قال طاهر مرسي، الخبير الاقتصادي والمحلل بأسواق الذهب، إن نزعة صعود الذهب مازالت مسيطرة، لأنها ارتفاعات هيكلية، ترتبط بشكل أساسي بالتنافسية على شكل النظام النقدي الدولي، في ظل محاولات التخلي عن الدولار، وإنشاء أنظمة تبادل موازية تتجاوز الدولار في تعاملاتها.
أوضح لـ” عيار24″، إن أسعار الذهب ستعاود رحلة الصعود، لاسيما مع وجود وتيرة واضحة وقوية للتحوط بالذهب من قبل البنوك المركزية عالميًا، في ظل تراجع الثقة بالدولار، وتتابع الأزمات المالية الأمريكية، وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد العالمي، من خلال ارتفاع معدلات تضخم العملة الأمريكية، وتسببها في ارتفاع التضخم الدولي لمستويات أنتجت عجزًا فاق قدرات دول الهامش الرأسمالي.
أضاف، ان هذه السياسيات الاقتصادية، تسببت في موجة عارمة من عدم الاستقرار، والتخلف عن السداد، مع ارتفاع معدلات المديونية، ووصول الديون العالمية لمستويات قياسية، فاقت الناتج الإجمالي المحلي العالمي، مما ينذر بكارثة اقتصادية جديدة تلوح في الأفق.
أشار، إلى أن كل هذه العوامل لم يكن لها من نتيجة سوى اشتعال الحرب التجارية بين أقطاب الاقتصاد والتجارة الدولية، وارتفاع الإجراءات الحمائية بينهم، مما تسبب في صب المزيد من البنزين على النار المشتعلة بالأساس، مما أضر كثيرا باستقرار التجارة والاقتصاد الدولي، وأدى في النهاية إلى انفجار بؤر متعددة للصراع كما هو واضح على الخريطة الجيوسياسية العالمية.
أضاف، أن كافة صراعات الحالية تدور حول إنهاء هيمنة نظام الدولار سياسيًا واقتصاديًا، وضرورة التحول لنظام متعدد الأقطاب، مستقل العملة، أو متعدد العملات، وهو ما سيستلزم معيارًا واضحًا لتقييم العملة الجديدة، وهو ما لا يمكن تحقيقه عمليًا بغير الذهب، تماما كما حدث في بريتون وودز في بداية نظام الدولار معتمدًا على معيار الذهب، ولهذا لا يمكن أن نتحدث عن تراجعات واسعة في أسعار الذهب عالميًا طالما ظلت هذه العوامل قائمة.