في تطور لافت ضمن سلسلة من عمليات الاستحواذ التي تنفذها الحكومة الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، قضت محكمة في منطقة تشيليابينسك أمس الجمعة بتأميم شركة “يوجورالزولوتو”، ثالث أكبر منتج للذهب في روسيا، في خطوة تؤكد سعي موسكو لتعزيز سيطرتها على الأصول الاستراتيجية في زمن الحرب.
دعوى من النيابة العامة وتهم بالاستغلال السياسي
قدمت النيابة العامة الروسية دعوى في 2 يوليو لمصادرة مجموعة شركات “يوجورالزولوتو” (YUGK) و10 شركات تابعة، من الملياردير وعضو مجلس الدوما الإقليمي كونستانتين ستروكوف، الذي شغل في السابق منصب رئيس الشركة قبل انخراطه في الحياة السياسية.
واتهمت النيابة ستروكوف باستغلال نفوذه السياسي للاستحواذ غير المشروع على الشركة، وتحويل هيكلها إلى شركة مساهمة عامة، ونقل ملكيتها إلى مقربين منه، بمن فيهم ابنته ألكسندرا ستروكوفا التي تحمل الجنسية السويسرية.
محاكمة سريعة خلف أبواب مغلقة
بحسب وكالة إنترفاكس، حكمت محكمة منطقة سوفيسكي لصالح الادعاء، وأمرت بمصادرة جميع أصول الشركة بشكل فوري. وقد عُقدت الجلسات في سرية تامة، ولم تستغرق المحاكمة أكثر من يومين.
وقالت الشركة إنها ستقرر ما إذا كانت ستستأنف الحكم بعد صدور القرار الكامل من المحكمة.
ستروكوف: ملياردير وسياسي نافذ
يُعد كونستانتين ستروكوف من أبرز أثرياء روسيا، ويحتل المرتبة 78 على قائمة أغنى الشخصيات في البلاد، بثروة تُقدّر بـ 1.9 مليار دولار، ويشغل منصب نائب رئيس برلمان منطقة تشيليابينسك وعضوًا في حزب “روسيا الموحدة” الحاكم.
ورغم أن “يوجورالزولوتو” حققت عائدات بلغت 25 مليار روبل (320 مليون دولار) في 2023 من إنتاج 10.6 طن متري من الذهب، إلا أنها سجلت خسائر صافية تُقدّر بـ 7.2 مليار روبل (90 مليون دولار).
الكرملين يُوسع سيطرته على أصول القطاع الخاص
يأتي هذا الحكم في سياق حملة واسعة تقودها الدولة الروسية لمصادرة الأصول الخاصة منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير 2022، حيث تشير التقديرات إلى أن الحكومة صادرت أصولًا خاصة تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار، ما يعادل تقريبًا ثلث الإنفاق العسكري السنوي لروسيا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام موجة جديدة من التأميمات في قطاعات استراتيجية مثل المعادن والطاقة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتنامي دور الدولة الروسية في إدارة الاقتصاد تحت شعار “الاقتصاد السيادي”.