تشهد أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الحالية، إذ تجاوز سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 2800 جنيه، وصاحب هذه الارتفاعات زيادات في قيم المصنعية سواء السبائك أو المشغولات الذهبية.
قال لطفي المنيب نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع سعر المصنعية من ضروريات التصنيع، لاسيما مع ارتفاع أسعار الذهب، حيث تمثل نسبة الهالك “الفاقد” خلال التصنيع نحو 3% من الكيلو جرام، تضاف على قيمة مصنعية الجرام، فحينما كان السعر 1000 جنيه للجرام كان الهالك يمثل 3 آلاف جنيه، وقيمة الهالك تصل حاليًا لنحو 9 آلاف جنيه.
وأضاف، ارتفاع أسعار الطاقة على المصانع، بجانب ارتفاع الأسعار بفعل التضخم، والذي أدى لارتفاع تكلفة المعيشة حيث يضطر الصناع لزيادة الأجور، وبالتالي كل هذه العوامل تؤثر بالضرورة على المصنعية، مما يؤدي إلى ارتفاعها.
ونوه المنيب إلى أن تعدد مراحل تصنيع الذهب تفقده كثير من وزنه، ما يسهم في ارتفاع التكلفة على المستهلك، بجانب ما يتم تحميله على سعر الجرام الخام من رسوم الدمغة وضريبة القيمة المضافة.
ومن جانبه، قال المهندس هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار المصنعية، إنه من الصعب أن تتجه المصانع لرفع المصنعية في الوقت الحالي، في ظل ارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية.
ونوه إلى أن ارتفاع السعر يرفع التكلفة ولكن يصعب في الوقت الحالي رفع المصنعية، حيث تحدد قيمة المصنعية بناء على عدة عوامل، من بينها شكل المنتج ومدى جودته وحرفيته، والتصنعي اليدوي يختلف عن التصنيع الآلي، كما يدخل العيار في تحديد المصنعية، فكلما قل العيار ارتفعت المصنعية، فمصنعية عيار 18 أعلى من مصنعية عيار 21.
وأوضح ميلاد أن أسعار الذهب وصلت اليوم لمستويات تاريخية، بفعل ارتفاع سعر الصرف بالسوق الموازي وارتفاع سعر الذهب بالبورصة العالمية، حيث تجاوز سعر تداول الأوقية مستوى 2000 دولار، مما انعكس بشكل مباشر على سعر الذهب بالسوق المحلي، بالإضافة إلى تزايد الطلب بغرض التحوط من تراجع العملة المحتمل، لاسيما مع استمرار التوترات الجيوساسية في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الوقت الحالي يصعب نصح المواطن بالشراء أو البيع، ولكن الشعبة نصحت المستهلك بالشراء حينما بلغ الشعر 2150 و2200 جنيه، وبالتالي خلال الفترة الحالية القرار النهائي للمستهلك في حال احتياجه للنقود قد يضطر للبيع.
وأكد ميلاد، على ضرورة حفظ المواطنين لأموال في صورة ذهب وليس نقود، وسيظل الذهب الملاذ الآمن، ولكن يصعب التكهن خلال الفترة الحالية بمدى ارتفاع أو تراجع الأسعار.
بينما قال ممدوح عبدالله، نائب رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة بغرفة الصناعات المعدنية، باتحاد الصناعات، إنه هناك زيادة في ارتفاع التكلفة على المصنعين نتيجة ارتفاع سعر الذهب، منوها أنه رغم ذلك يتحمل الصناع التكلفة في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع الطلب على المشغولات الذهبية.
وأوضح أن المصنعية تختلف حسب المشغول، حيث تتراوح المصنعيات بين 60 و 90 جنيهًا، ولكن حينما تصل للمستهلك في ظل العديد من المراحل من تجار الجملة إلى التجزئة، فقد تتجاوز قيمتها 100 جنيه وأكثر.
وأشار إلى أن الاهتمام بالـ«الجودة» يرفع أيضًا من قيمة المصنعية، في ظل ارتفاع تكاليف المعدات والآلات المستوردة من الخارج.