رأى خبراء في مجال الذهب، أن تقديم طلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، موجه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير البترول والثروة المعدنية بشأن التأخر في إنشاء مصفاة ذهب منذ الإعلان عنها في يناير 2022، بمصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية، يعد عجيبًا وليس منطقيًا، خاصة وأن المصفاة ليس لها الضرورة الكبيرة خلال الفترة الحالية، فهناك العديد من المصفاة الخاصة في مصر، لديها القدرة على تنقية الذهب المستخرج من المناجم.
وتضمن طلب الأحاطة تساؤل حول من المتسبب في تأخير إنشاء مصافة الذهب في منطقة مرسى علم بالصحراء الغربية، الأمر الذي يهدر موارد الدولة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر.
وقال عمرو حسونة المدير التنفيذى لشركة السكرى لمناجم الذهب، إن طلب الإحاطة لا يعلم مدى فائدته خلال الفترة الحالية، خاصة وأن الذهب المستخرج يمكن لأي شركة حول العالم تقوم بتنقيته، لذا فإن إنشاء المصفاة أو عدم إنشاءها لا يؤدي إلى إهدار موارد الدولة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «عيار 24»، أن الذهب بعد استخراجه تقوم الشركة بتسليمه للجهات المتعاقدة معها، مشيرا إلى أن مصر عندما تنشاء مصفاة الذهب سوف تحصل على حق التنيقية فقط.، لذا ليس هناك أي أهدار لموارد الدولة.
قال محسن السعيد، نائب رئيس شركة سويس جولد، إن هذاالكلام غير سليم، لآن الذهب فور استخراجه يتم تنقيته بحيث يكون عالي الجودة، كما يحصل البنك المركزي على جزء من الذهب المستخرج أو حصيلة دولارية من حصته، وبذلك لا يكون هناك إهدارًا لموارد الدولة حسبما زعم أحد الأعضاء في البرلمان».
وأضاف نائب الرئيس شركة سويس جولد، في تصريحات خاصة لـ«عيار 24»، أن إنشاء المصفاة في الوقت الحالي ربما غير مناسب، وذلك لأن كمية الذهب المستجرق يصل إلى 15 طن سنويًا، أي أنها لا تغطي تكلفة إنشاء المصفاة، مشيرا إلى أنها ستكون ضرورية في حالة تحولها إلى منطقة حرة مثل دبي، ويتم استيراد الذهب من أفريقيا على أن يتم تصفيته في مصر.
وأشار إلى أن حجم تصدير الذهب للخارج بنسبة تصل إلى 30%، والباقي يوجد في مصر، مشيرا إلى أن الأسعار إذا كانت مناسبة لمصر فإنه يتم بيعه، أي أن التصدير يعود حسب المكسب.
وأوضح أن هناك مصفاة ذهب في مصر بالفعل، تستطيع تنقية الذهب بالكود العالمي 999، وتكفي كمية الذهب المستخرج من المناجم.
وكان وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا، أعلن في يناير 2022 خلال مؤتمر لوزراء التعدين العرب بالعاصمة السعودية الرياض، عن تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية، وذلك بهدف تعظيم القيمة المضافة من موارد الذهب، وإكمال سلسلة القيمة لإنتاج الذهب عبر تعظيم المحتوى المحلي.
وكشف عن حجم التكلفة المتوقعة والتي تصل إلى 100 مليون دولار، وتكلفة المرحلة الأولى منها 30 مليون دولار، حيث تستهدف ختم الذهب بالكود الدولي “9999”، وذلك بدلا من إرسال الذهب المستخرج من مصر إلى الخارج سواء إلى كندا أو سويسرا من أجل دمغه وختمه قبل تصديره أو عودته إلى مصر مرة أخرى.