كتبت: شروق أبو تاج
لم يكن دمغ الذهب إلزاميًا على مصنعي وتجار الذهب والمجوهرات حتى عام 1916 حتى اتجهت الدولة، لسن قوانين تلزم عدم تداول أي مشغولات بالأسواق إلا بعد دمغها في مصلحة الدمغة والموزاين، إذ تضمن الدمغة سلامة العيار ومطابقة المشغولة للمواصفات، حيث اتجه بعض المتعاملين عديم الضمير، إلى تزييف وغش المشغولات الذهبية سواء من خلال التلاعب في العيار، أو من خلال حشو المنتجات بأسلاك من النحاس لزيادة وزنها،
قال أشرف عثمان تاجر ذهب، إن الذهب منتج عالي القيمة على مستوى العالم، ولم يتعرض للغش أو التزييف إلا مع موجات ارتفاع أسعاره المتلاحقة خلال فترة الثمانينات، بالإضافة لمحاولة إقرار الدولة لضريبة الأرباح التجارية على الذهب مع بداية فترات التسعينات، ما دفع البعض للتهرب الضريبي بطرح مشغولات بدمغة مزيفة، ووصل الأمر إلى تداول مشغولات بأقل من عيارها، كأن تصنع من عيار 18 ، وتدمغ بعيار 21، وذلك من خلال الورش عديمة الهوية أو ما تعرف بـ ” بير السلم”.
وأوضح “عثمان”، أن طرق التعرف على الذهب المزيف أصبحت معروفة سواء للمواطنين أو التجار، وأشهر تلك الطرق هي المعاينة الظاهرية، عن طريق مراجعة الدمغة التى تعد دليلًا على سلامة القطعة الذهبية، وشعار الشركة المصُنعة.
وأضاف “عثمان”، أن التاجر هو المسئول عن أى قطعة مزيفة، وليس المشتري، لذا يجب على التجار توخي الحذر، والتعامل مع الشركات المعروفة، بجانب معاينة الذهب قبل إتمام عملية الشراء.
قال حسام الحادي، تاجر الذهب، إن الذهب الصافي، أو ” عيار 24” لين كالمعجون، ومن ثم حتى يكتسب صلابة ويمكن تشكيله في مشغولات ذهبية، يجب إضافى إليه نسب محددة ومعروفة دوليً، وهي التي ينتج عنها العيار، وعمل سبيكة من الذهب عيار 21 ، يجب أن تحتوي على 875 سهمًا من الذهب مقابل 125 سهمًا من النحاس والفضة، وعيار 18 يجب أن يحتوي على 750 سهمًأ من الذهب و 250 سهمًا من الفضة والنحاس.
وأوضح، الحادي، أن طرق الغش تعددت خلال السنوات الأخيرة كما هو الحال لكثير من المنتجات، ووصلت إلى غش السبائك والجنيهات والمشغولات الذهبية، ولكن هناك طرق بسيطة تمكن المواطن من التمييز بين الأصلى والمزيف، اختبار الذهب على حجر “المحك”، وإضافة مادة كيمائية تسمى “الماء الكذاب”، وفى حالة إختفاء لون الذهب يكون الذهب مزيفًا.
وأضاف، “الحادي”، أنه يمكن للبعض التمييز من خلال الرائحة، فالذهب الأصلي لا يصدر عنه أي رائحة، أما إذا ظهرت رائحة “أكسيد” فيكون مغشوشًا، أو عن طريق تعريض الذهب لقطعة من المغناطيس، فاذا إنجذبت فهو ذهبًا مزيفًا، كما أن تغيير لون الذهب علامة على إنخفاض جودته، بالرغم أنه فى بعض الحالات يترك أثرًا على الأصابع، ولكن يكون السبب في ذلك زيادة نسبة الأملاح في الجسم، أما إذا تغيير لون الذهب وتآكلت الحواف وظهر أسفل القطعة لون مختلف فهى مغشوشة.
ونصح “الحادي” المواطنين بالتعامل مع المحال المعروفة والموثوق فى أمانتها لتفادي شراء ذهب مزيف.