إن تاريخ دار مجوهرات “فان كليف أند آربلز” غارق في الرومانسية والاندهاش، حيث بدأ كل شيء في عام 1895 في باريس، عندما تزوجت إستيل آربيلز، ابنة تاجر للأحجار الكريمة، من ألفريد فان كليف.
بعد عدة سنوات من الزواج، وفي عام 1906م، شكل ألفريد شراكة مع شقيق إستل، تشارلز، وأنشأ اسم العلامة التجارية Van Cleef & Arpels، وافتتاح أول بوتيك لهم في 22 ساحة فاندوم في باريس، مقابل فندق ريتز، وهو فندق فخم فى قلب باريس كان يرتاده بشكل جيد الأرستقراطيين الأوروبيين وأقطاب الأعمال من الولايات المتحدة.
ولم يمض وقت طويل على افتتاح متجر المجوهرات الخاص بهم، أصبح اسم فان كليف آند آربيلز معروفًا فى جميع أنحاء القارة بمجوهراته الرائعة.
في عام 1906م تمثّلت إحدى أولى الطلبات التي قُدّمت للدار في نموذج مصغّر لقارب فارونا، يتفرّد هذا الغرض الثمين باحتوائه على جرس كهربائي لاستدعاء الخادم.
وفي عام 1916م، صمّمت الدار قطعاً بملمس الخشب، وهي مجوهرات صُنعت من الخشب ومن مواد ثمينة، في لفتة ظريفة للتعليقات الجالبة للحظ.
وفي عام 1918م ، صممت الشركة موضة ساعات شاتلين.
بين عامي 1910 و 1920م، افتتحت الدار أبوابها أيضًا في مدن المنتجعات في فرنسا، مثل نيس ودوفيل وفيشي وليون وكان.
خلال فترة العشرينات، اتخذت إبداعات فان كليف أند آربلز أشكالاً هندسيّة تنتمي لحركة آرت ديكو أثمر هذا الميول للبلاتين والماس قطعاً فاخرة ذات انسيابيّة استثنائيّة تعرف باسم “المجوهرات البيضاء”.
في عام 1922 شغف بمصادر الإلهام الشرقيّة بعد اكتُشف مقبرة توت عنخ آمون عام ليبعث موجةً استشراق على أوروبا، حيث استقت الدار إلهامها من الافتتان المعاصر بالثقافة المصريّة، فضلاً عن التصاميم اليابانيّة والصينيّة والهنديّة.
في عام 1923 ، ابتكرت دار فان كليف أند آربلز أول ساعة يد سرية من البلاتين والماس. كان من المفترض أن تكون إحدى القطع المميزة لهم ، والتي لا يزالون يشتهرون بها حتى اليوم، وتجمع ساعات Van Cleef & Arpels السرية بين قياس الوقت والأحجار الكريمة المصقولة من أعلى مستويات الجودة. يتم الكشف عن الساعات والدقائق مثل الأسرار الدقيقة ، مثل ساعة Cosmos Secret Watch ، التي تخفي قرصًا في قلبها المرصع بالألماس.
في عام 1925م، نالت دار فان كليف أند آربلز الجائزة الكبرى خلال المعرض الدولي للفنون الزخرفية والصناعية العصرية في باريس بفضل سوار روز الخاص بها، المرصّع بالياقوت والزمرّد والماس.
وفي عام 1926 أصبحت ابنة مؤسسي الدار، رونيه بويسان، المديرة الفنيّة للدار، بالتعاون مع المصمم رينيه سيم لاكاز. وقد صاغا بجرأة وإبداع أسلوبًا مميزًا يمكن رؤيته بوضوح في أعمال دار فان كليف أند آربلز.
وفي عام 1933 ابتكر شارل آربلز الحقيبة الثمينة المعروفة باسم المينوديير، بفضل الإلهام الذي زوّدته به فلورانس جاي جولد ” مغنية الاوبرا الشهيرة”، صُممت هذه الحقيبة الجميلة الصغيرة المثاليّة بأقسام لوضع إكسسوارات مختلفة ضروريّة لكل امرأة في العالم.
كما حصلت الشركة في نفس العام على براءة اختراع تقنية الترصيع “ميستري ست Mystery Set “، هي ابتكار حقيقي، وهي تتمثّل في ترصيع الأحجار الثمينة على نحوٍ يخفي المعدن عن الأنظار.
في عام 1934، ابتكرت الدار سوار لودو Ludo ذي الشبكة المترابطة بقوالب والذي يتميّز بمشبك يحاكي بكلة الحزام. ابتكر نموذج سوار لودو ذي الشبكة سداسيّة الزخرفة في السنة التالية.
وفي عام 1935 ابتكرت الشركة ساعة كادُنا، حيث صمّمت الدار ساعة يد ذات سوار مزدوج بسلسلة من نمط الأفعى، يذكّر مشبكها ذي المنحنيات بالقفل. يقدم الوجه متعدد الزوايا أسلوباً خفياً في قراءة الوقت.
وفي عام 1936 بمناسبة عيد ميلاد واليس سمبسون الأربعين، زوجة الملك إدوارد الثامن ، طلب من دار فان كليف أند آربلز ثلاث قطع استثنائيّة وهي: عقد كرافات وسوار من الياقوت والماس، فضلًا عن مشبك هوو المصنوع من أحجار الياقوت المرصّعة بتقنية ميستري ست.
وفي عام 1937 ابتكار مشبك بيونيه المزدوج، صُنع مشبك بيونيه المزدوج، الذي كان ارتدته الأميرة فايزة ، من مشبكين قابلين للفصل، يجسّد الأوّل زهرة فاوانيا متفتّحة كليّاً، بينما يجسّد الثاني زهرة متفتّحة بالكاد، يمثّل هذا الأخير حاليّاً جزءاً من مجموعة فان كليف أند آربلز.
وفي عام 1938 ابتكرت الدار مجموعة باس بارتو، وتتشكّل مجموعة باس بارتو من سلسلة من نمط الأفعى مزدانة بمشابك على شكل أزهار قابلة للفصل، وهي من بين أولى القطع القابلة للتحوّل المبتكرة من دار فان كليف أند آربلز. يمكن ارتداؤها كعقد أو قلادة عنق أو عقد طويل أو سوار أو حزام.
وفي عام 1939 صممت الدار بمناسبة زواج الأميرة فوزيّة ومحمد رضا بهلوي الذي سيصبح شاه إيران، ابتكرت دار فان كليف أند آربلز مجوهرات سوف ترتديها العروس وأمّها، الملكة نازلي.
وفضلت الملكة نازلي الأزياء الفرنسية وأمرت أن يجمع التصميم بين آرت ديكو، التى كانت تحظى بشعبية فى ذلك الوقت، والروح المصرية، واستخدمت القلادة نحو 673 ماسة تزن أكثر من 204 قراريط.
بعد وفاة الملك فؤاد الأول، انتقلت الملكة إلى كاليفورنيا فى الأربعينيات من القرن الماضي، ولكن للحفاظ على نمط حياتها كملكة سابقة، باعت بعض مجوهراتها، بما فى ذلك قلادة الماس ذات الشهرة العالمية.
ولم تتم رؤية قلادة الملكة نازلى مرة أخرى حتى عادت إلى الظهور فى عام 2015 فى مزاد سوثبى فى نيويورك، هى الآن جزء من مجموعة “فان كليف اربلز”.
وفي عام 1941 ابتُكر مشبك سبيرت أوف بيوتي في نيويورك، وهو يعرض حوريّةً صغيرة ذات أجنحة، ترمز إلى الأمل، رأت مشابك باليرينا الأولى النور خلال الفترة نفسها، لتسجّل بداية تقليد رمزي لدار فان كليف أند آربلز.
وفي عام 1944 ابتكرت الشركة أولى مشابك آنسيبارابل أو لافبيردز، حيث تجسّد مشابك لافبيردز أزواجاً وأسراً من الطيور .
وفي عام 1950م ابتكرت الشركة عقد زيب “Zip” فيعام 1938، صممت الدار عقداً مستوحى من السحّاب. تم إضفاء اللمسات الأخيرة على العقد في عام 1950، ويمكن ارتداؤه مفتوحاً كعقد أو مغلقاً كسوار، وهو قطعة قابلة للتحويل.
وإلى بلجيكا، فإن الدوقة جوزفين، ارتدت الكثير من المجوهرات الشهيرة، ففى حفل زفافها من الأمير جان، وريث العرش فى لوكسمبورج، فى عام 1953، احتفالاً بخطوبتها، تلقت الأميرة مجموعة من مجوهرات والدتها من روبى فان كليف آند آربيلز، بما فى ذلك مشبك الزهور وأقراط الزهور.
وفى حفل زفافها فى 9 أبريل 1953 فى لوكسمبورج، ارتدت الأميرة جوزفين قلادة من الماس والزمرد من Van Cleef & Arpels يمكن تحويلها إلى تاج، وكذلك سوار من الماس البلاتيني.
وفي عام 1956 م صممت الشركة طقم مجوهرات اللؤلؤ والماس الخاص بالممثلة جريس كيلي، حيث أهداه أمير موناكو رينيه الثالث عروسه جريس كيلي بمناسبة زاجهما، وتعد كيلي من أبرز عملاء الشركة، والتي تحولت إلى ملكية، بعد بضعة أشهر فقط من زواج كيلي من أمير موناكو رينييه الثالث لتصبح أميرة موناكو جريس، وأصبحت الدار “المورد الرسمي لأميرة موناكو” ، وبذلك بدأ حب كيلي الطويل لفان كليف أند آربلز. من الأكثر تقليدية إلى المجوهرات الغريبة ، جمعت كيلي مجموعة واسعة من قطع فان كليف أند آربلز.
نفذت دار فان كليف أند آربلز خلال الستينيّات قطعاً فريدة تلبي طلبات خاصّة قدّمتها شخصيّات قياديّة دوليّة منها باربارا هاتون وأميرة موناكو جريس وإمبراطورة إيران فرح بهلوي. في عام 1968، ابتكرت الدار أول عقد طويل من مجموعة ألامبرا، ليصبح أيقونة في عالم المجوهرات، وهي من أكثر الزخارف شهرة في تاريخ الدار، وتتميز بشكل دائري بأربع أوراق برسييعكس صدى رباعي الفصوص المغربي الموجود في قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا، وأصبحت المجموعة منذ ذلك الحين ترمز إلى الحظ السعيد،
صممت الشركة العرض الأول لباليه جويلز في نيويورك من تصميم جورج بالانشين، حيث تعرّف كلود آربلز على جورج بالانشين، أحد مؤسسي باليه مدينة نيويورك، أثمر لقاؤهما فكرة خاصّة بالمجوهرات، من خلال الباليه المخصص للأحجار الثمينة والذي انطلق في شهر أبريل 1967 صُممت الفصول الثلاثة للباليه، وهي الزمرّد والياقوت والماس، على ألحان موسيقى من تأليف فوري وسترافنسكي وتشايكوفسكي على التوالي.
كما ابتكرت الشركة عام 1967م التاج الذي قُدّم لإمبراطورة إيران فرح بهلوي خلال حفل تتويجها، ابتكرت الدار من أجلها تاجاً وعقداً وأقراطاً، فضلاً عن المجوهرات التي ارتدتها أفراد العائلة المالكة.
وفي عام 1967 م نفذت الشركة مشبك سانك فوي الذي كانت تملكه ماريا كالاس مغنية السوبرانو اليونانية الشهيرة، المشبك مرصّع بالماس وبستة أحجار ياقوت وزنها الإجمالي 15.77 قيراطاً.
تأثرت المجواهرات خلال السبعينيّات بحركة الهيبيز وثقافات مختلفة حول العالم، فاكتست بألوان جريئة وحيويّة،فامتزج المرجان والخشب وعرق اللؤلؤ والأحجار الزينية بالذهب المزخرف والأحجار الكريمة.
وفي عام 1970 أطلقت الدار مجموعة روز دو نويل™ إشادة بوردة الميلاد وهي زهرة تتفتّح في الشتاء. صُمّمت قطع مجموعة روز دو نويل في الأصل من الذهب الأصفر المرصّع بالمرجان الزهري والماس، وتطغى عليها زخرفات الأزهار والمواد المفعمة بالألوان لتعكس تأجج الطاقة الإبداعيّة خلال موسم الأعياد.
خلال فترة الثمانينات عكست مجموعات الدار أذواقاً معاصرة تميل إلى الخطوط الهندسيّة والأحجام الصارخة. صُمّمت مجموعة سنوفلايك فأثْرت عرض دار فان كليف أند آربلز من المجوهرات البيضاء.
وفي عام 1983م استقت الدار إلهامها من عالم تصميم الأزياء لابتكار عقد كول كلودين المصنوع من قماش ذهبي رقيق مرصّع بزخرفات ماسيّة على شكل أزهار.
وفي عام 1985م، استُلهمت الشركة مجموعة سنوفلايك، من زخرفة جسّدتها الدار بانتظام منذ العشرينيّات.
خلال فترة التسعينات حاولت الشركة الاستلهام من خطوطها القديمة لطرح منجات عصرية جديدة، وقدّم متحف الموضة والأزياء في باريس عرضاً خاصّاً بدار فان كليف أند آربلز، وبهذه المناسبة، صمّمت الدار طقماً بتقنية ميستري ست ومنحته لقب غالييرا، وهو يتميّز باستخدامه 1717 حجر ياقوت إجمالاً، قطّعوا واحداً تلو الآخر بعناية فائقة.
وفي عام 1995م، استوحت دار فان كليف أند آربلز تصميم ساعة جاليليه الغامضة من النموذج المبتكر في العشرينيات. تدلّ الآليّة المخفيّة عن الأنظار على الوقت وتدفع في الآن ذاته دبّاً من الماس في حركة دائريّة حول وجه الساعة.
في عام 2004م من خلال إعادة تصوير الفراشات، التي مثّلت أحد مصادر الإلهام التقليديّة، تعاونت الدار مع الفنان الخبير في فن الطلاء باللّاكر جونيشي هاكوز لابتكار مشابك من الخشب وعرق اللؤلؤ مزدانة بزخرفات استثنائيّة مطليّة باللّاكر.
في عام 2007م استقت دار فان كليف أند آربلز إلهامها من تعاونها مع مصمّم الرقص جورج بالانشين، مصمّم الباليه جويلز في عام 1967، لتتصوّر مجموعة من أربعة فصول: الباليه والزمرّد والياقوت والماس.
ومع بداية عام 2010، بدأت الشركة في طرح مجموعة مستوحى من أربعة أعمال مشهورة للأديب جول فيرن، وهي: عشرون ألف فرسخ تحت الماء وخمسة أسابيع في منطاد ومن الأرض إلى القمر ورحلة إلى مركز الأرض. نشأت عوالم آسرة تكمن في مزيج حيوي من الأزهار الفاخرة والعجائب الكونيّة.
كما ابتكرت الشركة ساعة بون ديزامورو والتي حازت على جائزة أفضل ساعة نسائيّة خلال حفل الجائزة الكبرى للساعات بجنيف.
وفي عام 2012 افتتحت الشركة مدرسة ليكول المتخصصة بفنون صياغة المجوهرات، لتعرّف الجمهور بعالم المجوهرات من خلال الدروس والمؤتمرات والمعارض. تتطرّق الدروس لثلاثة محاور وهي: تاريخ فن المجوهرات والخبرة وعالم الأحجار.