطيات بعض البنوك المركزية في الأسواق الناشئة – مثل بنك الشعب الصيني – منخفضة نسبيًا مقارنة بنظرائها عالميًا، لا سيما في ظل طموح الصين لتدويل اليوان. ثالثًا، تُظهر الاستطلاعات وصول شهية البنوك المركزية للذهب إلى مستويات قياسية».
ويرى المحللون أيضًا مخاطر صعودية إضافية لتوقعاتهم السعرية، في حال اتسع نطاق هذا التنويع ليشمل المستثمرين الأفراد، وهي ظاهرة بدأت بالفعل في خلق منافسة على السبائك بين المستثمرين والبنوك المركزية، وأسهمت في السوق الصاعدة متعددة السنوات للذهب.
وأشار التقرير إلى أن: «صناديق الذهب المتداولة (ETFs) لا تمثل سوى 0.17% من المحافظ المالية للأفراد في الولايات المتحدة، أي أقل بـ6 نقاط أساس من ذروتها في عام 2012».
وأضافوا: «نقدّر أن كل زيادة بمقدار نقطة أساس واحدة في حصة الذهب ضمن المحافظ المالية الأمريكية – نتيجة مشتريات إضافية من المستثمرين وليس ارتفاع الأسعار – تؤدي إلى ارتفاع سعر الذهب بنحو 1.4%».
كما شدد جولدمان ساكس على القيمة التأمينية التي توفرها السلع لمحافظ المستثمرين في ظل البيئة الجيوسياسية الحالية.
وقال المحللون: «رغم أن الذهب يظل سلعتنا المفضلة للاستثمار طويل الأجل، فإننا نرى دورًا قويًا للتعرض الأوسع للسلع ضمن التوزيعات الاستراتيجية للمحافظ».
وأضافوا: «التركيز الجغرافي المرتفع لإمدادات السلع، إلى جانب تصاعد المنافسة الجيوسياسية والتجارية والتكنولوجية، أدى إلى استخدام السيطرة على السلع كأداة ضغط بصورة أكثر تكرارًا، ما يزيد من مخاطر اضطرابات الإمدادات ويعزز القيمة التأمينية للسلع».
وحذر التقرير من أن: «محافظ الأسهم والسندات ليست متنوعة بشكل كافٍ في السيناريوهات التي تؤدي فيها خسائر إمدادات السلع إلى تباطؤ النمو وارتفاع التضخم في الوقت نفسه، بالتزامن مع تحقيق السلع لعوائد قوية».
التوقعات السعرية
يتوقع جولدمان ساكس أن يتراجع سعر الذهب إلى مستويات قرب 4200 دولار للأوقية خلال الربع الأول من 2026، قبل أن يعاود الارتفاع إلى المستويات الحالية فوق 4400 دولار في الربع الثاني، ثم تسجيل قمة تاريخية جديدة قرب 4630 دولارًا في الربع الثالث، على أن يصل إلى نحو 4,900 دولار للأونقي بنهاية الربع الرابع من العام.
















































































