ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 6.8% في تعاملات أكتوبر الماضي، عاكسة تراجعها الذي شهدته في أوائل الشهر لتغلق الأوقية عند مستوى 1,997 دولارًا، وهو أعلى إغلاق شهري على الإطلاق، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي الصادر اليوم، عن أسعار الذهب خلال أكتوبر.
وأوضح التقرير، أن تدفقات الملآذات الآمنة المدفوعة بالتوترات الجيوسياسية، كانت السبب وراء هذا الارتفاع،
وأضاف، التقرير، أن استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، سيتطلب استمرار المخاطر السياسية أو تفاقمها، أو تراجع عائدات السندات والدولار، وسوق الأسهم، مع تجدد مخاطر الركود الاقتصادي.
وأشار التقرير، إلى أن أسعار الذهب بدأت شهر أكتوبر في حالة من التراجع، حيث انخفضت الأوقية إلى ما دون 1850 دولارًا، في نهاية سبتمبر، لكن الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والصراع بين جيش الاحتلال ودولة فلسطين، في أوائل أكتوبر، أدى إلى ارتفاع سعر الأوقية مرة أخرى إلى ما يزيد عن 2000 دولار بحلول 27 أكتوبر،
ولفت التقرير، إلى أن عقود بورصة كومكس الآجلة، كان لها تأثير أيضًا على ارتفاع أسعار الذهب، حيث أدت تغطية مراكز البيع على المكشوف وعقود الشراء الجديدة إلى ارتفاع صافي صفقات الشراء بمقدار 171 طنًا، وبقيمة 11.3 مليار دولار.
وتابع التقرير، أنه على الرغم من التدفقات الإيجابية في العقود الآجلة، شهدت صناديق الذهب العالمية المتداولة شهرًا آخر من التدفقات الخارجة (-2.2 مليار دولار ، -38 طنًا)، ثلثيها من أمريكا الشمالية والثلث من أوروبا، وبحلول نهاية الشهر، بدا أن التدفقات قد انخفضت مع ارتفاع طفيف قرب نهاية الشهر.
الرسم البياني 1: ارتفاع أسعار الذهب مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية وشراء الملاذات الآمنة
نموذج إسناد عائد الذهب (GRAM) الخاص من مجلس الذهب العالمي، هو نموذج متعدد لعوائد أسعار الذهب الشهرية، والتي تتضمن أربع مواضع رئيسية لأداء الذهب: التوسع الاقتصادي، والمخاطر وعدم اليقين، وتكلفة الفرصة البديلة، هذه المواضيع ترصد الدوافع وراء الطلب على الذهب؛ والأهم من ذلك، الطلب على الاستثمار، والذي يعتبر المحرك الهامشي لعوائد أسعار الذهب على المدى القصير.
المصادر: بلومبرج، مجلس الذهب العالمي
أغلقت أسعار الذهب عند أعلى مستوى لها في نهاية الشهر بجميع العملات الرئيسية باستثناء الفرنك السويسري
المصدر: بلومبرج، إدارة ICE Benchmark، مجلس الذهب العالمي
ويرى تقرير مجلس الذهب العالمي، أن، التحول المستدام للاستثمار في الذهب، سيتطلب عامل أو أكثر من هذه العوامل، والتي تشمل، استمرار البيئة الجيوسياسية في وضع متقلب أو تزداد سوءا، أو هبوط أسواق الأسهم، مع ارتفاع مخاطر الركود الاقتصادي مرة أخرى، أو وصول عوائد السندات والدولار تصل إلى ذوة الهبوط.
أضاف، التقرير، أن شهر أكتوبر كان شهرًا مميزًا بالنسبة للذهب، حيث تم وقف عمليات البيع الحادة التي بدأت في نهاية سبتمبر بالقوة بحلول الأسبوع الثاني من أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، لم تتراجع أسعار الذهب مرة أخرى.
ولفت التقرير، إلى أن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط كانت إحدى العوامل، لكن نشاط البنوك المركزية ربما كان أيضًا مساهمًا قويًا.
وأشار التقرير إلى أن صافي عمليات البيع في العقود الآجلة لبورصة كومكس، والذي حدث في أوائل أكتوبر، أدى لتحقيق عوائد لاحقة إيجابية للذهب، في حين تميل صناديق الاستثمار المتداولة إلى أخذ إشاراتها من العقود الآجلة، لكن عودة التدفقات الكاملة لكلا القطاعين ربما تحتاج إلى حافز مقنع، نظرا لارتفاع العائدات الحقيقية، وقوة الدولار الأمريكي، والاقتصاد الأمريكي المرن.