توقّع ناصر زهير، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في المنظمة الأوروبية للسياسات، أن يشهد الذهب موجة صعود قوية خلال السنوات الخمس المقبلة، مرجّحًا أن تتراوح أسعار الأوقية بين 4000 و4500 دولار، مدفوعةً بجملة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المتشابكة.
وفي لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي ضمن برنامج «كلمة أخيرة» المذاع على قناة «ON E»، أوضح زهير أن التراجع الحالي في أسعار الذهب لا يعدو كونه حركة تصحيحية مؤقتة، مشيرًا إلى أن الأسواق ستشهد “إعادة إقلاع” في الأسعار قريبًا.
وأشار إلى أن العوامل المحركة لصعود الذهب لم تعد تقتصر على الحروب العسكرية التقليدية، بل باتت تتفاعل بقوة مع التوترات الاقتصادية، مضيفًا: “الذهب أصبح يتجاوب مع الرسوم الجمركية، ويبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم ينهِ بعد حروبه التجارية مع الاتحاد الأوروبي أو الصين”.
كما لفت إلى أن أي تصعيد محتمل في ملف تايوان سيشكّل عامل ضغط فوري على الأسواق ويدفع بأسعار الذهب إلى مستويات جديدة، في ظل تنامي القلق من اضطرابات جيوسياسية في شرق آسيا.
ورأى زهير أن البنوك المركزية في العديد من الدول باتت تعتمد على الذهب بشكل غير مسبوق كأداة للتحوّط، مؤكدًا أن “الثقة بالدولار كملاذ آمن بدأت تتآكل، ولم يعد اليورو بديلًا موثوقًا كذلك، ما جعل الذهب الخيار الأبرز لحفظ القيمة”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المستثمرين وصناديق التحوط يتجهون نحو الذهب مع كل اضطراب اقتصادي أو سياسي، بعدما أثبت المعدن النفيس قدرته على الصمود في وجه الأزمات.
يُذكر أن أسعار الذهب في الأسواق العالمية تراجعت خلال تعاملات الثلاثاء لتسجّل نحو 3303 دولارات للأوقية، وسط حالة من الترقب لتطورات المشهد الاقتصادي العالمي.