بعد صراع مع مرض السرطان، توفيت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، مادلين أولبرايت، الدبلوماسيّة التي شغلت حكّام العالم بدبابيس المجوهرات التي كانت ترتديها.
أصدر وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت كتاب بعنوان Read My Pins في عام 2009، كشفت من خلاله، أنها استخدمت المجوهرات كأداة دبلوماسية خلال سنوات عملها مع إدارة كلينتون.
وحرصت من خلالها على توجيها رسائل لقادة العالم خلال سنوات عملها فى الخارجية الأمريكية بين عامى 1997 و2001.
اختيار ألبرايت المتأني لشكل هذه الدبابيس لم يكن اختيارًا عبثيًّا أو جماليًّا، فاختياراتها حولت رمز المجوهرات إلى أدوات تحمل رسائل سياسية، وشكل من أشكال الاتصال السياسي، في معظم الأوقات وأدوات تفاوضيّة فعّالة.
كانت هناك بالونات وفراشات وأزهار للتعبير عن التفاؤل ، وعندما كانت المحادثات الدبلوماسية تسير ببطء ، كانت السرطانات والسلاحف تشير إلى الإحباط.
يعد الرئيس العراقي الراحل “صدم حسين” هو من دفع أولبرايت إلى اللجوء إلى هذا السلح التفاوضي.
مع نهاية حرب الخليج، عام 1993، كانت التعليمات التي تلقتها أولبريت سفيرة بلادها في الأمم المتحدة تقضي بإبقاء العقوبات على العراق، وهو الأمر الذي استدعى أن تصف حسين بسمات “مريعة” على حدّ تعبيرها.
وأثار تعليقها على وفاة أكثر من نصف مليون طفل من جراء الحصار الاقتصادي على العراق بأنه ” ثمن مناسب للحصار” جدلًا كبيرًا ، الأمر الذي استدعى اعتذارًا منها.
أمّا الرد على هذه التصاريح، فجاء من خلال وصفها من قبل الصحف العراقية بـ”الأفعى التي لا مثيل لها”
عندها اشترت أولبرايت دبّوسًا على شكل أفعى وبدأت ترتديه في كلّ مناسبة تتحدّث فيها عن العراق.
وجدت الأمر ممتعًا ومنذ ذلك الحين، تبنّت ارتداء الدبابيس لتوجيه رسائل دبلوماسيّة معيّنة وللكشف عن مسار المفاوضات التي تجريها.
فعندما يكون مزاجها جيّدًا، كانت ترتدي دبابيس الورود، الفراشات والبالونات أمّا في الأيام صعبة فكانت تلجأ إلى دبابيس على شكل حيوانات مفترسة أو حشرات.
وأشهرها دبوس النحلة الذي ارتدته خلال لقائها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات عام 1999، وكانت تودّ توجيه رسالة حادّة إلى الشخص الذي تقابله.
خيارات ألبرايت كانت محطّ أنظار أهمّ حكام ورؤساء العالم لا سيّما الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين الذي اعترف للرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون بأنه كان يتفقد بشكل روتيني ما هو البروش الذي كانت ترتديه محاولًا فهم معناها.
وأثار ارتداؤها دبوس القردة الثلاثة في إشارة لعبارات “لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم” غضب بوتين خلالها لقائهما، واختارته خصيصًا لانتقاد سياسته في الشيشان.
وجمعت أولبرايت أكثر من 200 دبوس، عرضت في 22 متحفًا ومكتبة رئاسية، حتى أصبحت الآن جزءًا من معرض المتحف الوطني للدبلوماسية الأميريكية.
يذكر أن عام 1997 عيّن الرئيس بيل كلينتون أولبرايت زيرةً للخارجية جاعلًا منها أوّل امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة. وكنت قبل ذلك تشغل منصب الممثلة الدائمة لبلادها لدى الأمم المتحدة.