يعرف ميشيل زوبيل بين المتخصصين في فنون المجوهرات بأنه استاذ الحركة المعاصرة في فن تصميم المجوهرات، كما تعد أعماله المتمثلة بقطع مجوهراته ذات القيمة الفنية الثمينة، والتي جمعت بين الثقافة المغربية والأوربية، مصدرًا لإلهام العديد من فناني المجوهرات أصحاب الفكر غير التقليدي، حيث تتمتع مجوهراته بالتفاعل المثالي بين الحرفية والتعبير الفني.
ولد “ميشيل زوبيل”، في مدينة طنجة بالمغرب عام 1942م، لأسرة ألمانية كانت تقطن في طنجة، ونشأ في مدينة برشلونة الأسبانية، رفقة أسرته، وحصل على تدريبه المهني على صياغة الذهب وعمره ستة عشر عامًا في الفترة من 1958 – 1961م، وعاد إلى ألمانيا لاستكمال دراسته والحصول على شهادة الفن والتصميم من مدرسة بفورتسهايم للتصميم، عام 1964م.
وجهه، معلمه البروفسير “يوريتش” لفن المجوهرات، عندما لمس فيه الملكات الإبداعية والمهارة الحرفية التي تؤهله للعمل في تصميم المجوهرات.
استجاب” زوبيل” لتوجيه استاذه، والتحق بالعمل كمصمم مجوهرات مع الصائغ “هنري دينس”بفرنسا، بمجرد تخرجه في عام 1965م، كما عمل بلوكسمبرج، وبعد ثلاث سنوات عاد لموطنه ألمانيا، ليفتتح محل مجوهرات لأعماله الخاصة في مدينة كونستانس.
ولاقت قطع مجوهرات “زوبيل” قبولًا، بسبب قدراته على الاختراع وتقديم الأفكار الجديدة دائمًا، وبمرور الوقت ذاعت شهرته، أصبح من أشهر مصممي المجوهرات عالميًا واختير عضوًا في مؤسسة Aspect ، التي تقوم بايجاز مصممي المجوهرات.
تتميز كل قطعة من قطعه الفريدة بهالة اللغة التعبيرية للأشكال التي تُظهر حبه الكبير للرسم والأحجار الكريمة، يقول زوبيل: “إنني دائمًا مفتون بالأحجار الكريمة”، حيث يستمد إلهامه من الأشكال الموجودة في الطبيعة والتواصل مع الثقافات المتقنة القديمة، مضيفًا، “عظمة الطبيعة الكاملة مضغوطة في أصغر مساحة بالأحجار الكريمة، حجر واحد يكفي لإثبات براعة الخلق بأكمله”.
ما قد يعتقده الآخرون على أنه خطأ أو مصدر إزعاج هو نزوة الطبيعة التي يرحب بها زوبيل، على سبيل المثال، قام بتطوير أحجار على شكل نصف قمر مع شوائب غريبة من حلقات ودبابيس عتيقة الشكل بحجم لوحات مصنوعة من البلاتين والذهب والكوارتز والماس مع تأثير اللوحات التجريدية، يسمي زوبيل عمله “الرسم بالمعادن والأحجار الكريمة” محوّلًا أفكاره الرسومية إلى مجوهرات ثمينة.
يمكن رؤية الاحترام الذي يكنه زوبيل للأحجار الكريمة بشكل أفضل في تعاونه مع قاطع الأحجار الكريمة”توم مونشتاينر”، أحد الشخصيات البارزة في مجال تقطيع الأحجار الكريمة، حيث استخدام التقطيع في تحقيق وتحفيز الضوء في قطع من الكريستال.
يعشق زوبيل الأحجار ويعمل بشغف على تكثيف التعبير عن كل حجر على حدة بتصميماته، ليحصل على قطع فريد، تتميز بأسلوب “القطعة الواحدة”، حيث لا يصمم زوبيل قطع المجوهرات مرتين.
لدي زوبيل علاقات دولية كثيرة من بينها، علاقته مع صائغ الذهب الروسي فيكتور سيرنيف الذي يعيش في قيرغيزستان والرسام القرغيزستاني يورستان بك شيغايف، حيث عرض زوبيل قطعًا منتقاة من ورشته في المتحف الوطني لعاصمة قيرغيزستان بيشكيك في عام 2002 لأول مرة مع فنانين آخرين في سياق مشروع الثقافة والمعرض الدولي “Jade and the Silk Road. East / VVest Dialogues”، والمعروف باسم مشروع ” طريق الحرير”، والذي تشرف عليه منظمة اليونسكو، ويهدف إلى إقامة حوار ثقافي بين حضارات الشرق والغرب عن طريق إقامة المعارض الفنية في عدة مدن بآسيا.
كما تمت دعوة هذين الفنانين القرغيزانيين سيرنيف وشيغايف إلى كونستانس لإقامة معرض مشترك مع زوبيل في نوفمبر 2003، وركز المعرض على أحجار “اليشم”، ثم تمت دعوة مايكل زوبيل للحضور إلى بيشكيك مرة أخرى في عام 2003 لتكرار معرض حوارات الشرق / الغرب مع فنانين آخرين، وأثناء وجوده هناك، لم تدع الجامعة الوطنية في قيرغيزستان الفرصة تفلت من أجل منح هذا الصائغ لقب أستاذ فخري في كليتها.
يستقر ميشيل زوبيل حاليًا في كونستانز الألمانية، وتعرض أعماله البارعة التي تميزت بمزجها للثقافة الاوروبية والثقافة المغربية، في مختلف دول العالم.