تتطلع الحكومية الروسية إلى ما هو أبعد من الذهب حيث تخطط لبناء احتياطي من المعادن النفيسة في السنوات الثلاث المقبلة.
منذ عام 2021، اشترت البنوك المركزية كمية غير مسبوقة من الذهب، مما ساهم بشكل كبير في ارتفاع هذا العام إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، والسؤال الآن هو ما إذا كان بإمكان بنك مركزي واحد أن يكون له نفس التأثير على المعادن النفيسة الأخرى.
وفقًا لتقارير إخبارية نُشرت الأسبوع الماضي، تفكر الحكومة الروسية في إنفاق 51 مليار روبل (535.5 مليون دولار) على مدى السنوات الثلاث المقبلة لتجديد احتياطياتها من المعادن النفيسة.
تنبع التقارير من بند في مشروع الميزانية الفيدرالية للحكومة، الذي نُشر في 30 سبتمبر، في حين كان الذهب أحد الأصول المهمة في الاحتياطيات الأجنبية، يشير الاقتراح إلى أن الحكومة الروسية تتطلع إلى توسيع حيازاتها لتشمل معادن مجموعة الفضة والبلاتين.
لم يتضمن مشروع الميزانية تفاصيل بشأن برنامج شراء محتمل؛ ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن إدراج الفضة في الاحتياطيات الأجنبية يمكن أن يولد اهتمامًا جديدًا من المستثمرين، وإعادة تأسيسها كمعادن نقدية رسمية.
توقفت البنوك المركزية عن تجميع الفضة في منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر، وتحرك العالم بعيدًا عن معيار الفضة بحلول أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر.
يشير بعض المحللين إلى أنه في حين تظل الفضة أصلًا نقديًا جذابًا بين المستثمرين الأفراد، فقد تكون دول مثل روسيا أكثر اهتمامًا بالحفاظ على إمدادات استراتيجية من المعدن الثمين بسبب استخدامه الصناعي.
هذا العام، كان هناك دفع قوي من المنتجين لإدراج الفضة في قوائم حكومتي الولايات المتحدة وكندا للمعادن الحرجة.
الفضة معدن ثمين بالغ الأهمية في قطاع الطاقة البديلة، وفقًا لمعهد الفضة، من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك الصناعي للفضة بنسبة 9٪ إلى 710.9 مليون أوقية هذا العام، ومن المتوقع أن تشهد سوق الفضة ثاني أعلى عجز في العرض على الإطلاق، مدفوعًا بالطلب من قطاع الطاقة الشمسية، مع توقع زيادة الطلب على الفضة للألواح الشمسية الكهروضوئية بنسبة 20٪ إلى 232 مليون أوقية.
يلاحظ بعض المحللين أن مشاركة روسيا في البلاديوم ليست مفاجئة، حيث تعد الدولة منتجًا رئيسيًا للمعدن البلاتيني، في العام الماضي، أنتجت روسيا 28% من البلاتين العالمي؛ ومع ذلك، تأثرت صادراتها من البلاديوم والبلاتين والروديوم بشكل كبير بسبب العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الدول الغربية في أعقاب غزوها لأوكرانيا في عام 2021.
يشير المحللون إلى أنه إلى جانب بناء مخزون استراتيجي، فإن شراء إنتاج المعادن الدقيقة المحلي سيوفر دعمًا حاسمًا لصناعة التعدين. كان لدى روسيا مخزون من المعادن الدقيقة لكنها باعته في عام 2012.
تتوافق الاحتياطيات الاستراتيجية الجديدة من المعادن الثمينة مع التوقعات الاقتصادية الأوسع لروسيا، في الشهر الماضي، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن موسكو يجب أن تفكر في الحد من صادرات المعادن الحيوية، بما في ذلك اليورانيوم والتيتانيوم والنيكل، مما يؤكد بشكل أكبر على تركيز البلاد على السيطرة على الموارد الرئيسية.