في يوليو 2023، تم القبض على هارلي ساندوفال، القس الإنجيلي ورجل الأعمال، بتهمة تصدير 294 كيلو جرامًا من الذهب بشكل غير قانوني من البرازيل إلى الأسواق الدولية.
وعلى الرغم من أن ساندوفال زعم أن الذهب جاء من منجم مرخص في توكانتينز، إلا أن التحقيقات التي أجريت باستخدام تقنيات الطب الشرعي المتقدمة وصور الأقمار الصناعية كشفت أن الذهب جاء في الواقع من مناجم غير قانونية في بارا، بعضها كان على أراضي السكان الأصليين المحمية.
تسلط القضية الضوء على قضية متنامية تتمثل في تعدين الذهب غير القانوني في البرازيل، والتي تفاقمت في السنوات الأخيرة، مما تسبب في تدمير البيئة والعنف في الأمازون.
وللتعامل مع هذه المشكلة، نفذت الشرطة الفيدرالية البرازيلية برنامجًا رائدًا يسمى “Targeting Gold”، والذي يستخدم عمليات مسح النظائر المشعة والتحليل الطيفي لتتبع أصول الذهب، وقد سمحت هذه التكنولوجيا، التي تحلل التركيب الكيميائي الفريد للذهب، للسلطات بتتبع الذهب غير القانوني بشكل أكثر فعالية، مما ساعد في زيادة عمليات ضبط الذهب غير المشروع بنسبة 38٪ في عام 2023. ويقدر الخبراء أن حوالي 40٪ من الذهب المستخرج في الأمازون غير قانوني، وتتخذ البرازيل خطوات لمعالجة التجارة من خلال تشديد اللوائح ومراقبة المعاملات.
أدى ارتفاع التعدين غير القانوني، الذي غذته أسعار الذهب العالمية المرتفعة والضوابط البيئية الضعيفة في عهد الرئيس السابق جايير بولسونارو، إلى أضرار بيئية كبيرة، بما في ذلك تلوث الزئبق وإزالة الغابات، حبق يستخدم الآلاف من عمال المناجم غير الشرعيين الآن الآلات الصناعية، مما يساهم في هذه الأزمة.
يهدد التعدين غير القانوني أيضًا المجتمعات الأصلية، مثل يانومامي، الذين واجهوا العنف والأزمات الصحية بسبب التعديات على أراضيهم، وتركز الإدارة البرازيلية الحالية، بقيادة الرئيس لولا، على اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات الإجرامية التي تدعم هذه الصناعة غير القانونية.
بينما تعمل البرازيل على الحد من التعدين غير القانوني للذهب، فقد جذبت القضية اهتمامًا دوليًا، وتدرس سويسرا، وهي من كبار مستوردي الذهب البرازيلي، والدول المجاورة مثل كولومبيا وجويانا الفرنسية، تبني أساليب مماثلة لتتبع الذهب، ورغم أن الحكومة البرازيلية تواجه مقاومة من جماعات الضغط السياسية التي تدعو إلى تقنين التعدين العشوائي، فإن الاستخدام المستمر لأدوات الطب الشرعي المتقدمة يهدف إلى إحداث تأثير دائم على الحد من تجارة الذهب غير المشروعة في المنطقة.