لقد مر ما يتجاوز عقد من الزمن منذ أن أصدرت «جوستين بيكاردي» كتابها «كوكو شانيل»، وخلال تلك الفترة بدا أن الاهتمام بحياة المصممة الراحله وعملها يتزايد.
حيث تم استكشاف إرث « شانيل»، الذي نفذه كارل لاجرفيلد، في معرض معهد الأزياء لهذا العام في متحف “مت” في نيويورك، كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “Coco Chanel Unbuttoned” من هيئة الإذاعة البريطانية، وفي متحف فيكتوريا وألبرت في لندن هذا الخريف، ويعرض “جابرييل شانيل بيان الموضة، في الفترة التي تلت إصدار «كوكو شانيل» عام 2010، كما توسعت إمكانية وصول بيكاردي إلى حياة شانيل مع وصول جديد إلى الأرشيف الملكي، من بين أمور أخرى، مما دعا إلى إصدار طبعة جديدة محدثة من كتابها، حاليًا من “هاربر كولينز” .
وكانت بيكاردي، التي كانت في السابق رئيسة تحرير طبعات المملكة المتحدة من Harper’s Bazaar وTown and Country، مفتونة منذ فترة طويلة بحياة جابرييل شانيل، ووجدت نفسها تفكر أكثر في مؤسس شانيل أثناء العمل على كتابها الأخير، ” ملكة جمال ديور.”
وقالت بيكاردي: « لا يمكنك فهم شانيل حقًا دون فهم «ديور»، ولا يمكنك فهم ديور حقًا دون فهم شانيل، من حيث التاريخ الفرنسي، لم أتوقف أبدًا عن الاهتمام بحياة جابرييل شانيل وعملها، إنها رائعة إلى ما لا نهاية، ولكن نظرًا لوجود الكثير من الألغاز المحيطة بها والتي لم أتوقف أبدًا عن البحث فيها.”
وتضمن بحثها الأصلي، الذي بدأته في أواخر التسعينيات، الوصول الكامل إلى أرشيفات شانيل، بالإضافة إلى أرشيفات ونستون تشرشل، حيث كان هو وشانيل صديقين، ولكن بالنسبة لطبعتها الجديدة، مُنحت حق الوصول إلى الأرشيف الملكي لـلمرة الأولى.
وقالت بيكاري: «كان لديهم بعض المواد المثيرة للاهتمام حقًا حول ارتداء أفراد العائلة المالكة شانيل والوقت الذي قضته في لندن في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، عندما بدأت في تصميم الملابس الملكية البريطانية وكذلك الأرستقراطية البريطانية، وهي أيضًا صديقة مقربة لأوريول كولين، أمين معرض “فيكتوريا ألبرت” V&A، وكانت لديهما علاقة طويلة بمقارنة الملاحظات».
وقالت بيكاردي: «يبدو أن هناك الكثير من المواد الجديدة، حيث كان بإمكاني أن أكتب كتابًا جديدًا تمامًا. حسنًا، لقد فعلت ذلك بفعالية»
وقادتها الأرشيفات الملكية إلى معرفة المزيد عن تاريخ الملكة إليزابيث الملكة الأم في ارتداء شانيل عندما كانت شابة، قبل أن تصبح ملكة.
وقالت بيكاردي: “ما أدهشني حقًا هو أنها كانت تلك الشابة العصرية في عشرينيات القرن الماضي، وحتى قبل زواجها من الأمير ألبرت، الذي سيصبح جورج السادس، كانت ترتدي شانيل، وكان هناك أعضاء آخرون في العائلة المالكة يرتدون ملابس شانيل، حتى الملكة ماري، نحن نعتقد أن شانيل مرتبطة بشكل كامل بباريس وبفكرة الأناقة الباريسية، لكن شانيل كانت مشهورة جدًا بحلول عشرينيات القرن الماضي، ومن الواضح أنها أصبحت مشهورة في أمريكا أيضًا لكن حقيقة أنها كانت ترتدي ملابس أفراد العائلة المالكة البريطانية والأرستقراطية البريطانية أمر مثير للاهتمام وجديد تمامًا.”
و توفي كارل لاجرفيلد، الذي أجرت بيكاردي مقابلة معه لأول مرة في أواخر التسعينيات،وتتذكر ذلك اللقاء المبكر قائلةً: “لقد شجعني كثيرًا”، “وبفضله أتيحت لي الفرصة لأول مرة لرؤية أرشيف شانيل، حيث ذهبت إلى شقة جابرييل شانيل الخاصة. وكان كارل دائمًا مهتمًا جدًا بحياة شانيل، لكن هذا كان بالفعل قبل أن تكون هناك سيرة ذاتية باللغة الإنجليزية. وبالتأكيد، لم يقم أحد، حتى مجيئي، بأي بحث في الأرشيف البريطاني. ومن ثم صداقتها مع ونستون تشرشل، كل ذلك ظهر في بحثي في الأرشيف البريطاني. وكان كارل مفتونًا بذلك وشجعني حقًا على التفكير في أن الأمر يستحق أن أكتب سيرة ذاتية عن شانيل باللغة الإنجليزية.
مع عدة عقود من العمل المكرس لحياة شانيل، من الواضح أن بيكاردي مهتمة بها شخصيًا – لكنها تظل متفاجئة باستمرار من مدى المؤامرات الواسعة الموجودة في حياة شانيل.
وقالت بيكاردي: “”لا يزال كل جيل مفتونًا بجابرييل شانيل، إذا تحدثت عنها، سيكون هناك أشخاص بعمر 18 عامًا بين الجمهور، لقد أذهلني ذلك دائمًا، تعني شانيل أشياء مختلفة لأناس مختلفين، لكنها جسدت روح الاستقلال، واختيار مصيرها، وأخذ الكورسيهات، وقص شعرها، وكل هذه الأشياء”.
وأضافت بيكاردي:”ولكن كان هناك شيء أكثر عمقًا من ذلك أيضًا، حيث أن إحدى أقوالها، التي يتردد صداها دائمًا بالنسبة لي، هي «الأناقة هي الرفض». ورفضت الانصياع لفكرة أي شخص حول ما يجب أن تكون عليه المرأة، باستثناء فكرتها، لذلك كانت دائمًا على طبيعتها تمامًا، وأعتقد أن هذا الأمر لا يزال يتردد صداه، ولهذا السبب نشهد عودة الكثير من الاهتمام بقصة جابرييل شانيل”.