أكد عدد من الصناع بملف الذهب أن السماح بدخول سبائك من الذهب ذات أوزان محددة تقررها الدولة وفقا بضوابط معينة مع العائدون من الخارج، خطوة جيدة لتلبية الطلب المتزايد على السبائك والجنيهات الذهبية، والذي أدى لنقص في المعروض.
في حين يرى البعض الآخر أن هذه الخطوة تشجع على مزيد من الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية على حساب المشغولات الذهبية وبالتالي يتسبب ذلك في مزيد من الضرر على الصناعة.
هاني ميلاد : المبادرة بهدف زيادة المعروض لتلبية الطلب المحلي المتزايد على السبائك والجنيهات الذهبية
وقال هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن السماح للمصريين القادمين من الخارج باستقدام كمية معينة من السبائك الذهبية على أن يتم إعفاءها من الجمارك بهدف طرحها في السوق حتى يتم التوازن بين العرض والطلب محلي.
ونوه إلى أن ذلك يأتي في إطار رغبة الشعبة في توفير المعروض من الذهب وإيجاد آلية تساعد على التخفيف العبء عن المستهلك والسوق المحلي خاصة في ظل الطلب المتزايد على السبائك والجنيهات الذهبية.
وأشار إلى أن هذه المبادرة ليس الهدف من الإضرار بالصناعة ولكنها توفير المعروض وتلبية الطلب المحلي المتزايد، منوها إلى أن هذه السبائك ستكون عبارة عن قطع كبيرة وبالتالي تحتاج إلى تكسير وإعادة طرحها في الأسواق وبالتالي تحتاج إلى عمالة وأيضا تعمل على تشغيل المصانع.
وأوضح ميلاد بأنه سيتم بالتعاون مع الجهات المعنية وضع آليات وضوابط وشروط معينة لمنع التلاعبات مع تحديد فترة زمنية ولتكن حتى نهاية العام الحالي.
وأكد أن الاستيراد من أجل توفير مخزون من الذهب، بجانب استعواض قوى العرض مع الطلب المتزايد، وحدوث توازن نسبي بين المعروض والطلب
وفيما يتعلق بتأثير ذلك على تحويلات المصريين من الخارج والعملة الأجنبية، أشار إلى أنه لم نأتي جانب تحويلات المصريين بالخارج، ولكن نتيح للمسافر فرصة إذا أراد بدخول كميات من الذهب بدون جمارك وفق ما تحدده الدولة.
وأشار إلى أنه من أجل انتعاش صناعة الذهب وتشجيع الطلب على المشغولات الذهبية تم إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار المصنعية على المشغولات الذهبية للمستهلكين لمدة شهر وذلك بالتعاون بين المصانع المنتجة ومحلات التجزئة.
ولفت إلى أن المبادرة تستهدف رفع العبء عن المستهلك المصري وتلبية احتياجاته من خلال توفير مشغولات ذهبية للزينة و كملاذ آمن للاستثمار.
عبد العال سليمة : السماح بدخول الذهب دون جمارك يساهم في تعزيز المعروض وتهدئة الأسعار
قال عبدالعال سليمة، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية بكفر الشيخ، إن مقترح السماح باستيراد العائدين من الخارج سيؤدي إلى زيادة المعروض من الذهب في ظل زيادة الطلب المرتفع، مما سيؤدي إلى تهدئة وخفض الأسعار بالسوق المحلي.
وأوضح أن الاستيراد لم يؤثر على صناعة الذهب، لكن حالة الهلع الكبيرة بين المواطنين على شراء السبائك والجنيهات الذهبية، هي التي أدت لارتفاع الأسعار لهذه المستويات.
وأوضح سليمة، أن فكرة التحوط بالذهب كملاذ آمن، دفع المواطنين للتهافت عليه، في ظل الارباح الناتجة عن الاستثمار فيه مقارنة بشهادات الادخار، حيث من كان يمتلك 100 ألف جنيه ربح نحو 18% من شهادات العائد أي ارتفعت إلى 118 ألف جنيه في حين من كان يمتلك نحو 100 ألف جنيه ذهب وصلت إلى 300 ألف جنيه.
جورج تادروس : زيادة مصنعية السبائك والجنيهات الذهبية إلى 120 جنيه ضرورة لحماية صناعة المشغولات الذهبية
قال جورج تادروس، رئيس مجلس إدارة شركة «أندريا وجورج للذهب والمجوهرات»، إنه في حالة تطبيق المقترح لن يضر بالصناعة خاصة أن هذه الكميات قليلة مقارنة بحجم الطلب الرهيب على السبائك والجنيهات الذهبية خلال الفترة الحالية
وأوضح أن العديد من العائدين قد يستخدمها لنفسه كنوع من الملاذ الآمن دون أن يتم طرحها في السوق، لافتا إلى أن تزايد الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية سيضر بالصناعة المحلية.
وأشار تادروس إلى أن الحل يكمن في زيادة مصنعية السبائك والجنيهات الذهبية إلى 120 جنيها بدلا من 30 جنيها حاليًا، مما يؤدي إلى توازن الطلب بين المشغولات الذهبية والسبائك والجنيهات الذهبية .
ممدوح عبد الله : فرض رسوم على السبائك والجنيهات الذهبية ضرورة لحماية الصناعة
في حين قال ممدوح عبد الله، رئيس مجلس إدارة شركة «كيرمينا للذهب والمجوهرات»، إن السماح بدخول السبائك يسهم في تحميل الصناعة مزيد من الأعباء.
وأشار إلى إنه يوجد تراجع كبير في حجم إنتاج المشغولات الذهبية بنحو 70 إلى 80 % خلال الفترة الحالية.
وأرجع عبدالله ذلك لارتفاع الطلب خلال الفترة الأخيرة على السبائك والجنيهات الذهبية، حيث اتجه المواطنون للإقبال على الشراء لحفظ قيمة أموالهم من مخاوف تآكل العملة، بجانب الاستفادة من ارتفاع الأسعار المتوقع.
وأوضح عبدالله أن تراجع إنتاج مصانع المشغولات الذهبية سيكون له بالفعل تداعيات كثيرة على صناعة الذهب والعاملين بالصناعة، قائلا ” الوضع في حالة نزيف والصناعة في ضرر كبير”.
ولفت إلى أن تراجع الإنتاج سيؤدي إلى تحمل الشركات أعباء نفقات العمالة، حيث أنه من الصعب التخلي عن العمالة منعا لانتشار البطالة، خاصة أنها أزمة تمر علينا.
ونوه إلى أن شركة كيرمينا لم تتجه لعمل السبائك فهي ترفض الفكرة نهائيا، حيث أنها لم تكن صناعة، وبالتالي نسعى إلى عدم تسريح العمالة حيث نحاول أن تتجاوز الأزمة مصب باقي الأزمات التي شهدناها مؤخرًا وتخطي الأزمة.
وأضاف أن المنافسة قوية بين الشركات خاصة أن التجار أصبحوا مصنعين وبالتالي يوجد منافسة قوية، حيث أصبح بعض المصنعين يتنازلون عن المصنعية من أجل تشغيل العمالة، كما لم يشغلهم البحث عن أي أرباح.
فيما لفت عبدالله إلى ضرورة توعية المواطنين بشراء المشغولات الذهبية من أجل تنشيط الصناعة، خاصة أن المشغول يستخدم كزينة أيضًا في حين تستخدم السبائك للخزينة فقط.
محسن فوزي : السماح بدخول السبائك عبر العائدين من الخارج يشجع الطلب عليها ويضر صناعة المشغولات
ومن جانبه قال محسن فوزى، رئيس مجلس إدارة شركة «كينج جولد لتصنيع الذهب والمجوهرات»، إن ذلك سيؤدي إلى تشجيع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية خاصة مع توافرها، وبالتالي يزيد من قلة الطلب على المشغولات الذهبية، ويضر بالصناعة.
وأوضح أن الطلب على السبائك أضر بصناعة الذهب كثيرًا، حيث أدى إلى تآكل الصناعة، متوقعًا أن تقوم الشركات والمصانع بتسريح ما لا يقل عن 50% في ظل ارتفاع الطلب على السبائك والذي أصبح يصل إلى 95% في حين لا يمثل الطلب على المشغولات الذهبية سوى ال5%.
وأشار فوزي إلى أن السبائك مهما كانت كمياتها لا تتطلب أكثر من 5 عمال، وبالتالي يؤثر ذلك على العمالة وقد يؤدي إلى تسريح نحو 10 إلى 12 ألف عامل خلال الفترة المقبلة.
ونوه إلى أن العديد من الشركات تحاول الخروج من المأزق ولكن تزايد الطلب على السبائك تجعل من الصعب إبقاء العمالة
وأكد فوزي أنه من الضروري فرض ضرائب على السبائك والجنيهات الذهبية، خاصة أن الذي يقوم بشراء هذه السبائك لديه أموال عديدة، وبالتالي يدري للدولة مزيد من الأموال بجانب الحفاظ على الصناعة الوطنية.
ونوه إلى أن ضريبة الجرام في السبائك تسجل نحو 30 قرش في حين يصل سعر الجرام في المشغولات الذهبية، إلى 11 جنيه، وبالتالي يزيد من حصيلة الدولة بجانب الحفاظ على الصناعة.