«الصنايعية» كلمة سر وراء ترك الفنانة التشكيلية «رشا القصير» مجال تصميم الأثاث والاتجاه نحو تصميم الحلي، هذا الاتجاه الذي حلمت به منذ الصغر والتحقت بكلية فنون جميلة جامعة حلوان من أجل تحقيق حلم الطفولة.. فمع بداية أزمة انتشار كورونا 2019، التحقت بأحد الدورات التدريبية التي تقيمها وزارة التجارة والصناعة، وتعلمت فنون تشكيل الحلي.
بداية رحلة تصميم الحلي
بدأت «رشا القصير» عملها في مجال تصميم الأثاث بعد انتهاء مرحلة الدراسة في كلية فنون جميلة جامعة حلوان عام 1992، وظلت لمدة 25 عامًا تعمل في هذا المجال، دون تحقيق عائد مادي ومعنوي، مع مشاكل وتحديات كبيرة واجهتها مع الصنايعية والورش، وفي يوم وليلة اتخذت القرار بترك هذا المجال، والاتجاه نحو تصميم الحلي، فسرعان ما أخذت دورة تدريبية في وزارة التجارة والصناعة، وبدأت في تصميم العديد من الحلي، وكانت أول قطعتين من تصميمها وتنفيذها عرضتهم في مهرجان فن الحلى الدورة الرابعة يناير 2020.
وبعد مرور نحو عامين أخذت دورة تدريبية أخرى في مركز التدريب بوزارة الصناعة، وصممت أكثر من 15 قطعة تستعد لعرضها في معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار 2023 والذي سيقام خلال أغسطس الجاري.
أخذت الفنانة التشكيلية رشا القصير، عهد على نفسها أنها لن تلجأ إلى الصنايعية في أي شيء، وسوف تتعلم كل التقنيات والأمور الصغيرة، لذا دائما ما تبحث عن دورات تدريبية، كما أنها كانت تتمنى الالتحاق بمدرسة عزة فهمي ولكن وضعت شروط قوية أبرزها عامل السن.
المشاركة في المعارض
قالت رشا القصير لـ «عيار 24»، إن المشاركة في المعارض التجارية الكبرى لن تكون مناسبة خلال الفترة الحالية مع التصميمات التي تقوم بها، فهي تحتاج إلى فئة تقدر قيمة الفن والتصميمات، لذا فإنه تقوم باختيار المعارض بشكل دقيق وبعناية شديدة، وتفضل أن تكون معارض فنية وليست تجارية، حتى تجد من يقدر قيمة القطعة الفنية التي يقتنيها.
تحديات واجهتها
تقول الفنانة التشكيلية، إن أسعار الخامات ترتفع بشكل مبالغ فيه بشكل أسبوعي، دون وجود سبب لذلك، خاصة وأن هناك ثبات نسبي منذ فترة في سعر الدولار بالسوق الموازي وفي البنوك، مشيرا إلى أن العميل لا يقتنع بأن هناك ارتفاع في الأسعار رغم أنه يعيش بشكل يومي في هذه الأزمة، ولكن عند المشغولات لا يجد أن هناك ارتفاع في الأسعار.
وتابعت أن تسويق المنتجات ضمن التحديات التي تواجهها خلال الفترة الحالية، لذا ترى أنها استفادت كثيرا من الدورات التدريبية التي التحقت بها التي تنظمها وزارة التجارة والصناعة، حيث أهلتها في التصميم والتنفيذ والتسويق.
ومن ضمن التحديات التي واجهتها أيضًا، هو التعامل مع الصنايعية، فهي تسعى بشكل دائم إلى تعليم التنفيذ حتى لا تلجأ إلى أي ورش، خاصة وأن الورش والصنايعية كانت سببًا رئيسيًا في ترك مجال تصميم الأثاث الذي ظلت فيه لأكثر من 25 عامًا.
مدة تصميم الحلي
تستغرق الفنانة التشكيلية رشا القصير، في تصميم قطعة الحلي نحو 10 أيام وربما أكثر من ذلك، أما التنفيذ فربما يصل إلى أكثر من أسبوع، تعتمد في التصميم على شغل النحاس والفضة والأحجار الكريمة، دائما ما تبحث عن الجديد وعدم تكرار نفس التصميم، حتى يكون لديها شغل مميز ومعروف، كما أن العميل يضمن أن ليس هناك آخرين يرتدون نفس التصميم.
تعتمد عند تصميم الحلي على الفنون الشعبية والتراثية، مستوحاة من ثقافات مختلفة، فهي ترى أن التصميم المميز يعطي قيمة وجمال للقطعة الحلي، ويجد من يقدرها بأعلى ثمن.
وحول فكرة التصميم.. تقول رشا إنها عانت خلال السنوات الماضية من وجود تصميمات مقلدة كثيرة خاصة للفنانة عزة فهمي، رغم أن مصر مليئة بالمتاحف والمعابد التي يمكن اقتباس منها تصميم جديد مميز غير موجود في السوق.
وقالت إنها شاركت في مسابقة معرض نيبو للمجوهرات والمصوغات في ديسمبر 2022، وحصلت على المركز السادس، حيث قدمت تصميمات أبهرت الجميع خاصة المسئولين في مؤسسة عزة فهمي، وكذلك وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور على المصيلحي، متمنية أن يكون هناك مسابقة في الدورة الجديدة هذا العام.