طورت شركة ” أوبسيديا Opsydia”، المتخصصة في تأمين الألماس، تقنية أجهزة خاصة تتيح إمكانية الحفر والكتابة على أحجار الألماس باستخدام ضوء الليزر، دون التأثير على خواصه، وهي التقينة الوحيدة لتي يمكنها اختراق سطح الماس والتعامل مع ذراته.
وقالت الشركة على موقعها، إن هذه التقينة ستحدث تطوير فى الصناعة من خلال إمكانية التتبع والشفافية، كما يمكن من خلالها تحسين الطرق الحالية لتحديد منشأ الماس.
يمكن أن يكون لأحجار الألماس الذي يبلغ قطره 0.5 ملليمتر فقط تسلسل أبجدي رقمي أو شكل مشفر أو شعار يوضع أسفل سطحه لإنشاء رابط مادي إلى سجل سلسلة التوريد أو أصل المجوهرات ذات العلامات التجارية، وقد ترغب العلامات التجارية للمجوهرات الفاخرة في محاربة التزييف وتقليد منتجاتها عبر أرقام أو رموز خاصة بها، كنوع من تحقيق الهوية أمام العملاء، وكذلك ضمان سلامة تداول منتجاتها وكشف المزيف والمقلد منها.
وتستخدم الشركة أنظمة رقابية ومحددات لتشفير العلامات التجارية، تمنع وتحمي سلامة العلامة التجارية من التزييف أو التقليد عبر شركات أخرى.
تعد هذه التقنية تقدم مهم لمصنعي المجوهرات الماسية، الذين قد يبحثون عن منهجية، وأساليب تأمينية لمنتجاتهم بالأسواق.
توجد بالفعل أنظمة لتتبع منشأ وحركة الماس، منذ استخراجه من المنجم كالألماس الخام، مرورًا بمرحلة القطع والتلميع والتصنيع وصولًا إلى بائع التجزئة، لكن عملية التتبع تحتاج لمزيد من الآليات الرقابية عليها.
في العام الماضي، انتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تجار المجوهرات، لأن الكثيرين منهم لم يتمكنوا من تحديد المناجم المستخرج منها الألماس، إذ أنها هناك بعض الألماس يحظر تداوله في الأسواق، نتيجة استخدام طرق غير مشروعة في الاستخراج كعمالة الأطفال أو دخول الماس المستخرج في النزاعات والحروب الأهلية أو ما يعرف بالألماس الدموي.
بالإضافة إلى تداول الأسواق أنواع من الألماس المزروع في المختبرات، ومن المهم أيضًا لتجار الألماس أن يكونوا قادرين على التمييز بين الألماس الطبيعي، والألماس المزروع في المختبرات، في ظل طفرة في إنتاج وتحسين خواص الألماس المزروع والذي أصبح من التعقيد التفريق بينهما، لكن الماس الطبيعي مازال الأغلى بكثير من الألماس المزروعة في المختبر، لذلك من المهم أن يكون لدى التجار طريقة موثوقة لتمييزها عن بعضها.
هذه التقنية قد تمنح المستهلكين آلية آمنة للتحقق والتميز بين الألماس الطبيعي والمزروع في المختبرات، من خلال تسجيل البيانات داخل الماس، وهي بيانات يستحيل إزالتها، كما أنها لا يؤثر على قيمة الألماس بأي شكل من الأشكال.
يتم الحفر على الألماس في هذه التقنية باستخدام جهاز بحجم آلة تصوير المستندات الكبيرة، من خلال تعريض سطح الألماس لومضات من الليزر قصيرة المدى، على عمق نحو ربع ملليمتر، وتسمح الإمكانات الدقيقة لنظام Opsydia بحفر خطوط عالية الدقة، بعرض نحو 1 ميكرومتر، مما يعني أنه يمكن الكتابة بأحجام صغيرة جدًا.
كما تمكن هذه التقنية المصنعين من حفر علاماتهم التجارية على أحجار الألماس، من خلال استخدام ضوء الليزر لإجراء تغييرات أكبر على هيكل الكربون للماس.
من المحتمل أن يكون لهذه التقنية تطبيقات أخرى أيضًا على تنمية قطاع الألماس خلال الفترة المقبلة.