عاودت أسعار الذهب ارتفاعها مرة أخري بعد تعرضها لموجة من التراجع، بفعل تراجع أسعار الدولار بالسوق السوداء، عقب الإعلان الحكومي عن صفقة تنمية مدينة رأس الحكمة، والتي تبلغ قيمتها 35 مليون دولار، ما عزز من توفير سيولة دولارية، تسهم في ضبط أسعار الصرف، واستقرار الأسواق.
قال أسامة زرعي المدير الإقليمي لشركة جولد إيرا للاستثمار في الذهب، إن موجة تراجع الأسعار التي تعرض لها الذهب بالأسواق المحلية، كانت تصحيحًا للأسعار وجنيًا للأرباح، بعد أن قفز سعر جرام الذهب عيار 21 لمستوى 4 آلاف جنيه من 2100 جنيه.
أوضح لـ”عيار 24″، أن معاودة الأسعار متوقعًا، كما كان التراجع متوقعًا، عقب صفقة تنمية مدينة رأس الحكمة، والتي ستعزز من قوة الاقتصاد المحلي وتعمل على استقرار سعر الصرف.
أضاف، أن سيناريو العام الماضي من تراجع الأسعار بقوة ثم استقرارها، يتكرر مرة أخرى، وذلك من خلال “حبس” أموال المواطنين في الذهب، إذ يستخدم الذهب مثل أسعار الفائدة في سحب السيولة من الأسواق، للتغلب على التضخم.
وتوقع، زرعي، خفض البنك المركزي لقيمة الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة، وضبط أسعار الصرف، والقضاء على السوق السوداء، وقال ” التعويم سيحدث لا محالة” وسترتفع معه أسعار الذهب.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب عاودت الارتفاع مجددًا، عقب موجة من التراجع مع نهاية الأسبوع الماضي، لاسيما مع الإعلان عن صفقة تنمية مدينة رأس الحكمة.
أضاف، إمبابي، أن ارتفاع الطلب، حد من تراجع الأسعار، وسعر جرام الذهب عيار 21 يتداول بين 3500 و 3200 جنيه تقريبًا، حيث أدت ثقة المواطنين في الذهب كأداة للتحوط والاستثمار، إلى موجة شراء قوية واستغلال تراجع الأسعار.
ولفت، إمبابي، أن الذهب مخزون للقيمة، وتراجع الأسعار طبيعيًا، فكل ارتفاع يعقبه هبوط، وتصحيح للأسعار.
أشار، إلى أن الأسواق تشهد حركة شراء قوية في ظل تراجع أسعار الذهب، وذلك بعد أن عززت الأرباح التي حققها الذهب على مدار السنوات الماضية ثقة المواطنين فيه كأداة استثمارية، وحركة البيع الآن بغرض جنى الأرباح، من المواطنين الذين اشتروا في مستويات منخفضة.
وارتفعت بالأسواق المحلية بقيمة 150 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3150 جنيهًا.
في حين تراجعت أسعار الذهب بنسبة 14.6 % ، وبقيمة 520 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3570 جنيهًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3050 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنسبة 1.1 %، وبقيمة 22 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2013 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2035 دولارًا.
ولفت، إمبابي، إلى أن استقرار الأسواق يحتاج بعض الوقت، ومن ثم يجب احتفاظ المواطنين بما لديهم من مدخرات، لحين استقرار الأوضاع، لاسيما مع وجود توقعات تعزز من ارتفاع الأسعار بالبورصة العالمية خلال العام الجاري، لعدة عوامل من بينها التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع الطلب من البنوك المركزية على الذهب للتحوط وتعظيم حجم احتياطاتها.
وتحاول مصر ضبط أسعار الصرف، بعد نحو عاميين من عدم الاستقرار عقب قرار الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة في مارس 2022، والذي تبعه خروج الأموال الساخنة من البنوك المحلية، وخفض الجنيه أمام الدولار.
وخفضت مصر سعر صرف الجنيه 3 مرات منذ مارس 2022، من متوسط 15.7 أمام الدولار الواحد، إلى مستويات 19.7 جنيه للدولار بتراجع 25%، وتم خفض الجنيه من مستويات 19.7 جنيه للدولار إلى مستويات 24.7 جنيه للدولار بتراجع 25.4% في أكتوبر 2022، وتقرر خفض الجنيه من مستويات 24.7 جنيه للدولار إلى مستويات 32 جنيها للدولار بتراجع 30%، في يناير 2023.
قال رفيق إبراهيم، تاجر ذهب، إن الأسواق شهدت انتعاشًا في المبيعات عقب تراجع الأسعار، ونسبة البيع إلى الشراء تبلغ نحو 50 %، وقوى الشراء تعزى إلى رغبة المواطنين في التحوط مع تراجع الأسعار، في حين يتجه البعض للبيع لجنى الأرباح، والاستفادة من فروق الأسعار بعدما الشراء في مستويات منخفضة.
أضاف، أن تراجع الأسعار فرصة للشراء، لاسيما مع التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار محليًا وبالبورصة العالمية، نتجة التوترات الجيوسياسية.
ولفت، إلى ضرورة عمل راغبي الاستثمار لمتوسطات أسعار، من خلال الشراء في مستويات مختلفة، لضمان الاستفادة من موجة التراجع.