يا بياع الخواتم راح يتركني حبيبي احبسلي حبيبي بخاتم، كما شدت يومًا فيروز مسحورة بسطوة الخاتم الذي ليس بمجرد حلية إصبع عادية ولكنه ظاهرة ثقافية إنسانية منذ آلاف السنين.
يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ونبني طوبة طوبة في عش حبنا، الأغنية الرسمية لحفلات الخطوبة منذ أن غنتها شادية في الستينات حتى يومنا هذا، تلك الحلقة الذهبية أو الفضية التى هي حلم الملايين بالاستقرار والحياة السعيدة فاصل بين الطفولة والنضج، رمز لاستمرار الحياة ،دائرة اللامتناهي
هذا ما عرفه قدماء المصريين فجعلوا هذه الحلقة المعدنية رمزا لرباط الزواج الأبدي وانتقلت هذه العادة منهم للعالم وتنوعت أشكالها وحفر اسم الزوجين عليها دلالة على ارتباطهما.
المصريون أيضًا هم من رصعوا الحلقة بالأحجار السحرية مثل اللابس لازولي والعقيق والزمرد ونحتوها على شكل الجعران وباقى الحيوانات والتشكيلات التي تقي من الأخطار والشرور، وكان الخاتم في هذه الحالة يصنع من أسلاك ذهبية مبرومة على بعضها يركب في منتصفها الحجر كما شكلوا وزخرفوا القطع الذهبية ولحموها بالحلقة، هم أيضًا أول من استعمل الخاتم كختم نقشوا عليه علامة الشخص و اسم العائلة و رمز الحكم منذ أكثر من ٣٥٠٠ سنة قبل الميلاد على طريقة أختام بلاد الرافدين ولكن في إصبع اليد وظلت هذه العادة في العصور المسيحية على شكل خواتم بسيطة من العاج والحديد والنحاس مرسوم عليها رموز الصليب والسمكة والمرساة والحمامة والسفينة وغيرهاوالإسلامية وأشهرها خاتم النبي الكريم، وخاتم سيدنا عمرو بن العاص والمملوكية برنكات ملوك المماليك واختام العامة، وينفريد بلاكمان ذكرت فى كتابها الناس فى صعيد مصر أن لبس الخواتم في منطقة بني سويف يقتصر على الرجال بالدرجة الأولى كان ذلك في عشرينات القرن العشرين، ربما تكون المعلومة صحيحة بسبب قيام النساء بأعمال يومية يسهل فيها فقد الخواتم ولكن الآن هى بالطبع خاطئة تمامًا، فخواتم النساء اليوم متوفرة بتشكيلاتها المختلفة والرجال غالبًا ما ترصع بالحجارة النادرة، وإبان ثورة ١٩٥٢ وحتى بداية التسعينات كان الخاتم الرجالي الذهبي بنسر صلاح الدين رائجًا بين الطبقات الشعبية.
ويكون زي الخاتم في صباعه دلالة على الانصياع الكامل له، استيحاء من خاتم النبى سليمان الخاتم الطلسمي الأشهر في التاريخ الذى كان يسيطر به على الجن، بعد هذا استخدم الخاتم كطلسم وفي طقوس الزار سواء بالنقش عليه بالرمز على الأخص المثلث أو بصياغة ما يعرف بخاتم العلبة على شكل مدور أو مربع ويحلى بفص أحمر لمنع عكوسات الجن أو أزرق للوقاية من الحسد
وقبل دخول الميكنة الثقيلة على صياغة الذهب والفضة فى مصر، كان الخاتم يصنع بأسلوب السباكة من شريط واحد أو شريطين ثم يجرى عليهم عمليات اللحام والبرد واللف ثم تركيب التختة أو وجه الخاتم وتركيب تشكيلات زخرفية من الأسلاك المبرومة شفتشى وأحيانًا تشكيلات من صفائح ذهبية رقيقة كورق الشجر ومن الممكن عمل مخدع أو عدة مخادع لتركيب الفصوص الملونة.
أتاخذني معك لأكون خاتم قلبك الحافي كما قال محمود درويش من الختم والخاتم الذي سمى هكذا لأنه يحمل العلامة ولأنه الخلاصة وختم الكلام.