أعلنت المتحف الإقليمي التاريخي في سليفين، بلغاريا، عن العثور على قطعة ذهبية تعود إلى عهد الإمبراطور البيزنطي جستين الثاني (565–578 م)، وذلك أثناء أعمال التنقيب في قلعة تويذا التاريخية الواقعة على تلة “هيسلارلاكا” في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة سليفين.
وكان يُعتقد في البداية أن القطعة تعود لعهد الإمبراطور جستينيان الأول (527–565 م)، عمّ جستين الثاني، إلا أن عمليات التنظيف والتحليل الدقيقة التي أُجريت عليها كشفت أنها تعود إلى فترة حكم خلفه وابن أخيه، جستين الثاني.
ووصفت إدارة المتحف الاكتشاف، عبر منشور على صفحتها الرسمية في فيسبوك بتاريخ 24 يونيو، بأنه القطعة الذهبية الرابعة التي يُعثر عليها داخل موقع قلعة تويذا، والتي كانت جزءًا من نظام التحصينات الجبلية “ستارا بلانينا” الذي لعب دورًا دفاعيًا محوريًا في حماية الإمبراطورية الرومانية، ثم الإمبراطورية البيزنطية لاحقًا، وصولًا إلى العصور الوسطى البلغارية.
ويأتي هذا الاكتشاف ضمن موسم تنقيبي نشِط، تم خلاله العثور على 23 قطعة نقدية معدنية تعود لفترات تتراوح من القرن الثاني والثالث الميلاديين وحتى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، ما يؤكد الأهمية التاريخية والطبقات الحضارية المتعاقبة التي احتضنها الموقع.
خصائص القطعة الذهبية:
-
الوجه الأمامي (الأوبفرس): يظهر نُصب نصفي للإمبراطور جستين الثاني، يواجه الأمام، ممسكًا بكرة يتوّجها تمثال “فيكتوريا”، رمز النصر، ويتزين بحروف D N IVSTINVS P P AVG.
-
الوجه الخلفي (الريفيرس): يحمل نقشًا بـ VICTORIA AVGGG ΘS، حيث تشير الحرفان الأخيرَان “ΘS” إلى اسم دار السك.
-
يُعتقد أن القطعة ضُربت في مدينة “ثيوبوليس” القديمة، المعروفة اليوم باسم أنطاكية في جنوب تركيا، ما يعكس امتداد النفوذ البيزنطي وطرق التجارة والسك آنذاك.
يمثّل هذا الاكتشاف إضافة ثمينة إلى سجل علم الآثار البيزنطي، ليس فقط لقيمته الفنية والتاريخية، بل أيضًا لندرته، إذ قلّما يُعثر على عملات ذهبية بهذه الحالة من الحفظ والتفصيل من فترة جستين الثاني، كما يسهم في تسليط الضوء على دور قلعة تويذا كموقع استراتيجي نشط اقتصاديًا وعسكريًا خلال حقبة متقلبة من تاريخ الإمبراطورية.