لم تنته 2021 ، حتى رحلت عن عالمنا ” إليسا بيريتي”، أيقونة تصميم المجوهرات، وصاحبة الطفرة الحقيقية فى مبيعات مجوهرات “تيفاني” في فترة السبعينات من القرن الماضي.
توفيت ” بيرتي” في مارس 2021، عن عمر يناهز 80 عامًا، وقد وصفاتها ” مجوهرات تيفاني” بأنها “امرأة كانت أكبر من الحياة”.
تعد “إليسا بيريتي”، مصممة المجوهرات الشهيرة للدار وعضوة في عائلة تيفاني منذ عام 1974، ستظل تصاميمها إرثها ومصدر إلهام دائم، لأجيال مقبلة، حيث ألهمت تصميماتها عددًا لا يحصى من النساء وتركت بصمة لا تمحى في عالم المجوهرات، ويعيش إرثها في القطع التي جمعتها آلاف النساء على مر السنين وكذلك في مجموعات المتاحف المرموقة، بما في ذلك متحف متروبوليتان للفنون والمتحف البريطاني.
ولدت “بيريتي” في فلورنسا بإيطاليا، ثم انتقلت في العشرينات من عمرها، إلى إسبانيا حيث بدأت العمل كعارضة أزياء، وشقت طريقها بعد ذلك إلى نيويورك، وبدأت مسيرتها المهنية مع شركة تيفاني آند كو في عام 1974.
لم تكن “بيريتي” مجرد عارضة أزياء رائعة ومصممة موهوبة، بل كانت سيدة أعمال ذكية احتفظت بملكية تصاميمها، اشتهرت بيريتي لأول مرة كعارضة أزياء، وعلى الأخص للمصممة هالستون، في نيويورك في فترة السبعينيات، كانت معروفة ليس فقط بصورتها الظلية المذهلة، ولكن بأسلوبها الشخصي الفريد وأحيانًا سلوكها الغريب.
ظهرت في العديد من مجلات الموضة، بما في ذلك Vogue ، وتم تصميمها لأفضل المصورين، وخلال سنوات عملها كعارضة أزياء، بدأت بيريتي في تصميم المجوهرات، في البداية ابتكرت قطعًا لنفسها، ثم توسعت للتصميم للآخرين.
كانت ” بيرتي” حرفيًا بارعًا، وأحدثت ثورة في عالم تصميم المجوهرات، ابتكرت بعضًا من أكثر تصاميم المجوهرات والأشياء إبداعًا في العالم، كان عملها مناسبًا تمامًا للأزمة الاقتصادية للعصر الحديث، حيث اهتمت بطرح مجوهرات تتوافق مع القدرات الشرائية للفتاة العاملة، والغريب أن هذه المجوهرات لقت نجاحًا كبيرًا أيضا مع النخبة، وقالت في مقابلة صحفية بعد تعاونها مع تيفاني، “أصمم من أجل الفتاة العاملة”.
في عام 1974، أطلقت مجموعتها الأولى لـمجوهرات” تيفاني”، واستلهمت “بيريتي” تصماميها ذات الشكل الحيوي من أشياء بسيطة وطبيعية، من بينها العظام والفاصوليا والقلوب والثعابين، في يديها أصبحت البساطة غير عادية، لم تكن العظام مرعبة، كانت شرسة وقوية وأنيقة، لم تكن الحبة مجرد حبة، بل كانت جوهرة أنيقة تثير معاني مختلفة من مرتديها، قطعة غير ثمينة وغير منفعية.
استحوذت تصاميم” بيرتي” على نسبة 10٪ من مبيعات ” تيفاني” في جميع أنحاء العالم في عام 2012، مما أكسبها صفقة بقيمة 47.5 مليون دولار بالإضافة إلى الإتاوات السنوية للسماح لـ” تيفاني ” بمواصلة ترخيص اسمها وتصميماتها.
يعد سوار The Bone Cuff واحد من أشهر قطعها، والذى احتلفت تيفاني على مرور 50 عامًا على طرحه في عام 2020 ، إلا أنه لا يزال أنيقًا وقويًا كما كان في السبعينيات، ويتبع الشكل العضوي للسوار منحنيات المعصم بعناية – فهناك إصدارات على للمعصم الأيمن وأخرى للأيسر لضمان ملاءمة مثالية، تم ارتداؤه معًا، وهو يذكرنا بفيلم Wonder Woman للمخرج ليندا كارتر ، وهو أحد الأسباب التي جعلت الممثلة “جال جادوت” ترتدي سوارًا في فيلم Wonder Woman الأخير لعام 1984 .
في توجه “بيريتي” لطرح مجوهرات غير باهظة الثمن، صممت من الفضة الإسترليني، بالإضافة إلى المعادن الثمينة، حيث جعلت مجموعة Diamond by the Yard الماسية منخفضة التكلفة، من خلال استخدام سلاسل وأحجار مختلفة، ويبلغ سعر السوار ٣٢٥ دولارا.
كانت دائما تقول ” الأسعار المعقولة لا تنتقص من جمال المجوهرات أو جاذبيتها”.