ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي يوم الثلاثاء مع تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام ورئاسة دونالد ترامب الثانية وارتفع الذهب 1.7% إلى 2465 دولارا للأوقية، متجاوزا الرقم القياسي السابق المسجل في مايو وتأتي المكاسب الأخيرة بعد أن أدت بيانات التضخم الأميركية الأضعف من المتوقع الأسبوع الماضي إلى زيادة التوقعات بانخفاض تكاليف اقتراض بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي تميل إلى تعزيز الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب.
وارتفع المعدن أكثر بعد محاولة اغتيال ترامب في نهاية الأسبوع، والتي عززت احتمالات فوزه برئاسة ثانية، ومن المتوقع أن تؤدي خطط التعريفات الجمركية وأجندة خفض الضرائب للرئيس السابق إلى زيادة العجز في الميزانية الأميركية وتأجيج التوترات الجيوسياسية، وهو ما قد يغذي الضغوط التضخمية على المدى الأطول ويعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وقالت سوكي كوبر، محللة المعادن الثمينة في ستاندرد تشارترد: “بدأ الأمر بتخفيف بيانات التضخم الأميركية، مما ساعد في إعادة تنشيط التوقعات بخفض أسعار الفائدة”.
وأضافت أن الهجوم على ترامب “ساعد في إعادة إشعال الشهية للبحث عن ملاذات آمنة وتحوطات التضخم”.
ويتوج هذا الارتفاع القياسي مسيرة صعود استمرت 20 شهرا للذهب، والتي شهدت ارتفاعه بنسبة 50 % مع قيام البنوك المركزية بشراء كميات قياسية من السبائك لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في احتياطياتها.
اكتسب الذهب المزيد من الدعم في أكتوبر عندما اندلع الصراع في الشرق الأوسط ومن الشهية الشرهة للمعدن هذا العام من المستهلكين الصينيين، حيث خيبت الأسهم المحلية وسوق العقارات وأسواق العملات الآمال.
وقال نيكي شيلز، رئيس استراتيجية المعادن في إم كيه إس بامب، وهي مصفاة سويسرية للمعادن الثمينة والتداول، إن المستثمرين كانوا متوترين بشأن احتمال ارتفاع التضخم الأمريكي وعجز الميزانية في ظل إدارة ترامب.
وأضاف شيلز أن المستثمرين يخشون أن تصبح استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي موضع تساؤل تحت إدارة ترامب، الذي أعرب عن رغبته في خفض أسعار الفائدة.
كما كان ارتفاع الذهب بنسبة 6 % هذا الشهر مدفوعا براهنات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض تكاليف الاقتراض بشكل أسرع مما كان متوقعا في السابق، وارتفع المعدن الأصفر بعد أن أظهرت سوق العمل الأميركية علامات تباطؤ في بداية الشهر، مع انخفاض التضخم بشكل أسرع من المتوقع الأسبوع الماضي مما قدم دفعة أخرى.
وتتوقع الأسواق الآن خفض أسعار الفائدة مرتين أو ثلاث مرات بحلول ديسمبر، مقارنة بخفضين فقط الأسبوع الماضي.
وقد يحفز احتمال فوز ترامب المزيد من مشتريات الذهب من قبل البنوك المركزية على الرغم من ارتفاع الأسعار، حيث تحفز “العلاقة المريرة بين الولايات المتحدة والصين” البنوك المركزية على الاستمرار في البحث عن بدائل للدولار، وفقًا لبرنارد داهداه، المحلل في بنك ناتيكسيس الفرنسي.
وقال: “لن أتفاجأ إذا أصبح 2300 دولار وما فوق هو المستوى الطبيعي الجديد”.