ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنحو 18 % تقريبًا، وبقيمة 565 جنيهًا خلال تعاملات عام 2024، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو يتجاوز 27% وبقيمة 562 دولارًا، في أكبر زيادة سنوية منذ 2010، حيث أدت التحولات الأخيرة في أسواق الأسهم والمخاوف بشأن السياسات الاقتصادية الأمريكية إلى زيادة الطلب على الذهب، حيث وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية في عام 2024.
لماذا ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 30٪ في عام واحد؟
ارتفعت أسعار الذهب لمستويات قياسية خلال العام الماضي، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، حيث أدت التوترات المتزايدة على مستوى العالم، وخاصة تلك التي تنطوي على قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية، حيث يتجه المستثمرون إلى الذهب كأصل ملاذ آمن للتحوط ضد الأزمات المحتملة.
في حين جعلت المخاوف المستمرة بشأن التضخم في الاقتصادات الكبرى الذهب خيارًا جذابًا لحماية القوة الشرائية، بالإضافة إلى ذلك، زادت البنوك المركزية بشكل كبير من احتياطياتها من الذهب، مما أدى إلى ارتفاع الطلب، كما عززت توقعات تباطؤ ارتفاع أسعار الفائدة أو التخفيضات المحتملة من قبل البنوك المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي، جاذبية الذهب.
هل يمكن أن تنهار أسعار الذهب بنسبة 30٪؟
شهدت أسعار الذهب انخفاضات حادة من قبل، بين عامي 2011 و2015، حيث انخفض سعر الذهب بنحو 45% من ذروته البالغة 1920 دولارًا للأوقية إلى 1050 دولارًا للأوقية بسبب قوة الدولار وارتفاع أسعار الفائدة والتعافي الاقتصادي، وبصرف النظر عن التاريخ، هناك سيناريوهات أخرى قد تؤدي إلى انهيار أسعار الذهب بنسبة 30%، فالسياسات العدوانية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث ترتفع أسعار الفائدة بشكل أسرع بكثير من المتوقع، من شأنها أن تعزز الدولار، الأمر الذي يؤثر عكسيًا على أسعار الذهب.
كما أن ارتفاع المعروض من الذهب فجأة، بسبب اكتشاف احتياطيات جديدة من الذهب، أو قيام البنوك المركزية أو المؤسسات الكبرى ببيع احتياطيات كبيرة من الذهب، من شأنها أن تضع ضغوطًا هبوطية على أسعار الذهب، بجانب أن التعافي القوي في الاقتصادات العالمية إلى جانب الاستقرار الجيوسياسي قد يؤدي أيضًا إلى تقليص الطلب على الذهب.
وأخيراً، قد يؤدي الاهتمام المتزايد بالأصول البديلة (مثل العملات المشفرة أو السلع الأخرى) إلى انخفاض القيمة المتصورة للذهب.
في حين أن الانهيار بنسبة 30% ليس مستحيلًا، فإنه من غير المرجح أن يحدث دون تحول كبير في عوامل متعددة في وقت واحد. ومن المرجح أن يحدث انخفاض الأسعار بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ.