قال هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الذهب تشهد حالة من التذبذب القوي والحاد خلال الفترة الحالي، متوقعًا استقرار نسبي للأسعار تشهد الأسعار، إذ ما توجه المواطنون لبيع ما في حيازتهم من الذهب بهدف جني الأرباح، إذ يؤدي ذلك لحدوث توازن بين العرض والطلب، ومن ثم تستقر حركة الأسعار.
وأضاف، في تصريحات لـ “عيار 24“، أنه قد يعوض النقص في المعروض خلال الفترة المقبلة ارتفاع العرض نتيجة مد قرار إعفاء واردات الذهب من الرسوم الجمركية، ما يسهم في حدوث توازن نسبي في السوق المحلي بين العرض والطلب.
وأشار إلى هناك 3 عوامل تتحكم في أسعار الذهب، تتمثل في السعر العالمي وسعر صرف الدولار، وقوى العرض والطلب، منوها إلى أن السوق المحلي محدود المصادر، وبالتالي حينما يزداد الطلب يرتفع السعر.
وقال ميلاد، من الصعب التوقع بحركة أسعار الذهب غدًا أو الأسبوع المقبل، ولكن هناك إشارات عالمية تدل على أن الذهب سيحقق أرقامًا قياسية وجديدة خلال 2024.
وأرجع ذلك نتيجة زيادة التوترات الجيوسياسية والحروب واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب الاضطرابات في الشرق الأوسط مثل لبيا والسودان واليمن، حيث يتجه المواطنون للملاذات الأمنة وقت الأزمات السياسية، لاسيما مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية، ما يعزز من قوة الذهب خللا العام المقبل.
وأوضح ميلاد، أن أسعار الذهب ارتفعت بالبورصة العالمية، بفعل حرب الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال في غزة، بجانب تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، بإنهاء دورة التشديد النقدي، والتوجه لخفض أسعار الفائدة بنحو 3 مرات خلال عام 2024.
أضاف، أن العلاقة عكسية بين أسعار الذهب عالميًا وسعر الفائدة، حيث أنه كان هناك مؤشر لارتفاعات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الذهب إلى 2153 دولارًا للأوقية، كأعلى قيمة سجلها الذهب عالميًا في تاريخه بعد رقمه السابق 2088 دولارًا المسجل في أغسطس 2020، ما انعكس على السوق المحلى، حيث ارتفع سعر الذهب محليًا، وعزز الارتفاعات زيادة الطلب من المستهلكين.
وأضاف ميلاد، أن التوقعات بارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية خلال العام المقبل، بجانب لتوقعات بخفض قيمة الجنيه أمام الدولار، أدى لتنامي السلوك التحوطي في الشراء وتوجه المواطنين للذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم، ما دفع المواطنين للاحتفاظ بما لديهم في ظل ارتفاع الطلب، ما أدى لإحداث نوع من عدم التوازن بين العرض والطلب، لذا ارتفعت الأسعار.
ما أثير عمّا يحدث في 2024 أنه سيحقق أرقام قياسية عالميا، وبالتالي أصبح هناك نمط شراء تحوطي من الناس، خاصة أن الذهب مخزون قيمة ويحافظ على القيمة الشرائية، مما أدى لارتفاع القوة الشرائية مع وجود قلة في العرض.
أوكد ميلاد، أن الشعبة نصحت المواطنين بالشراء حينما وصل السعر إلى 2100 و2200 جنيه، حيث كانت الأسعار مشجعة، لافتًا، إلى أنه في المستويات السعرية المرتفعة نترك حربة الشراء للمواطنين والراغبين في الشراء، كل حسب تقديره، حيث يمكن أن يشتري بجزء من مدخراته من الذهب، ثم ينتظر ويتابع السعر.
وأوضح، أن الذهب بكافة أنواعه سواء مشغولات ذهبية أو سبائك وجنيهات، يعد مخزون قيمة، وإذ انخفضت الأسعار ستعود مرة أخرى للارتفاع.