حققت أسعار الذهب مكاسب تجاوزت نسبة 28% منذ بداية العام لتبلغ 2651 دولارًا للأوقية، وسط توقعات بأن يواصل المعدن الأصفر مساره الصعودي مدعومًا بزيادة الطلب من البنوك المركزية والمخاوف الجيوسياسية.
توقعت بنك يو بي إس أن يصل سعر الذهب إلى 2900 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، وتأتي هذه التوقعات في ظل استمرار البنوك المركزية في تعزيز احتياطياتها من الذهب لمواجهة حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
تتفق هذه الرؤية مع توقعات بنك جولدمان ساكس التي رجّحت تجاوز الذهب حاجز 3 آلاف دولار للأوقية بحلول نهاية العام المقبل، مدعومًا بطلب قوي من البنوك المركزية وزيادة التدفقات الاستثمارية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، خاصة مع توقعات بمزيد من خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.
أشار تقرير UBS إلى توقعات باستقرار نسبي في أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، بفعل قوة الدولار بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، وإمكانية تحفيز مالي إضافي من الولايات المتحدة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
رغم ذلك، توقع المحللون، بقيادة ليفي سبري ولاشلان شو، أن يستأنف الذهب صعوده ليصل إلى 2950 دولارًا للأوقية بحلول نهاية عام 2026، مدعومًا بزيادة الاستثمارات الاستراتيجية في الذهب ومشتريات القطاع الرسمي.
في عام 2024 شهد الذهب أداءً قويًا، تفوّق على معظم السلع الأخرى في الأسواق العالمية، مدفوعًا بعوامل رئيسية، من بينها زيادة مشتريات البنوك المركزية لتعزيز احتياطياتها، وتغير الفيدرالي الأمريكي للسياسة النقدية، والتوجه لخفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط.
إلا أن المعدن الأصفر شهد بعض التراجع مؤخرًا بسبب انتعاش الدولار في أعقاب الانتخابات الأمريكية.
أكد تقرير UBS على الدور الحاسم للبنوك المركزية في تعزيز أسعار الذهب، حيث واصلت هذه المؤسسات شراء سبائك الذهب المادية لزيادة احتياطياتها في مواجهة تصاعد التوترات العالمية ومخاطر العقوبات الاقتصادية.
كانت البنوك المركزية العالمية في حالة شراء للذهب على مدى السنوات القليلة الماضية. إذ اشترت البنوك المركزية 483 طنًا من الذهب في النصف الأول من العام، ما يعد رقمًا قياسيًا، وتصدرت البنوك المركزية من تركيا والهند والصين قائمة أكبر المشترين، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.
رغم التوسع الملحوظ في الاحتياطيات الذهبية، أشار التقرير إلى أن نسبة الذهب إلى إجمالي أصول البنوك المركزية لا تزال منخفضة نسبيًا، مما يترك مجالًا لزيادة المشتريات في المستقبل.
مع استمرار المخاطر الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية، يبدو أن الذهب سيظل خيارًا استثماريًا جذابًا للبنوك المركزية والمستثمرين الأفراد على حد سواء.
من المتوقع أن تظل الأسواق مدفوعة بالمخاوف العالمية والسياسات النقدية التيسيرية، مما يدعم أسعار المعدن النفيس في المدى المتوسط إلى الطويل.