مع ارتفاع مشتريات المواطنين من الذهب على مدار عاميين تقريبًا بغرض التحوط وحفظ قيمة الأموال في ظل تراجع العملة المحلية أمام الدولار بنحو يصل إلى 97 %، وارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية، بفعل عد عوامل من بينها ارتفاع العرض والطلب ونقص المعروض نتيجة وقف الاستيراد،والضغط على مخزون الذهب المحلي، ومع قرار الحكومة الأخير باعفاء واردت الذهب من الجمارك، شهدت حركة المبيعات حالة من التراجع، فهل وصل سوق الذهب إلى حالة التشبع؟.
قال المهندس محسن السعيد، نائب رئيس شركة سويس جولد، أن سوق الذهب لا يشهد تشبعًا ، وتراجع حركة المبيعات يرجع إلى حالة من القلق سيطرت على المواطنين بعد هبوط الأسعار، وترقب البعض مزيد من التراجع والوصول إلى مستويات دون 2200جنيه.
وأضاف، أن وصول سوق الذهب إلى مرحلة التشبع أمر غير وارد، نتيجة وجود رغبات شرائية مستمرة ومتزايدة سواء من خلال الاستثمار والادخار أو التزين، والمستمثرون في الذهب لديهم دائمًا رغبة في زيادة مابحوزتهم من الذهب، ون يمتلك الذهب يريد المزيد، والوقت الذي نستطيع قول فيه أن سوق الذهب وصل إلى حالة من التشبع في المبيعات، عندما تكون اتجاهات المواطنين التزين وشراء المشغولات وليس الاستثمار فقط، وهذا لن يحدث في سوق الذهب.
وقال أسامة زرعي رئيس قسم الأبحاث ومدير فروع شركة جولـد إيـرا، إن سوق الذهب يشهد حاليًا حالة من الترقب المواطنين لمزيد من التراجع في الأسعار، وهذا لن يحدث والأسعار ، بل سيحدث حالة من الارتداد إلى أعلى نقطة وصل إليها من قبل.
وأضاف، أن تعرض سوق الذهب حالة من التشبع، ربما أمر صعب، في ظل تزايد رغبات واهتمام المواطنين بالذهب لأنه جزء من سلوكياتهم وتقاليدهم، سواء فيما يخص الزواج أو الادخار، ويظل الاحتياج والإقبال على الذهب، وسط الأزمات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية كالحرب بين روسيا وأوكرانيا أو النزاعات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وتآكل قيمة العملة.
أشار، إلى أن الأسعار تشهد حالة من التذبذب والتقلبات بين الارتفاع والانخفاض في ظل حالة من الضبابية وعدم اليقين بشأن قرار الفيدرالي الأمريكي حول مصير أسعار الفائدة في اجتماع الأربعاء المقبل.
وقال الدكتور وصفي أمين واصف، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، أن أسواق الذهب لم ولن تصل إلى درجة التشبع، نتيجة وجود طلب متزايد سنويًا، في سوق يتجاوز 100 مليون مواطن، وزيادة سكانية مستمرة، ما يعزز من الرغبات الشرائية للذهب بغرض الادخار والتحوط باعتباره الملاذ الآمن.
وأضاف، أن السبب وراء تراجع حركة الشراء خلال الفترة الأخيرة، هو ارتفاع أسعار الذهب، وتراجع السيولة لدى المواطنين أو توجه جزء منها للاحتياحات الأساسية في ظل موجة من ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار.
قال نادي نجيب، سكرتير العام السابق لشعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن تراجع المبيعات خلال الفترة الماضية، يرجع إلى نقص السيولة لدى المواطنين، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب، بالإضافة إلى ذلك قرار الحكومة بإعفاء واردات الذهب القادم مع العائدين من الخارج من الجمارك باستثاء ضريبة القيمة المضافة، ما عزز من التوقعات بتراجع الأسعار بعد زيادة المعروض.
وأضاف، أن الطلب سوف يرتفع خلال الفترة المقبلة، فلن يتوقف فكر المواطن عن الاستثمار في الذهب، فبطء حركة المبيعات يعود إلى انتظار المواطنين هبوط الأسعار.
وأشار إلى أن الأسعار تتحرك في نطاق 2350 جنيها، إلى 2400 جنيها، متوقعا أن أسعار الذهب ربما تكسر حاجز 2450 جنيهًا خلال الفترة المقبلة، وربما تنخفض إلى 2340 جنيها.
وقال إبراهيم نشوي، رئيس مجلس إدارة مجوهرات هيلين جولد، إن أسواق الذهب تشهد حالة من التساوي في حركة البيع والشراء، وما يمنع السوق من الوصول لحالة التشعب هو إيمان المواطن بالذهب كملاذ آمن وأهم أدوات التحوط والادخار من تراجع قيمة العملة.
وأضاف، أنه من الصعب توقع الأسعار خلال الفترة المقبلة، فعادة تخالف نتيجة التغيرات العالمية التي تحدث بشكل سريع، وأسعار الذهب تشهد حالة من التذبذب نتيجة الوضع الاقتصادي العالمي.
وقال رفيق ابراهيم، تاجر ذهب، إن السوق يشهد خلال الفترة الحالية تراجع في المبيعات بنسبة تصل إلى 20%، وذلك نتيجة عدم توافر سيولة لدى المواطنين.
وأضاف، أن الفترة الحالية تعد الأفضل في شراء الذهب خاصة مع انخفاض الأسعار، مؤكدا أن السعر لن يصل إلى 2200 كما يعتقد البعض.