يرى متعاملون في سوق الذهب أن طرح شهادات ادخارية دولارية من قبل بنك مصر والأهلي المصري، بنسبة فائدة 7% على مدار 7 سنوات، سيكون سلاحًا ذو حدين، فإما أن يحدث ارتفاعًا في أسعار الذهب، نتيجة تكالب المواطنين على شراء الدولار من السوق الموازي مما يؤدي إلى زيادة سعر الذهب، أو أن يشتري المواطنون الشهادات مما يؤدي إلى خفض سعر الدولار في السوق الموازي، ومن ثم يحدث انخفاض في سعر الذهب.
وتوقع سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، انخفاض أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 200 و300 جنيه، بعد طرح بنكا مصر والأهلي شهادات دولارية بعائد يصل إلى 7% لمدة 3 سنوات، وذلك نتيجة سحب الدولار من السوق الموازي وشراء الشهادات.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«عيار 24»، أن طرح بنكا مصر والأهلي الشهادات الدولارية يسهم في ضبط سعر الدولار، ومن ثم ستنخفض أسعار الدولار انخفاضًا ملحوظًا، لافتًا إلى أن أي انخفاض في سعر الدولار يؤثر بشكل مباشر في سعر الذهب المحلي.
وأوضح، أن توافق سعر الذهب بالأسواق المحلية مع سعر الأوقية بالبورصة العالمية، يتطلب توافق سعر الدولار في البنوك مع سعر الدولار في الأسواق الموازية، وهذه الخطوة ربما تأخذ فترة الوقت حتى تنضبط الأسعار.
واستبعد المدير التنفيذي لـ«آي صاغة» توجه المواطنين لشراء الشهادات الدولارية بدلا من الذهب، مشيرا إلى أن المواطنين بالفعل عندما حصلوا على استحقاقات الشهادات منذ أشهر ماضية، توجهوا لشراء الذهب بعد القفزات السعرية التي حققها وتفوقت على عائدات الشهادات.
وقال اسامة زرعي، مدير الأبحاث والتطوير بشركة “جولد إيرا“، إن احتمالية ارتفاع أسعار الذهب وارد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن الأرباح التي حققها الذهب خلال الفترة الماضية، غير مسبوقة، مقارنة بالأرباح التي حققها المواطنون من ربط الشهادات ذات العائد 18 %، ما يجعل الإقبال على الشهادات محدود.
وأضاف مدير الأبحاث والتطوير بشركة “جولد إيرا”، لـ«عيار 24»، أن طرح شهادات ذات عائد 40% بالجنيه المصري، أو شهادات دولارية بعائد 7% لمدة 3 سنوات، من الوارد أن تكون غير جاذبة لكثير من المواطنين، بل قد يدفعهم للتوجه لشراء الذهب، لاسيما وأنهم لديهم خلفية سابقة أن مع كل طرح شهادات يكون هناك تعويم للجنيه، لذا سيكون الاتجاه الأقوى الفترة المقبلة إلى شراء الذهب.
وتوقع زرعي، ارتفاع حركة المبيعات مع بداية ارتفاع أسعار الذهب، فهناك ثقافة لدى المستهلك أن مع ارتفاع سعر السلع يتجهون إلى الشراء، بينما عندما تشهد الأسعار حالة من التراجع أو الاستقرار يعزفون عن الشراء، الأسعار منخفضة أو مستقرة، لافتًا إلى أن زيادة الطلب على الذهب ستدفع الأسعار لمستويات كبيرة مرة أخرى.
وقال لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة لتجار الذهب والمصوغات باتحاد الغرف التجارية، إن طرح شهادات دولارية سلاح ذو حدين، فإما أن ترتفع أسعار الذهب نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي، أو أن تنخفض نتيجة تراجع سعر الدولار في السوق الموازي.
وأضاف لـ«عيار 24»، أنه ربما تتضح الرؤية من الأسبوع المقبل، متوقعًا انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي بقيمة 200 و 300 جنيها، والسعر المحلي لن يكون متوافق مع السعر العالمي، إلا مع إنتهاء السوق السوداء للدولار.