كشف تقرير اقتصادي حديث صادر عن «مجلس الذهب العالمي» وشركة «كلاريو» (Clareo) بعنوان “الذهب في الاقتصاد العالمي”، عن تسجيل المعدن الأصفر أداءً استثنائياً خلال النصف الأول من عام 2025، حيث حقق عوائد بنسبة 26%، ليصبح واحداً من أفضل الأصول الاستثمارية أداءً في الأسواق المالية.
وأشار التقرير، الصادر في نوفمبر 2025، إلى أن الطلب العالمي على الذهب وصل إلى مستويات قياسية تقارب 5,000 طن سنوياً ، مدفوعاً بتوجهات البنوك المركزية والمستثمرين للتحوط ضد المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي.
أداء استثماري يتفوق على السندات أكد التقرير أن الذهب أثبت جدارته كأصل استراتيجي، حيث حقق متوسط عوائد سنوية بلغ 8% على مدار الخمسين عاماً الماضية، متفوقاً على العديد من فئات الأصول الأخرى بما في ذلك السندات. وأوضح التحليل أن الذهب يعمل كأداة تحوط فعالة ضد التضخم؛ فعندما يتجاوز التضخم نسبة 5%، يحقق الذهب متوسط عائد حقيقي يزيد عن 14%.
البنوك المركزية تواصل “حماية الثروات” أظهرت البيانات استمرار نهم البنوك المركزية في شراء الذهب، حيث اشترت أكثر من 415 طناً في النصف الأول من عام 2025 وحده، رغم الأسعار المرتفعة.
وأفاد مسح حديث بأن 95% من البنوك المركزية تتوقع زيادة احتياطيات الذهب العالمية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة ، في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع الاحتياطيات.
الفجوة بين العرض والطلب في جانب العرض، أوضح التقرير أن المعروض من الذهب المستخرج حديثاً ينمو بمعدل طفيف لا يتجاوز 1.5% سنوياً، وهو ما يوفر خلفية داعمة لارتفاع الأسعار على المدى الطويل في ظل الطلب المتزايد.
ويواجه قطاع التعدين تحديات تشغيلية في مناطق نائية، إلا أنه يساهم بنحو 60.4 مليار دولار سنوياً في الاقتصادات المضيفة عبر الضرائب والأجور والمدفوعات للمجتمعات المحلية.
التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعدين رصد التقرير تحولاً تكنولوجياً في قطاع الذهب لتعزيز الكفاءة والاستدامة، ومن أبرز ملامحه:
-
الذكاء الاصطناعي: استخدام شركات كبرى مثل «نيومونت» (Newmont) للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الجيولوجية، مما قلل تكاليف الحفر التشغيلية بنسبة 25% في بعض المواقع.
الطاقة النظيفة: التوسع في استخدام الشبكات المصغرة الهجينة (الطاقة الشمسية والرياح) في المناجم النائية لتقليل الانبعاثات الكربونية.
الشفافية وسلاسل التوريد: الاتجاه نحو استخدام تقنيات “البصمة الكيميائية” و”البلوك تشين” (Blockchain) لتعقب الذهب من المنجم إلى الخزنة، لضمان عدم دخول الذهب غير المشروع إلى الأسواق.
مستقبل “رقمي” وأخلاقي للذهب خلص التقرير إلى أن مستقبل الذهب لا يعتمد فقط على ندرته، بل على موثوقيته وشفافيته. ودعا التقرير إلى ضرورة دمج صغار المنتجين (التعدين الحرفي) الذي يمثل نحو 20% من الإنتاج العالمي في المنظومة الرسمية للحد من الممارسات الضارة، مشدداً على أن الذهب الذي يمكن إثبات مصدره واستدامته سيعزز موقعه كأصل مرن في النظام المالي العالمي المتغير.

















































































