لقد واجهت أسعار الذهب ارتفاعًا مؤقتًا في الآونة الأخيرة مع تحول انتباه المستثمرين إلى الإصدار المقبل لمؤشر تضخمي بالغ الأهمية، وتترقب الأسواق صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المقرر صدوره غدًا الجمعة 30 أغسطس، سعياً للحصول على رؤى حول الاتجاهات التضخمية داخل أكبر اقتصاد في العالم.
يعمل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وخاصة مكونه الأساسي الذي يستبعد تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، كمقياس مفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، ووفقًا لتقديرات إجماع FactSet، يتوقع خبراء الاقتصاد زيادة بنسبة 0.2% في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو، وهو أعلى قليلاً من ارتفاع يونيو بنسبة 0.08%.
ومن المتوقع أن يحافظ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على معدل نموه في يونيو عند 0.18%. وعلى أساس سنوي، تشير التوقعات إلى أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي سيرتفع إلى 2.6% في يوليو من 2.5% في يونيو، في حين من المتوقع أن يصل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي إلى 2.7%، ارتفاعًا من 2.6% في يونيو.
إذا كانت هذه التوقعات دقيقة، فإنها ستدعم نوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي في التحول من سياسته النقدية التقييدية الحالية إلى موقف أكثر تيسيرًا، وسوف ينطوي هذا التحول على تطبيع أسعار الفائدة على مدى السنوات المقبلة، وهي الخطوة التي اكتسبت زخمًا بعد التعليقات الأخيرة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وقد عزز تصريح باول بأن “الوقت قد حان لتعديل السياسة” التوقعات بخفض أسعار الفائدة الوشيك، وفي حين امتنع عن تقديم تفاصيل محددة بشأن التوقيت أو الحجم، فقد حددت السوق بالفعل سعر خفض أسعار الفائدة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل، حيث تشير أداة FedWatch التابعة لـ CME إلى احتمال بنسبة 100% لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع احتمال بنسبة 63.5% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس واحتمال بنسبة 36.5% لخفض أكثر عدوانية بمقدار 50 نقطة أساس.
مع انتظار المتداولين لتقرير التضخم يوم الجمعة، تراجعت أسعار الذهب عن مستويات قريبة من المستويات القياسية، تم تداول العقود الآجلة للذهب لشهر ديسمبر عند 2539 دولارًا، بانخفاض 21 دولارًا أو 0.82٪ لهذا اليوم، حيث افتتح العقد عند 2559.80 دولارًا ووصل إلى أعلى مستوى خلال اليوم عند 2564.30 دولارًا.
العامل الأساسي الذي يسهم في ضعف الذهب هو قوة الدولار الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.50% إلى 101.06، على الرغم من أنه لا يزال أقل بكثير من ذروته الأخيرة عند 106.153 في 26 يونيو، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، انخفضت قيمة الدولار بأكثر من 5%، وهو ما دعم في السابق ارتفاع الذهب.
يسلط هذا التوقف في مسار الذهب الصاعد الضوء على العلاقة المعقدة بين المعادن الثمينة وأسواق العملات وتوقعات السياسة النقدية. وبينما يستوعب المستثمرون بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي المقبل ويتوقعون التحركات التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، فمن المرجح أن يستمر التفاعل بين هذه العوامل في التأثير على أسعار الذهب في الأمد القريب.
سيكون رد فعل السوق على تقرير التضخم يوم الجمعة حاسمًا في تحديد ما إذا كان الذهب يمكن أن يستأنف زخمه الصاعد أو ما إذا كان التراجع الأخير يشير إلى تصحيح أكثر أهمية. وبغض النظر عن النتيجة، يظل المعدن الثمين محوراً رئيسياً للمستثمرين الذين يتنقلون في المشهد المعقد للمؤشرات الاقتصادية العالمية وسياسات البنوك المركزية.