درس الفن والتصميم وحصل على درجة الماجيستر، وأصبح مدير التصميم لواحدة من كبرى شركات الذهب والمجوهرات بالمغربية، كما عمل محاضرًا لتصميم المجوهرات بالأكاديمية الملكية للفنون التقليدية بالدار البيضاء، وكذا مدربًا لكوادر تعليم تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات بالمغرب.
” عيار 24″ يحاور ” أكداش”، للتعرف أكثر على تجربته فى عالم تصميم الذهب والمجوهرات.
كيف توجهت لمجال المجوهرات؟
كانت لى منذ الصغر ميول فنية وحب للرسم، واهتمام برسم الملابس والأزياء، لكني درست علوم فيزيائية بناءً على رغبة الأهل.
توجهت إلى دراسة التصميم والفنون بعد إنتهاء الدراسة الجامعية، وحصلت على درجة الماجسيتر في تصميم المجوهرات من الاكاديمية الملكية بالدار البيضاء، ثم توجهت إلى باريس لصقل وتطوير موهبتي في فن تصميم المجوهرات.
ولابد أن أشير إلى مُدرستي، إذ كان لها فضل كبير في مساعدتي وتعليمي، حيث كانت تتمتع بخبرات كبيرة وعملت مع كثير من دور المجوهرات الفرنسية المشهورة، وتدربت معها لفترة طويلة مما مكني من فهم الذوق الفرنسي والعالمي.
وقالت لي “أتوقع لك مستقبل كبير بالمغرب وفى أوروبا، كمصمم مجوهرات بسبب امتلاكك للثقافة العربية والأوروبية، ومدى قدراتك لفهم احتياجات الأسواق، نتيجة النشأة العربية وأيضًا انفتاحك على الثقافة الغربية”.
ما هى التحديات التى واجهتك مع بداية عملك بمجال المجوهرات؟
عدم اعتماد الشركات والمصانع على مصممين مجوهرات محترفين، والتوجه للاستعانة برسوم وتصاميم من المجلات الأجنبية، من أكبر المشاكل التى تواجه المصممين.
وأغلب الشركات فى الوطن العربي تطرح منتجات، تعتمد على تقليد المنتجات الأجنبية أو التراثية دون معالجة حقيقة تتناسب مع العصر الحالي، ما أسهم في إضعاف المنتجات المتداولة بالأسواق.
حاولت التغلب على هذه الإشكالية، من خلال عملي كمدير فني لإحدى كبرى شركات المجوهرات المغربية، ودفعها لتحقيق نجاحات داخل الأسواق، واستطعت تغير وجهة نظر الكثير من الحرفيين و أرباب المصانع في أهمية وقدرة التصميم والبحث الفني في التغيير و التطوير، و زيادة المبيعات وتلبية احتياجات العملاء المختلفة من جميع الفئات.
ما هو أسلوب التصميم الذي تتبعه فى عملك؟
يجب على المصمم أن تكون لديه خلفية ثقافية واسعة تساعده على طرح أنماط جديدة في تصميم المجوهرات، والتعرف على احتياجات العملاء وتلبية رغباتهم.
وأحاول كثيرًا البحث عن الأحجار الكريمة والنادرة لتشكيل قطع فريدة منها، كما أحب عادة توظيف التراث بروح معاصرة.
ما هي قطع المجوهرات المفضلة لك؟
صنعت كثير من قطع المجوهرات التي تحتوي على أحجار كريمة نادرة، ولكن أفضلها وأحبها إليّ هو خاتم الزواج الذي صممته لزوجتي، حيث استخدمت حجرًا من الزمرد الكولومبي، اشتريته من باريس.
خاصة وأن أغلب خواتم الزواج لها شكل تقليدي وتصنع من الألماس فقط.
ما هي الخامات التى تفضلها ف المجوهرات؟
أحب التعامل مع كافة الخامات والمواد الثمينة وغير الثمينة، حتى أُشكل منها قطع فريدة ومختلفة، ولكل معدن وخامة طبيعة شكل مختلف.
وعلى المصمم أن يبحث فى طبيعة الخامة والتقنية المناسبة لتنفيذ أفضل قطعة تتناسب مع القدرات الشرائية المختلفة للعملاء، وللفضة سمة مختلفة عن الذهب والالماس والأحجار الكريمة والشبه كريمة، هناك أيضًا أنواع ثمينة من الخشب يمكن ترصيعه في قطع رائعة.
ما هو القَطْع أو شكل الأحجار الكريمة التى تفضلها ؟
أحب القطع الزمردي، حيث يقطع الحجر بشكل ثماني الأضلاع، ويستخدم بصفة خاصة في قطع الزمرد.
ما هي أغرب قطع المجوهرات التى صممتها؟
ذات مرة طلبت مني إحدى الزبائن، وكانت حامل فى توؤم، تصميم أسورة تحمل أسماء طفليها المنتظرين معًا، بشرط أن تكون هذه الأسماء من القرآن الكريم.
وكانت الأم تريد أن تكون الأسورة “فال خير” للجمع بينهما دون تفرقة.
كان الأمر بالنسبة لى نوعًا من التحدي، واستغرق بعض الوقت لاختيار الأشكال ووضع الأفكار التصميمية ثم تنفيذها، وكان الموضوع هو “الشمس والقمر”.
أيضًا .. نفذت تصميم زوج من الأقراط مستوحى من التراث المغربي، ومصنوع من الذهب الأبيض والوردى والألماس والزمرد، ويكون به إمكانية تزويده بالعطر وفواح طوال الوقت، وبالفعل نفذته.
ما هو مصدر استلهام أفكارك التصميمية؟
أستوحى أعمالي من خلال الطبيعة و الحياة اليومية مليئة بالتفاصيل وزاخرة بالأفكار والحكايات الجاذبة للمصممين، والتي يجب إعادة تشكيلها في قطع من المجوهرات.
كما أني أسعى دائمًا للتعرف على الثقافات الأخرى العربية والأجنبية لخلق قطع جديدة.
ما هي اتجاهات صناعة المجوهرات بالفترة الحالية؟
صناعة المجوهرات فى العالم تتجه إلى كيفية تصنيع قطع من المجوهرات صغيرة الحجم وخفيفة الوزن وبأفكار تتوافق مع احتياجات المستهلكين خصوصًا التي تناسب بيئة العمل والحياة اليومية، في ظل انخفاض القدرات الشرائية لقطاعات كبيرة من المواطنين بالدول المختلف.
ما هو المُصمم المفضل إليك؟
لأنى بداياتي كانت مع تصميم الأزياء، فأنا أحب أعمال المصمم “ايلي صعب”، لأنه استطاع أن يغير ويطور بمجال الأزياء بالعالم العربي، وأود أن يكون لي دور مستقبلي وبصمة، مثله لكن فى عالم المجوهرات.
ما الذي يجب توفيره للشباب لتطوير مهاراتهم ومشاريعهم في مجال المجوهرات؟
عليهم أن يتجهوا إلى الدراسة وصقل الموهبة، وإتقان حرفة الصياغة لأنها الأساس.
بالإضافة إلى دراسة تاريخ الصياغة والفن، إذ أنه ثري وغني بالأفكار والتقنيات، ويعزز من إنتاج المصممين بصورة مبتكرة.
بجانب متابعة المعارض والمجلات وما تطرحه الشركات بالأسواق.
كيف يمكننا تثقيف شبابنا بشكل أفضل لدفع علاماتهم التجارية إلى الأمام؟
بحكم تجربتي في التدريس بالأكاديمية الملكية للفنون بالدار البيضاء، كنت أحاول دائمًا التركيز على خلق جيل من المصممين لديهم اعتزاز بثقافتهم ولديهم قدرة على طرح منتجات معاصرة بطابع جديد ومختلف مستوحى من الثقافة العربية و منفتح على الثقافة العالمية.
كيف ترى أسواق المجوهرات العربية؟ ما الذي يفتقرون إليه للتنافس مع الأسواق الأوروبية؟ وما توقعاتك لصناعة المجوهرات بالوطن العربي؟
لدى تفاؤل كبير بشأن تنمية وتطوير صناعة الذهب والمجوهرات خلال الفترات المقبلة، خاصة وأننا لدينا تراث كبير وثقافة تبرهن على مدى ازدهار هذه الصناعة بالمنطقة العربية.
الأسواق العربية تتداول منتجات فقيرة، أقرب ما تكون إلى أنها”سويقية وبيعية” بمعنى أنها منتجات إما تعتمد على تقليد قطع أوربية أو قطع تراثية غير معاصرة، والأسواق تسير وراء القطع الأكثر بيعًا بغض النظر عن قيمتها الفنية.
كما أن الأسواق العربية تفتقد إلى كثير من المعارض الدولية والمحلية التي تسهم فى رواج حركة المبيعات ونمو صناعة الذهب والتعرف على التكنولوجيا والتقنيات الحديث، بالمقارنة بما يحدث فى المعارض الدولية الأوروبية، والتفاعل وتبادل الخبرات التى تحدث عبرها بين الشركات والمصممين.
“أثار التركيز العالمي المتزايد على الاستدامة في صناعة الأزياء أيضًا تساؤلات حول التأثيرات البيئية وأخلاقيات المجوهرات التي نزين أنفسنا بها، هل يمكنك إنشاء دليل لعشاق المجوهرات، كيف يمكنهم شراء المجوهرات الأخلاقية؟
العالم يتجه إلى مجوهرات صديقة للبيئة والتي لا يصاحبها أي تأثير سلبي على البيئة والإنسان، من بداية استخراج الذهب والأحجار الكريمة من مناجم لا تضر بالبيئة او استخدام الاطفال في عملية الاستخراج، وبعدها عن الذهب والألماس المستخرج من مناطق النزاع والحروب الأهلية في أفريقيا.
وعلى المستهلكين التأكد من ذلك عبر الشركات والمصممين المنتجين للقطع وكذلك شهادت الأحجار والألماس من خلال مختبرات رسمية مثل اوGIA .
ما هي النصائح التى توجها للمستهلكين عند شراء الذهب والمجوهرات؟
كثير من الناس قد يعزفون عن شراء الذهب خوفًا من تعرضهم للغش من قبل بعض المحلات، وهم معذرون.
وعلى المستهلك التوجه لمحلات طيبة السمعة والتأكد من دمغة الذهب والفاتورة والوزن عند الشراء.