تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 81 دولارًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، بعدما تراجعت من 2371 دولارًا إلى 2290 دولارًا، ويرجع السبب في ذلك إلى عاملي هما كسر المركزي الصيني لسلسلة مشترياته من الذهب خلال شهر مايو، وتقرير التوظيف الأمريكية القوي، والذي عزز من التكهنات بتأجيل الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وأعلن بنك الشعب الصيني، وقف شراء أي ذهب على الإطلاق في شهر مايو الماضي، مما أدى إلى عمليات بيع حادة في المعادن النفيسة، وطغى على تقرير الوظائف الأمريكية الصادر في وقت لاحق من صباح اليوم، وأدى لارتباك الأسواق، والتكهنات بمدى تراجع أسعار الذهب.
وكسر البنك المركزي الصيني سلسلة مشترياته الصافية للذهب التي استمرت 18 شهرًا، ما أدى إلى موجات صدامة عبر سوق الذهب، حيث بدأ المتداولون الآسيويون والأوروبيون على الفور في البيع وتصفية مراكزهم من الذهب.
وأظهر تقرير التوظيف الشهري في الولايات المتحدة الصادر عن مكتب إحصاءات العمل ارتفاع وتيرة التوظيف في شهر مايو بأكبر من التوقعات، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي بالقطاع الخاص 272 ألف وظيفة في شهر مايو، فيما توقع الخبراء إضافة 182 ألفًا، وسجلت القراءة السابقة 165 ألفًا.
وسجل معدل البطالة الأمريكية 4% في مايو، فيما توقع الخبراء أن يسجل 3.9% فقط كالقراءة السابق
وسجل متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري 0.4% في مايو أعلى من القراءة السابقة التي سجلت 0.2%، فيما كانت تشير التوقعات إلى ارتفاع بـ 0.3%.
أما على أساس سنوي، فقد سجل متوسط الأجور 4.1%، بينما توقع الخبراء زيادة بنسبة 3.9%، وكانت القراءة السابقة عند 4% بعد تعديلها بالرفع.
وعززن هذه البيانات صعود الدولار، وفاقمت خسائر الذهب، فقد دفع تقرير الوظائف غير الزراعية المعدن الأصفر إلى الانخفاض
قال كولين سيزينسكي، كبير استراتيجيي السوق في SIA Wealth Management، إنه في حين كانت أخبار الصين هي المحفز الواضح لبيع الذهب السريع، فقد تقرأ السوق كثيرًا في ما قد يكون توقفًا لمدة شهر واحد في اتجاه التراكم الطويل الأجل لبنك الشعب الصيني.
قال سيزينسكي في تصريحات صحفية: “ما تقوله لي هو أنهم لن يستمروا في الدفع إلى الأبد”، “لقد حددوا حدًا لما هم على استعداد لدفعه، وربما وصلنا إليه، وإذا لاحظنا منذ بداية أبريل، فقد استقر الذهب في منطقة 2300 إلى 2400 دولار، ومن الصعب أن نقول ما إذا كانوا قد انتهوا من الشراء أو ما إذا كانوا يأخذون استراحة فقط لمعرفة ما إذا كان السعر سيعود إلى الانخفاض ويمكنهم القيام بعمل أفضل”.
وأضاف: “هل يعني هذا أن الصين اكتفت من عمليات شراء الذهب، وأننا أمما وقف للشراء أم أنها اضطرت لوقف الشراء بصورة مؤقتة لأسباب، وهو ما دفع الذهب للتراجع وسط حالة من عدم اليقين حول هذه الأمر، وإلى متى سيستمر؟.
وأشار سيزينسكي أيضًا إلى أن إعلان بنك الشعب الصيني لم يكن البيانات المهمة الوحيدة التي خرجت من الصين الليلة الماضية، ولهذا السبب تتراجع المعادن الأساسية أيضًا.
قال كيفن جرادي، رئيس شركة فينيكس للعقود الآجلة والخيارات، إنه في مواقف مثل هذه، تقود أجهزة الكمبيوتر الطريق، ويُترك البشر في حالة من الفوضى وهم يحاولون التنبؤ بمكان توقف السوق.
قال جرادي في مقابلة مع كيتكو نيوز، إن أسعار الذهب كانت تحتاج إلى عمليات تصحيح سعرية، لأنها كانت دمعومة خلال الفترة الماضية بمشتريات البنوك المركزية، لاسيما الصين.
قال جرادي: “لقد عاد السوق قليلاً، ولكنك حتى قبل أسبوع أو أسبوعين، عندما بدأت الأسهم تتأثر، والانخفاضات الكبيرة، لم ترها من الذهب. كان السبب وراء انخفاضهم هو أنهم لا يعتقدون أنهم يخفضون أسعار الفائدة هذا العام. لا أعتقد أن هذا يحدث، وأعتقد أن السوق بدأت في محاولة استيعاب ذلك.”
قال: “أعتقد أن الأسهم تفاعلت بشكل مناسب. الذهب لم يفعل. “أعتقد أن الذهب صمد بشكل غير عادي، وما زال الذهب يعاني من انخفاضات، لكنه لم يهبط. وكان هناك الكثير من الصفقات الطويلة في السوق. لذا أعتقد أن أي نوع من البيع المكثف أدى إلى تفاقم هذه الوقفات. لقد ضرب السوق هذه الوقفات، وهذا هو سبب البيع المكثف”.
وقال جرادي إنه لا يعتقد أن بنك الشعب الصيني قد انتهى من برنامج شراء الذهب، ولا يمكن وصفه بنمط جديد، إلا إذ تكرر لعدة أشهر، ويمكن وصف ما يحدث كما يحدث بأنه تباطؤ بسيط في المشتريات.
أضاف، أن بنك الشعب الصيني، سيتجنب التداول ضد نفسه، تمامًا كما فعل بنك مركزي بريطانيا في عملية عرفت تاريخيًا بأسوأ تجارة في تاريخ الذهب.
وكان أعلن عندما بنك عن نيته في بيع نصف احتياطاته من الذهب بنحو 395 طنًا، في 7 مايو 1999، معلنًا تواريخ البيع، وقبل يوم أو يومين حرفيًا، انهارت أسعار الذهب، لمستوى 253 دولارًا للأوقية، وعرفت وقته بقاع بروان، إشارة جوردون براون وزير الخزانة البريطاني في ذلك الوقت، وعرفت أيضًا بإنها حرفيًا أسوأ تجارة في تاريخ الذهب”.