ينحد ر الجواهرجي بيترو بايوكى من عائلة إيطالية قدمت إلى مصر فى عصر الخديو إسماعيل، واستوطنت فيها على مدى خمسة أجيال كاملة من الجد الأكبر باولو إلى الابن الأخير راؤول،ويعود تأسيس محلات الجواهرجي ” بايوكي” إلى عام 1900، في شارع عبد الخالق ثروت ” المناخ سابقًا”، علي يد الجد ” باولو Paolo “،وهو إمتدادا لفروعهم الشهيرة في إيطاليا، و التي أسسها الجد الأكبر Wenceslao ، وتوفى عام 1888 م وقد توارثت الأجيال من أسرة بايوكى الصنعة والمهنة، من الجد الأكبر باولو الذي كان الجواهرجي الخاص بالأسرة المالكة في مصر إلى الأبن بيترا ثم ابنه رؤوال، ثم ابنه بيتر، ثم الأبن الأخير راؤول والذي يحتفظ بالأوسمة والجوائز وشهادات التقدير التي حصلت عليها العائلة، من بينها وسام الاستحقاق ودرجة ضابط ودرجة فارس والذي مننحته له السفارة الإيطالية بالقاهرة، وكذلك حصوله على الجنسية المصرية في عام 1998 م .
يتميز محل ” بايوكي” بديكوراته الخشبية القديمة ذات اللون الأسود المطعم بماء الذهب ،والكتابات العتيقة على الزجاج ، وقد تم ادراجه ضمن المقتنيات الأثرية، لحرص ورثته على استمراره والاحتفاظ بأصالته وعراقته على مدار 118 عاما ، كما أن الخزانة الحديدية الخاصة به لا تزال على نفس طرازها ولونها الأسود ، لتدخل وحدها الموسوعة العالمية للأرقام القياسية من حيث حجمها الذى يصل إلى متر عرض ومتر ارتفاع بعمق 2 متر وباب حديدى سمكه أكثر من 30 سم وهي مواصفات غير موجودة حاليا، وقد تم صناعة تلك الخزانة في إيطاليا ونقلت إلى مصر على إحدى البواخر التجارية، ولا تزال تلك الخزانة تعمل بكفاءة وتحتوي على العديد من المجوهرات والمصوغات المطعمة بالأحجار الكريمة .
ويستعين بايوكي في ورشته بصناع مصريين لتصنيع العديد من قطع المجوهرات، حيث يضم المحل أكثر من 1000 كتالوج جمعت منذ عام 1900 من دول أوروبية ومن مصر، وتصل ساعات العمل لـ200 ساعة من أجل تصميم وتنفيذ إحدى القطع.
كان باولو بايوكى الجد كان الجواهرجى الخاص بالأسرة المالكة فى مصر منذ عام 1900، ونجح فى كسب ثقة جميع أفراد الأسرة المالكة، ليس فقط فى اقتنائهم لقطع المجوهرات أو تيجان ونياشين ولكن أيضا لاقتناء قطع فريدة ونادرة لإهدائها لملوك وأمراء عرب وأجانب، من سيوف مرصعة بالألماس ونياشين وأقراط وغيرها.
وقد حظي بايوكي بثقة كثير من الفنانين المصريين، فكانت «أم كلثوم» حريصة وبصفة دائمة على الحضور بشخصها إلى المحل لاقتناء بعض القطع المميزة ، كما أهداه الرئيس الراحل “أنور السادات “، كتابه الخاص بتوقيعه الشخصى ” البحث عن الذات”،، كما أهدته جيهان السادات صورتها الخاصة بتوقيعها، وكانت شبكة السادات لزوجته من محل «بايوكى»، بالإضافة لتعاملات مع ” فرح ديبة “، زوجة شاه إيران التى كانت تصميمات المحل تجذبها، وملك إيطاليا السابق، والعديد من السياسيين وكبار رجال الدولة.
صورة توضح تسلسل تاريخ عائلة بايوكي في تصميع المجوهرات في مصر
محل بايوكي عبر أزمنة مختلفة