شهدت أسعار الفضة عالميًا ومحليًا حالة من التذبذب خلال تعاملات الأربعاء، إذ استقرت نسبيًا في السوق المحلية بينما تراجعت عالميًا من قممها الأخيرة مع ارتفاع الدولار الأمريكي وترقب بيانات اقتصادية مؤثرة على قرارات الفيدرالي، بحسب تقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث.
الأسعار المحلية والعالمية
بحسب «الملاذ الآمن»، سجّل جرام الفضة عيار 800 نحو 52 جنيهًا، وعيار 999 حوالي 65 جنيهًا، وعيار 925 قرابة 60 جنيهًا، فيما استقر جنيه الفضة (925) عند 480 جنيهًا.
أما عالميًا، فقد بلغ سعر الأوقية حوالي 38.27 دولارًا، منخفضًا بنحو 0.29 دولار، بعد أن لامست مؤخرًا مستوى 39 دولارًا وهو الأعلى منذ 14 عامًا.
عوامل الضغط والدعم
تراجع الفضة جاء في ظل قوة الدولار الأمريكي الذي واصل مكاسبه لليوم الرابع على التوالي، مدعومًا بضعف اليورو ومخاوف انهيار الحكومة الفرنسية.
في المقابل، ظلّت التوترات السياسية في الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس ترامب عن عزمه إقالة ليزا كوك عضو الفيدرالي، عنصر دعم للمعدن الأبيض كملاذ آمن.
يتابع المستثمرون باهتمام صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي، لما له من دور محوري في توجيه قرار الفائدة في سبتمبر.
توقعات السوق
يرى محللون أن الفضة قد تجد دعمًا عند مستويات 37.50 دولارًا للأوقية إذا استمرت الضغوط الحالية، رغم أن الاتجاه العام ما زال صعوديًا منذ بداية العام، كما يُتوقع أن تؤدي سياسات خفض الفائدة عالميًا إلى تعزيز جاذبية المعادن النفيسة، وإن كانت الفضة مرتبطة أيضًا بالطلب الصناعي الذي يتأثر بدورة النمو الاقتصادي.
المغرب يتصدر الإنتاج والاستهلاك إقليميًا
على الصعيد الإقليمي، أكدت بيانات حديثة من IndexBox وCEIC Data أن المغرب استحوذ على 95% من إنتاج الفضة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال 2024 بإجمالي 7800 طن، كما احتكر 86% من الاستهلاك الإقليمي بواقع 2700 طن، ورغم هيمنته، تراجعت قيمة الصادرات الإقليمية إلى 13 مليون دولار بفعل انخفاض أسعار التصدير.
استثمارات سيادية جديدة
في سياق آخر، أظهرت مستندات هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) أن البنك المركزي السعودي استثمر حوالي 40.4 مليون دولار في صناديق مؤشرات متداولة مرتبطة بالفضة خلال الربع الثاني 2025، شملت، iShares Silver Trust (SLV) بقيمة 30.5 مليون دولار، و Global X Silver Miners ETF (SIL) بقيمة 9.8 مليون دولار.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تنويعًا في إدارة أصول صندوق الثروة السيادي، لكنها لا تعني بالضرورة التوجه نحو اعتماد الفضة كأصل احتياطي نقدي، بخلاف الذهب.
توجه عالمي حذر
بينما تستكشف بعض البنوك المركزية إمكانية إدخال الفضة إلى احتياطياتها، حذّر خبراء في مؤتمر LBMA 2024 من أن المعدن الأبيض شديد التقلب ليُعامل كأصل نقدي رئيسي، وحدها روسيا أعلنت رسميًا خططًا لشراء الفضة بما قيمته 535 مليون دولار خلال ثلاث سنوات لدعم احتياطياتها من المعادن النفيسة.
تظل الفضة عالقة بين قوتين متناقضتين، الدولار القوي الذي يضغط على الأسعار، وتوقعات خفض الفائدة والاضطرابات السياسية التي تعزز مكانتها كملاذ آمن، ومع دخول المستثمرين المؤسسيين وصناديق الثروة السيادية على الخط، تزداد أهمية الفضة كأصل استراتيجي في أسواق المعادن النفيسة.