بات استخدام الألماس فى خواتم الزواج تقليداً متبعاً بين الأغنياء والنبلاء، خلال القرن الخامس عشر الميلادى ، وتحديدا عام 1477م، حينما قدم الإمبراطور الروماني ماكسيميليان الأول لخطيبته الأميرة ماري دي بورجندى للزواج، خاتما مرصعا بقطعة مسطحة من الماس على شكل حرف “M “، لكن الوضع تغير نسبيا بعد اكتشاف مناجم الألماس في جنوب إفريقيا فى منتصف القرن التاسع عشر، عام 1870، فأصبح متاحا لطبقات مجتمعية أوسع.
ساهمت شركة دي بيرز العالمية في دعم أسعار الألماس، وإضفاء عامل الندرة إليه، في الوقت الذي قد
يعتقد البعض أن الألماس كان جزءًا من التقاليد العريقة، لكن الحقيقة أنه كان نتيجة لخطة تسويقية ذكية من شركة دي بيرز العالمية في أواخر 1930، حيث انخفض مبيعات الألماس ما دفع الشركة، لعمل خطة تسويقية، وتعاونها مع إحد الوكالات الإعلانية في نيويورك، لإقناع الأمريكيين بأنهم بحاجة ماسة للألماس، مستعينة بكبار نجوم هيوليوود، لارتداء الألماس، ما أدى الى ارتفاع نسبة المبيعات بنحو 50 %، بل أصبحت جزءًا من مراسم الخطوبة والزواج، خاصة بعد طرح شعار ” الألماس للأبد” من قبل دي بيرز العالمية.
في حين يشير المتخصصون فى صناعة المجوهرات إلى وجود مغالطات فى أذهان الناس حول شراء خواتم خطوبة من الألماس، من بينها.
إرتفاع ثمن خاتم الألماس
يُعد ” الثمن ” أو القيمة المادية التى تدفع عند شراء خاتم خطوبة من الألماس، هو أكثر الأشياء التى يُساء فهمها لدى المقبلين على الزواج ، حيث يعتقد البعض أن مجرد التفكير في إقتناء خاتم من الألماس ، يتطلب ذلك إدخار راتب عام كامل أو ربما أكثر ، وفقا لدخل الشخص .
وما لا يُعلم أنه بإمكان أي شخص أن يقتني خاتم خطوبة من الألماس بأسعار بسيطة ومناسبة لميزانيته، فخواتم الألماس ليست محددة بل متنوعة في أحجامها وأشكالها وبالتالي يتنوع ثمنها ، خاصة في ظل إرتفاع اسعار الذهب، حيث ينفق كثير من شباب الطبقة المتوسطة المقبلين علي الزواج مبالغ تترواح بين 20 و 40 ألف جنيه فى ثمن شبكة من الذهب، على الرغم من أنه بإمكانه أن يشترى خاتماً من الألماس يصل حجمه إلى ½ قيراط بنفس الثمن تقريبا ، فليس من الضروري أن نقتني خواتم كبيرة الحجم تصل إلي 5 قيراط مثلا .
خواتم الألماس كبيرة الحجم .. أفضل
من الشائع فى مجتمعنا أن أغلب النساء يفضلن إرتداء خواتم كبيرة الحجم من الألماس في أيديهن، ويرى البعض أنها تبدو أكثر جاذبية فى أيدي المرأة ، ويُعد من الشائع أيضًا في ثقافتنا أن إهداء الرجل للمرأة خاتم كبير الحجم دلالة على حبه لها.
لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فليس كل النساء يفضلن ارتداء خواتم ضخمة وكبيرة الحجم، البعض منهن يرى أن خاتمًا صغير الحجم ذو شكل جذاب أفضل بكثير من خاتم كبير الحجم وممل .
الخواتم كبيرة الحجم قد تسبب مشكلة للمرأة العاملة فى أن تمارس حياتها بصورة طبيعية، فبعض المهن لا يصلح معها ارتداء المرأة لخواتم كبيرة الحجم أثناء مزاولتها مثل مهنة الطب والتمريض والمطاعم، وغيرها من المهن التى تتطلب استخدام الأيدى بشكل كبير، ولذلك ينبغى أن يتواكب الخاتم مع حياة أسلوب حياة المرأة.
شراء الألماس المستعمل … فال سيئ
الألماس من المعادن التي يحتفظ بقيمته بدرجة كبيرة، لذلك ، فليس من المألوف أن يلجأ الناس إلى بيع خواتم الخطوبة القديمة لتجار المجوهرات، إلا لأسباب نادرة منها الطلاق .
حيث تعتبر كثير من العائلات، أن يبدء بناتهم الحياة الزوجية بشراء خواتم من الألماس المستعمل “فال سيئ “، وقد يكون شؤم أو لعنة على زواجهم فى المستقبل، ولكن هناك حالات كثيرة واقعية يلجأ الناس فيها إلى شراء الذهب المستعمل أو الالماس المستعمل للزواج، وقد نجحت هذه الزيجات واستمرت فترات طويلة، مما يدحض هذه الخرافة، وعلى العكس يرى كثير من خبراء المجوهرات أن شراء خواتم الألماس المستعمل للزواج، يعد وسيلة مناسبة لتوفير الأموال.
خاتم الألماس مع الذهب الأصفر .. موضة قديمة
حظت خواتم الخطوبة من الذهب الأصفر بإقبال منقطع النظير على مدار التاريخ ، لكن مع انتشاره، فقد أصبح ارتداء الذهب الأصفر اليوم موضة شعبية، فقليل ما تجد المرأة من الطبقات الراقية ترتدى قطعة مجوهرات من الذهب الأصفر .
بالإضافة إلى إرتباط الألماس بالبلاتين فى أذهان كثير من الناس، الأمر الذى يجعله صعب المنال، نظرا لإرتفاع ثمنه، فليس من المهم أن تشترى خواتم ماسية مصنوعة من البلاتين،
أيضا اقتران الألماس مع الذهب الأصفر يعطي مظهراً كلاسيكياً للمجوهرات، وفخامة قد تعشقها كثيرا من الناس اليوم، خاصة فى خواتم الخطوبة .
كما تغلبت شركات المجوهرات الآن على ذلك باستخدام الذهب عيار 18 والمطلى بالراديوم فى تصنيع المجوهرات الماسية، لإكسابها مظهراً فضياً، تعويضاً عن البلاتين، وانخفاض ثمنه.